السمنة وفرط الوزن

إعداد وتحضير- د.محمد الرفاعي

احتلت السمنة المركز الثاني عالميا كمسببة للوفاة بعد التدخين، حيث تضاعفت السمنة في العالم بنحو ثلاثة أضعاف منذ عام 1975.

في عام 2016، كان أكثر من 1.9 مليار من البالغين في الثامنة عشرة أو أكثر من العمر، يعانون من فرط الوزن، وكان أكثر من 650 مليون من بينهم يعانون من السمنة، وكان 39٪ من البالغين في الثامنة عشرة أو أكثر من العمر، يعانون من فرط الوزن و13‏٪‏ منهم يعانون من السمنة، وفي عام 2016.يعيش معظم سكان العالم في بلدان تؤدي فيها ‏فرط الوزن والسمنة إلى وفاة عدد أكبر من الناس مقارنة بنقص الوزن، كان هناك 40 مليون طفل دون سنة الخامسة يعانون من فرط الوزن أو السمنة، وفي عام 2018، كان 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً يعانون من فرط الوزن أو السمنة في عام 2016.الوقاية من السمنة ممكنة.

ما هي السمنة وما هو فرط الوزن

يُعرَّف فرط الوزن والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة.

ويُعد منسب كتلة الجسم مؤشّراً بسيطاً للوزن مقابل الطول يُستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين. ويُعرّف هذا المنسب بأنه وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوماً على مربّع الطول بالمتر (كغ/متر2).

البالغون

فيما يتعلق بالبالغين تُعرّف المنظمة فرط الوزن والسمنة على النحو التالي:

فرط الوزن هو منسب كتلة الجسم الذي يبلغ 25 أو أكثر؛

والسمنة هي منسب كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أكثر.

ويُعد منسب كتلة الجسم أفضل مقياس لفرط الوزن والسمنة على مستوى السكان، نظراً إلى أنه يُحسب بالطريقة ذاتها للجنسين وللكبار في جميع الأعمار. ومع ذلك، ينبغي اعتباره مؤشراً تقريبياً لأنه قد لا يجسّد درجة البدانة نفسها لدى مختلف الأفراد.

وفيما يتعلق بالأطفال ينبغي وضع السن في الاعتبار عند تعريف فرط الوزن والسمنة.

الأطفال دون سن الخامسة

فيما يتعلق بالأطفال دون سن الخامسة:

فرط الوزن هو زيادة نسبة الوزن إلى الطول على انحرافين معياريين فوق قيمة المتوسط المعياري لنمو الطفل الذي تعتمده المنظمة؛

والسمنة هي زيادة نسبة الوزن إلى الطول على 3 انحرافات معيارية فوق قيمة المتوسط المعياري لنمو الطفل الذي تعتمده المنظمة؛

الرسوم البيانية والجداول: معايير نمو الأطفال دون سن الخامسة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً

يُعرف فرط الوزن والسمنة على النحو التالي فيما يتعلق بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً:

فرط الوزن هو زيادة منسب كتلة الجسم حسب السن على انحراف معياري واحد فوق قيمة المتوسط المرجعي للنمو الذي تعتمده المنظمة؛

والسمنة هي زيادة بأكثر من انحرافين معياريين فوق قيمة المتوسط المرجعي للنمو الذي تعتمده المنظمة؛

الرسوم البيانية والجداول: المعيار المرجعي لنمو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً وفقاً لمنظمة الصحة العالمية

وقائع عن فرط الوزن والسمنة

فيما يلي بعض التقديرات العالمية الصادرة مؤخراً عن المنظمة.

في عام 2016، كان أكثر من 1.9 مليار من البالغين في الثامنة عشرة أو أكثر من العمر، يعانون من فرط الوزن. وكان أكثر من 650 مليون بالغ من بينهم يعانون من السمنة.

في عام 2016، كان 39‏٪‏ من البالغين في الثامنة عشر أو أكثر من عمرهم (39‏٪‏ من الرجال و40‏٪‏ من النساء) يعانون من فرط الوزن.

في الإجمالي، كان 13‏٪‏ من سكان العالم من البالغين (11‏٪‏ من الرجال و15‏٪‏ من النساء) يعانون من السمنة في عام 2016.

تضاعف معدل انتشار السمنة في العالم ثلاثة أضعاف تقريباً بين عامي 1975 و2016.

في عام 2018، كان هناك ما يقدر بنحو 40 مليون طفل دون سنة الخامسة يعاني من فرط الوزن أو السمنة. وكان فرط الوزن والسمنة يُعدان في السابق من مشكلات البلدان المرتفعة الدخل، ولكنهما الآن يتزايدان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولاسيما في البيئات الحضرية. ففي أفريقيا زاد عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من فرط الوزن بنسبة 50‏٪‏ تقريباً منذ عام 2000. وفي عام 2018، كان ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من فرط الوزن أو السمنة يعيشون في آسيا.

كان 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً يعانون من فرط الوزن أو السمنة في عام 2016.

وزاد معدل انتشار فرط الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً زيادة ضخمة من 4‏٪‏ في عام 1975 إلى أكثر من 18‏٪‏ بقليل في عام 2016. وحدثت الزيادة بين البنين والبنات سواءً بسواء، ففي عام 2016، كان 18‏٪‏ من البنات و19‏٪‏ من البنين يعانون من فرط الوزن.

وفي حين أن نسبة الأطفال والمراهقين السمان البالغين من العمر من 5 أعوام إلى 19 عاماً كانت لا تتجاوز 1‏٪ في عام 1975‏، فإن 124 مليون طفل ومراهق (6‏٪‏ من البنات و8‏٪‏ من البنين) كانوا يعانون من السمنة في عام 2016.

ويؤدي فرط الوزن والسمنة إلى عدد أكبر من الوفيات في العالم مقارنة بنقص الوزن. وعلى صعيد العالم، يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن على عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن، وينطبق ذلك على جميع الأقاليم باستثناء أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا.

ما الذي يسبب السمنة وفرط الوزن؟

يتمثل السبب الأساسي في فرط الوزن والسمنة في اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان وتلك التي يحرقها جسمه. وعلى الصعيد العالمي حدث ما يلي:

زيادة المدخول من الأغذية الغنية بالطاقة التي تحتوي على قدر كبير من الدهون والسكر؛

زيادة الخمول البدني نظراً إلى زيادة الطابع الخامل للعديد من أشكال العمل، وتغيّر وسائل النقل، وزيادة التوسّع الحضري.

وغالباً ما تكون التغيرات في النُظم الغذائية وأنماط النشاط البدني ناتجة عن التغيّرات البيئية والمجتمعية المرتبطة بالتنمية وغياب السياسات الداعمة في قطاعات مثل الصحة والزراعة والنقل والتخطيط العمراني والبيئة وتجهيز الأغذية وتوزيعها وتسويقها والتعليم.

ما هي العواقب الصحية الشائعة التي تترتب على فرط الوزن والسمنة؟

تُعد زيادة منسب كتلة الجسم عاملاً رئيسياً من عوامل خطر الأمراض غير السارية مثل:

أمراض القلب والأوعية الدموية (ولاسيما أمراض القلب والسكتات الدماغية)، التي كانت السبب الرئيسي للوفاة في عام 2012؛

داء السكري؛

الاضطرابات العضلية الهيكلية (ولاسيما الفصال العظمي وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويتسبب في قدر كبير من الإعاقة)؛

بعض أنواع السرطان (مثل السرطانات التي تصيب الغشاء المبطن للرحم والثدي والمبيض والبروستاتا والمرارة والكلى والقولون).

وتزيد مخاطر الإصابة بهذه الأمراض غير السارية مع زيادة منسب كتلة الجسم.

وترتبط سمنة الأطفال بزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة والوفاة المبكرة والعجز عندما يصبح الشخص بالغاً. وفضلاً عن زيادة المخاطر المستقبلية، يعاني الأطفال السمان من صعوبات في التنفس، وزيادة مخاطر الإصابة بالكسور وفرط ضغط الدم، وهي من العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية.

مواجهة العبء المزدوج لسوء التغذية

يواجه الآن العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل “عبئاً مزدوجاً” لسوء التغذية.

ففي حين أن هذه البلدان تواصل التصدي لمشكلات الأمراض المُعدية ونقص التغذية فإنها تشهد أيضاً زيادة سريعة في عوامل خطر الأمراض غير السارية، مثل السمنة وفرط الوزن، ولاسيما في البيئات الحضرية.

ولم يعد مستغرباً أن نجد نقص التغذية والسمنة في البلد نفسه والمجتمع المحلي نفسه والأسرة نفسها.

ويتعرض الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تعرضاً أكبر لعدم كفاية التغذية قبل الولادة وفي مرحلة الرضاعة ومرحلة الصغر. ويتعرض هؤلاء الأطفال في الوقت نفسه للأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح، والأغذية الغنية بالطاقة، والأغذية التي تفتقر إلى المغذيات الدقيقة، والتي عادة ما تكون أقل تكلفة ولكنها أقل جودة أيضاً من حيث التغذية. وتؤدي أنماط النظم الغذائية هذه، مع انخفاض مستويات النشاط البدني، إلى زيادة حادة في سمنة الأطفال، بينما تظل مشكلات نقص التغذية قائمة.

كيف يمكن الحد من فرط الوزن والسمنة؟

يمكن الوقاية بقدر كبير من فرط الوزن والسمنة ومن الأمراض غير السارية الناجمة عنهما. وللبيئات والمجتمعات المحلية الداعمة أهمية جوهرية في تحديد خيارات الناس، وذلك بأن تجعل خيار الأغذية الصحية وممارسة النشاط البدني بانتظام الخيار الأيسر (الخيار الأفضل من حيث الإتاحة والتوافر ويسر التكلفة)، وتقي بذا من فرط الوزن والسمنة.

وعلى مستوى الفرد، يمكن للأشخاص أن يقوموا بما يلي:

الحد من مدخول الطاقة من إجمالي الدهون والسكر؛

وزيادة استهلاك الفاكهة والخضر والبقول والحبوب الكاملة والثمار الجوزية؛

وممارسة النشاط البدني بانتظام (60 دقيقة يومياً للأطفال و150 دقيقة على مدار الأسبوع للبالغين).

ولا يمكن أن يتحقق الأثر الكامل لمسؤولية الفرد إلا عندما يتاح له اتّباع أنماط المعيشة الصحية. ولذا فمن الأهمية بمكان على الصعيد المجتمعي، دعم الأشخاص في اتباع التوصيات المذكورة أعلاه، عن طريق التنفيذ المستدام للسياسات المسنّدة بالبيّانات والقائمة على السكان التي تجعل ممارسة النشاط البدني المنتظم واتّباع النظام الغذائي الصحي ميسوري التكلفة ومتاحين بسهولة أمام الجميع ولاسيما الأشخاص الأشد فقراً. ومن أمثلة هذه السياسات فرض ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر.

ويمكن أن تلعب دوائر صناعة الأغذية دوراً بارزاً في تعزيز النظم الغذائية الصحية عن طريق ما يلي:

الحد من محتوى الأغذية المجهزة من الدهون والسكر والملح؛

ضمان إتاحة الخيارات الصحية والمغذية بتكلفة ميسورة أمام جميع المستهلكين؛

فرض قيود على تسويق الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من السكر والملح والدهون، ولاسيما الأغذية التي تستهدف الأطفال والمراهقين؛

ضمان توافر الخيارات الغذائية الصحية ودعم النشاط البدني المنتظم في مكان العمل.

تصف “الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة” التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في عام 2004، وأعادت إقرارها في عام 2011، الإجراءات اللازمة لدعم النُظم الغذائية الصحية والنشاط البدني المنتظم. وتدعو الاستراتيجية أصحاب المصلحة كافة إلى اتخاذ إجراءات على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي لتحسين النظم الغذائية وأنماط النشاط البدني على صعيد السكان.

وتُقرّ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأن الأمراض غير السارية تطرح تحدياً كبيراً أمام التنمية المستدامة. وقد التزم رؤساء الدول والحكومات في إطار الخطة، بوضع استجابات وطنية طموحة بحلول عام 2030، من أجل الحد بنسبة الثلث من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية، عن طريق الوقاية والعلاج (الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة).

وتقدم “خطة العمل العالمية بشأن النشاط البدني للفترة 2018-2030: تعزيز نشاط الأشخاص من أجل عالم أوفر صحة” إجراءات فعّالة ومجدية بشأن السياسات من أجل زيادة النشاط البدني على الصعيد العالمي. ونشرت المنظمة حزمة تقنية بعنوان ACTIVE لمساعدة البلدان على تخطيط استجابتها وتنفيذها. وأصدرت المنظمة مبادئها التوجيهية الجديدة بشأن النشاط البدني والسلوك الخامل والنوم في الأطفال دون سن الخامسة، في عام 2019.

اخبار ذات صلة