ليالي الجحملية وفضح عورات المعوزين ؟!

كتب ماهر المتوكل

في البدء لابد من الإشارة لأن الكتابة هنا مجرد خواطر أوليه وليس تقييمية لما يبث من مسلسلات في القنوات اليمنية، وسيكون لنا وقفه تقييمية أوسع واشمل وأكثر تفصيلا إن شاء الله، ولا بد بأن الذين اختاروا اسم مسلسل (ليالي الجحملية ) قد اكسبوا أنفسهم شعبية بعيدا عن سلبيتها فالكل توقف عند (الشبه مسلسل ليالي الجحملية الذي أراد نقلنا لإبداعات وأجواء شبيهة (بليالي الحلمية وفتوات الجمالية ) جزافا وبهتانا، والذي تعرض للتناول والهجوم من أول يوم عرض وذكرني هذا السخط الشعبي الواسع الذي تمتلئ به صفحات التواصل الاجتماعي ومجالس الحوار ومجالس القات بما تقدمه أفلام السبكي إخوان بعيدا عن انفصالهما.

وكون كل أخ أصبح مستقلا ومن الجزارة لصنع الدراما وتشويه الدراما المصرية رغم ما يحسب للسبكي من تقديم أفلام وممثلين ما كان القطاع العام سيقدمهم ومن حيث البداية فالأخ وسيم القرشي الشاب المجتهد والذي تميزت قناة يمن شباب بعهده، ولاحظنا تطورا ملحوظا وكان بالمفترض أن لا يزج بنفسه في أمور هو بعيد عنها، واثق أن هناك من ورطه لكتابة اسمه بالتتر سعيا لدعمه لتلك التراهات والعبث والتحرك الأرجوازي لبعض الشخصيات الغير هادف، والذي أثق أن بعض الزملاء من أثق بحصافتهم قد وافقوا للاشتراك بشبه المسلسل ليالي  الجحملية بفعل صعوبة الوضع والحاجة وليس للقناعة بمحتوى الشبه مسلسل ذلك.

وحتى لا ننطلق من مجرد الشطط والمهاجمه من واقع التخندق الحزبي ومكرهة في فهد القرني الذي اراد الباس نفسه بكذبة فنان الشعب الذي لم يجرؤ ممثلون بحجم يحي السنحاني او نبيل حزام او الكميم او محمود خليل بأن يكتبوها، وادم سيف الذي اكتسب في وقت المسلسل شعبيه طاغية وبعيدا عن فهد القرني كشخص فمن وجهة نظري بأن فهد القرني حتي الحلقة الثامنة قد قدم شخصيته بشكل جيد وقدم نموذجا لا ننكره موجود ليس في الجحملية، ولكن معظم تلك النوعية تتواجد بالأرياف ونادر وجودها في المدن ولكن تلك الشخصية موجودة حتى في المحاميين وفي النيابات وفي القضاء وغيرها، ولا يقتصر على شخصية وتصرف الفقيه أوالفقهاء.

وفهد القرني الذي قدم شخصيات سطحية وتنباع وتنطاع وهرجلة وفوضي غير خلاقة كان كل همه ومن يدعمه الإساءة لرأس النظام، وعهده بعيد عن إيماننا بأن كل مرحلة ونظام له نسب من السلبيات والايجابيات بعيدا عن توازنها هنا وايجابياتها هناك.

وليالي الجحملية لم يقدم محاكاة للمكان كمنطقة جسدت لغة التعايش والتداخل والجحملية كانت الأكثر شعبيه واحتكاكا بانعكاس صورة أبناء تعز، كما تقدم ذلك حواري أخري كالأشرفية، والمظفر وحارة الميدان وارتبطت الجحملية بالذاكرة؛ كونها كانت معقلا للإمام وحاشيته الذي كان يثق بهم وأسكنهم الجحملية وصالة؛ فاستوطنوا وتزاوجوا مع أهل تعز الأصليين وشكلوا لوحة وطنية أشبه بالنسيج اللبناني مع الأخذ بالاعتبار بعدم وجود طوائف مسيحية وسنة وشيعة في الجحملية كلبنان كون الجحملية قدمت نموذجا لليمن لم نسمع نغمة شيعي سني او زيدي وشافعي إلا في النادر من باب التندر او محاولة بعض مرضى النفوس للتقليل من مكانة أبناء تعز لما عرف عنهم من ثقافة وانتصار للمدنية.

وليالي الجحملية حتى الحلقة الثامنة  لم تقدم محتوى يستحق التوقف عنده كقصة ومضمون وتناسق وتصاعد درامي وحبكة ستظهر لاحقا بما قد يود الفهد القناص للموائد والداعمين وحزبه كونه لا ينطلق ولا يستهدف إلا إرضاء الداعمين وحزبه وإرضاء من يقفون وراء ابتلاء البلاد والعباد من حزبه ومن استجلبوهم وهتفوا لإحضارهم لينقلوهم للجنة الموعودة بالأرض فحولوا اليمن لساحة مرتزقة وضيقوا كل وسائل وسبل العيش ليتوجه الشباب نحو التجنيد بحثا عن لقمة العيش وإطعام أولادهم والبعض الارتزاق مهنه ولا يمكنه العيش إلا  على دماء وتمكين العدوان من مزيد من إطالة مدته ونهبه للثروات وقضم مزيد من الأرض.

نعم أتوقع مقدما بأن الإيحاء لعبث ليالي الجحملية سيخرج بملخص لا يرتق للهالة التي صنعها البعض بعلم او بدونه عن المسمي ليالي الجحملية والخلاصة التي سيذهب بها القرني فهد  تاركين التناول لما قدم في قناة السعيدة (خلف الشمس ومخلف صعيب ) وعود لذي بدء فليالي الجحملية لم يقدم لا في الصور الظاهرة ما يشابه او يحاكي واقع حارة الجحملية لا مكانيا ولا إنسانيا ولا تداخل اللهجات كون الجحملية فيها العامل والبناء والمسئول والرياضي صاحب المساحة الأكبر والمثقف والآنسي وصاحب التربة وصاحب همدان ويريم والرضمة وغيرها، وشخصية سالي حمادة وأمها تقدم شخصيات قادمة من عدن رغم علمي بان الجحملية لم يستوطنها من عدن فقد سكنها من يافع وشبوه وردفان وقد يكون لخدمة فكرة وخلاصة القرني في ختام ليالي الجحملية جزافا التي لم تقدم لنا حتى ممثلا او مبدعا او رياض.

اخبار ذات صلة