قد يبدو للبعض أن استراتيجية مصر الرقمية هي رفاهية أو هدف لا يمكن تحقيقه لكن الواقع يؤكد عكس هذا تمام وتعتبر تلك الاستراتيجية امتداد لرؤية مصر 2030 .
وتعتمد استراتيجية مصر الرقمية على محورين الأول التحول الرقمي، والثاني بناء الإنسان المصري رقميًا ويعني محور التحول الرقمي بأن من حق المواطن المصري الحصول على الخدمات الحكوميه بشكل رقمي، ومن هنا فقد عملت مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص على بناء جهاز إداري فعال يحسن إدارة موارد الدولة، جهاز إداري متطور يقدم خدمات متميزه للمواطنين وهذا ليس على مستوى المؤسسات الحكومية فقط فالحكومة دون شك حريصة أن تقدم خدمه متميزة ومرضية للمواطن لكن الشركات الخاصة أيضا تحاول باستمرار أن تقدم خدماتها بتكلفه معقولة وهو ما يؤكد أن التحول الرقمي رؤية قومية، ورسالة في حد ذاته.
المحور الثاني لاستراتيجية مصر الرقمية وهو المحور الخاص ببناء المواطن المصري رقميا وهذا مهم جدا ويعني تحويل المواطن بغض النظر عن سنه او مستواه الثقافي او الاجتماعي سواء كان فلاح في القريه، أو وربة البيت في المنزل إلى مواطن رقمي أي أن يكون قادرًا على استخدم الخدمات الرقميه وقادر على الاتصال بشبكه الانترنت و يمتلك وسيط رقمي أي جهاز سعره يناسب دخله بمعنى أن ليس الجميع قادر على امتلاك ايباد او آي فون مثلا او تابلت لذلك قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتنفيذ مبادرات مع بنك ناصر الاجتماعي لنوفر لمحدودي الدخل جهاز او حاسب آلي او لابتوب او تابلت بسيط او تليفون زكي يقدر ان يستخدمه للتعليم ويدخل عن طريقه إلى شبكة الانترنت، ويمكن أيضا أن يستخدمه للحصول على عمل في مجال التسويق الالكتروني كما تبذل الحكومة مجهودات عديدة بهدف مساعدة المواطن ان يحصل على الخدمات الرقمية وهذه المجهودات تقوم بها وزارة الاتصالات بالتعاون مع كافة مؤسسات وأجهزة الدولة ومنها وزارة المالية، والاصلاح الإداري وهيئة الرقابة الإدارية، والبنك المركزي، فلكي نحقق الهدف النهائي وهو خلق مجتمع رقمي يجب ان تضافر جهودنا كلنا لتحقيق الهدف الذي نتمنى ونسعى إليه جميعا وهو تحويل المجتمع المصري إلى مجتمع رقمي تفاعلي وتلك ليست مهمة بسيطة ولا سهلة وعلينا جميعا أن نؤمن بأهمية التحول الرقمي فنكون داعم لتلك المسيرة وليس معرقل لها.