الشركات العائلية، شركات يؤسسها عائلة أو أقارب أو حتى زوجي، وقد حقق هذا النموذج نجاحات ضخمة في أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية من القرن الـ 18 حتى الآن، إلى أن أصبحت إمبراطوريات ضخمة في الصيرفة والتشييد والإعلام.
وقد استثمرت الصين هذا النموذج في السبعينيات وطورته، وكان من أهم أسباب نهضتها الحالية؛ إذ كانت تشجع الأسرة من الأب والأم والأبناء على بدء مشروعاتهم الخاصة، وكانت تتعامل معهم باعتبارهم شخصية اعتبارية مستقلة ووحدة واحدة، وكانت أحيانًا ما تغير نظام التدريس للأطفال؛ ليتناسب مع طبيعة الشركات التي يسعى آباؤهم إلى تأسيسها.
وبالرغم من هذه النجاحات، إلا أن هذا النموذج يواجه في معظم الدول العربية، تحديات جمة؛ لأسباب كثيرة يعرضها إلى عثرات مع الجيل الثالث أو الرابع، بعد إنفاق الجيل الأول وقتًا ومجهودًا وأموالًا على الهيكلة، والبناء، والتسويق.
ولكي تحقق الشركات العائلية نجاحًا، وتضمن الاستمرارية، عليها بالنصائح الخمس التالية:
1) عدم توظيف الأقارب إلا بخبرات:
امتنع تمامًا عن توظيف الأقرباء أو الأبناء إلا بعد حصولهم على خبرة خمس سنوات خارج شركتك، ففترة التدريب، والعمل الاحترافي ستثقل مهاراتهم، وتغرس فيهم المهنية والاعتماد على النفس، وتنزع منهم الغرور وحب السيطرة والتفرد بالرأي؛ فتلك هبي الأسباب الرئيسة لهروب الكفاءات من الشركات العائلية.
2) الاحترافية والمهارة:
وظف فريق عملك بناءً على الاحترافية والمهارة، وابتعد عن المحاباة والعاطفة، على أن يخضع كل متقدم لتدريب صارم، واختبارات، وتقييمات موحدة.
3) الالتزام بالألقاب المهنية:
ابتعد عن الألقاب العائلية، والتزم بالألقاب المهنية؛ فهذا أدعى إلى اتباع الثقافة التنظيمية، والالتزام بأطر العمل الاحترافية، والابتعاد عن الإطار الأسرى العشوائي.
4) توعية الموظفين بمهامهم:
احرص على توعية كل شريك أو موظف بمهام عمله وحدود صلاحياته: من أين يبدأ، وأين ينتهي، وكيف يُقيَّم أداؤه؟ ، وكن صارمًا عندما يتعدى موظف على صلاحيات غيره.
5) منع مظاهر الشللية:
راقب جيدًا العلاقة بين الموظفين من داخل العائلة ومن خارجها، وحارب أي مظاهر للشللية أو التجمعات؛ فذلك غير مضيعة للوقت.
وقبل أن تؤسس شركة عائلية، انتبه إلى ما يلي:
التحديات في الشركات العائلية؛ كالسرطان، قاتل صامت لا يظهر إلا بعد فوات الأوان.
إمكانيات صمود الشركات العائلية أمام هزات السوق والعملة، كبيرة جدًا، لكنها هشة أمام الخلافات الداخلية.
قد يصعب تطبيق هذه النصائح في مؤسستك العائلية، ولكنها الضمان لاستمرارها في ظل تحديات السوق.
رواد الأعمال