أمل محمد أمين*
من الجيد أن يشعر الإنسان بالندم بعد أيّ قرار خاطئ اتخذه، لكن أن يسيطر عليه هذا الشعور، فيبقى حبيسًا له فهو أكبر خطأ، فعلى الإنسان تخطي الماضي والتعلم من دروسه لصقل تجاربه في الحياة، لكن للأسف يظل البعض حبيسًا لتجربته الفاشلة يلوم نفسه على ما حدث وأحيانًا يقع في دائرة الاكتئاب القاتل.
وعلى الرغم من اختلاف قدرة الناس على التعامل مع المشاعر السلبية، لكن تظل هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها للخروج من دائرة اللوم الحزينة ومن تلك الطرق أن يحاول الإنسان الخروج إلى الأماكن العامة أو إلى المستشفيات ليتذكر الإنسان أشياء يشعر بالامتنان على وجوده في حياته، حيث ﻳُﻌﺪّ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲّ، ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ .
كما ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺎﻣﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﺳﻴﺒﻘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻘﻴّﺪﺍً ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻄﺔ؛ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺗﻘﺒّﻞ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ، ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻭﺍﻷﺳﻒ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﺑﺴﺒﺒﻪ، ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺣﻜﻤﺔً .
ومن الأشياء المحبّبة والمفضلة لدي ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴّﺔ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻴّﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺤﺪّﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻘﺮّﺏ، ﺇﺫ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺭﺣﻴﻤﺎً ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ؛ ﻓﻜﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮّﺽ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ، ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ .
ختاماً ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤّﻦ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ؛ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻬﻢ، ﻭﻓﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮّﻭﻥ ﺑﻬﺎ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ، وعلينا أن ندرك أن هناك فرقاً بين لوم الذات وتدميرها من شدة الندم..
*كاتبة من مصر.