أ/نادية الحطامي
كلما نظرت إلى هناك في ذات التوقيت أشعر بانقباضة في صدري وكأني أستنشق شوكاً يستقر في رئتي .
وكلما تأملت ذلك المنظر ترتبك مشاعري وأرغب في إغلاق عيناي حتى لا أبصر، لكن عقلي يعرف الصورة فيذكرني بها .
أحاول أن أدير ظهري في كل مرة وأغلق النوافذ والستائر حتى لا ألمح أي شيء .. تتملكني مشاعر خوف ورهبة
هذا المنظر يذكرني بالوداع .. بالفراق … بالترك … بالتخلي ..
بكل معانى النهاية ..
احتضنت جسدي ورميت بصري هناك
أترون ذلك اللون الأحمر ؟؟! إنه يخيفني جدا .. لحظة اختفاء الشمس وسقوطها على البحر و لون اللهيب في سمائنا يقتلني ..
ارتطماها بالجبل مبعثرة لونها اللامع فيه يؤذيني …
اشتعالها وهي تنتقل من قطب لقطب يؤلمني …
وهنا كانت أول مرة أتجرأ وأنظر إلى كل هذا ..
إنها لحظة تأمل ..
أوقفت تيار المشاعر المتدفق ثم أسدلت الستار على مقلتي وأغلقت نافذة عقلي لأَحْكُم أفكاري وأطلقت سراح نبضاتي ثم تساءلت …
لِمَ كل هذا ؟
كل من في الأرض يهيمون عشقاً بهذه اللوحة ويتغزلون ويتغنون بها.
هذه اللوحة هي نفسها التي يختلع قلبك كلما رأيتها .. ما المشكلة ؟
كررت في نفسي الغروووب … وماذا يعني الغروووب ؟
سمعت صوتا يهمس في أذني انظري باستبصار لهناااك .. هيا انظري…
فهناك رسالة من السماء قادمة إليك …
هدووووووء
إنها مرحلة وعي جديدة أخوضها في هذه اللحظة ..
هي لوحة روتينية تحدث كل يوم لكنها اليوم مختلفة.
تجرأت ونظرت إلى هناك بحضور حسي عالي وهدوء نفسي عمييييق وامتلأ صدري بالهواء و قلبي باليقين
أسكنت جوارحي تماماً و عطلت عقلي ثم أطلقت روحي في الأفق .
وهنا كان أول عناق بيننا…
إنها لحظة تناغم مع الكون
لأول مرة أراها بشكل مختلف وأشعر بشعور السكينة والطمأنينة
لأول مرة أسمح لها أن تحتويني و تقبلني وتغمرني بحنانها وتحملني بخيوطها الذهبية إلى حيث كنت أخاف لتريني حقيقة ماكان يتصارع في أعماقي وتملؤني دفأً ومحبة وسلاااام ..
لحظة غروب كفيلة بأن تجعل نسختك القديمة المهترئة تغرب لتشرق نسخة جديدة أكثر إيماناً و أعمق فكرا .
إنها لحظة تناغم الكون مع الذات
فكل مافيه نحن ، ونحن هو …
أحببت لحظة الغروب.
اخبار ذات صلة
-
الدكتورة ماجي دميان تكتب: الذكاء الاصطناعي والاقتصاد وسوق العمل
ثار مؤخرا الحديث عن “الذكاء الاصطناعي” كمصطلح وكعلم وتداولت... -
من المستفيد من الاغراق السلعي في السوق اليمنية؟
صادق الجابري أتابع وغيري ما يجري من استهداف ممنهج... -
عبدالرحمن الكحلاني نجاح يتأكد و ثقة تتعمد
كتب/ علي عمار بادي ذي بدء لابد ان انوه...