الهامة المصرفية اليمنية حسين السفاري (3)

كنا مجموعة تجار في مدينة الحديدة منهم ” محمد عبد الحليم ، ابراهيم عبد الجليل ، محمد سعيد السفاري ، عبد القادر أحمد علوان وعبد الملك اسعد و غيرهم ” وهذه المجموعة تقريباً هي من أسست للعمل التجاري في المدينة… أنشأت السوق الجديد في المنطقة الواقعة بين التحرير والمطراق وباب مشرف ، وعملت على تموين السوق الناشئة بالسلع والمنتجات ، وعلى حواف السوق وحتى الساحل نشأ ما يعرف بالحي التجاري .. في تلك الفترة قمنا بشراء أراضي في صنعاء وتعز لبناء ورش لسيارات المرسيدس ، و بمشاركة عبد الجبار المجاهد عمارته أسفل عقبة شارع جمال بتعز ، وصارت تعرف ،حتى الآن، بعمارة السفاري، وهذه العمارة تأسست قبل قيام ثورة سبتمبر كعمارة حديثة ، كنا نرسل مواد إنشائها من اسمنت وأخشاب وحديد من مدينة عدن.
كنت أصعد من الحديدة الى صنعاء لانجاز المعاملات ، وتخليص بعض المتعلقات المالية عن بيع سيارات مرسيدس للسفارة المصرية ، التي كانت تشحنها على طائرات نقل عسكرية كبيرة الى القاهرة لكبار الضباط والقادة العسكريين الذين يعملون في اليمن.
سكنت في تلك الفترة في بيت صنعائي جميل في بئر العزب بالقرب من دار الحمد يمتلكه شخص من بيت شرف الدين ، قبل أن أنتقل الى بستان السلطان، وأقوم باستئجار ” مفرج بيت زبارة” بالقرب من شارع علي عبد المغني.
لم تنقطع صلاتنا التجارية بعدن، وإن كان التركيز أكثر صار على الحديدة ومدن تعز وصنعاء، وإن علاقاتي الشخصية مع بعض من قادة الجبهة القومية استمرت الى وقت متقدم ، منذ كنت أعمل على تنسيق إرسال الفدائيين بملابس مدنية عن طريق الحُشا والضالع الى عدن إبان عملي في القيادة بتعز.
أتذكر أنه بعيد الاستقلال مباشرة طلب مني “محمود عبدالله عشيش ” و” فيصل عبد اللطيف الشعبي” تأثيث عمارة كنا نمتلكها في الشارع الرئيس – شارع مدرم بالمعلا- لاستيعاب السفراء والدبلوماسيين الجدد المعينين في الدولة الوليدة ، ففعلت ذلك ، وحين انتهيت وتم تسكينها أردت التواصل بهما فلم يردا على مهاتفتي في أكثر من مناسبة ، فقررت وبالتنسيق مع الوالد وبشكل قطعي مغادرة عدن نهائياً، وتصفية كل أعمالنا التجارية بها.
من صفحة محمد عبد الوهاب الشيباني في الفيس بوك

اخبار ذات صلة