بقلم / توفيق المحطوري
إن المتابع للأوضاع في المحافظات اليمنية الخاضعة للاحتلال وسيطرة التحالف وشرعية فنادق الرياض والمجلس الإنتقالي، يدرك الانحراف الكبير للتحالف عن أهدافه التي أعلن عنها ، وكذلك البعد الكبير عن وعوده التي قطعها تجاه حلفائه وأدواته، بل وذهب بهم التحالف بعيداً جداً ليتضح للجميع أنه أتى لتحقيق مصالحه وتنفيذ أجندته الخاصة به وبمشاريعه الاستعمارية .
وأصبح واضحآ للجميع أن كلا من الانتقالي وشرعية الفنادق أداة لمن أرادوا منه أن يكون خادمآ وعونآ ومددا وسندا لهم ، حيث كانوا يظنون ويسعون إلى الاستفادة من قدراته العسكرية والمادية في تحقيق مشاريعهم واهدافهم الذاتية والشخصية والقضاء على خصومهم ليستلموا الحكم من جديد .
لكن ..وفجأة انقلب السحر على الساحر ، فصمود الأحرار والأنصار من جهة وتورط التحالف بشكل أكبر و أوسع، بالإضافة إلى أطماعه التي ظهرت جليآ ..
كل ذلك جعل التحالف لا يثق بهم خاصة مع تزايد أطماعه في ثروات اليمن ،، ما جعله يتدخل أكثر ويعتمد على نفسه ويقوم بشكل مباشر في السيطرة وبعيداً عنهم .
ومن المؤكد أن مساعي الاستفادة من التحالف انقلبت ضدهم وتحولت إلي أفخاخ من قبل التحالف حتى وصل بهم الحال إلى ما وصلوا إليه اليوم .
إن الوضع الذي تعيشه المحافظات الجنوبية والقوى المتصارعة سواء شرعية الفنادق أو الانتقالي، هو من صنع هذه الأطراف التي حاولت اللعب على التحالف ليكتشف الجميع في نهاية المطاف أن التحالف هو المهندس والمخطط والممول لتلك الأحداث التي تصب في خدمة التحالف، وهو من يجني ثمارها وان الشرعية ومن يواليها من أحزاب وقوى سياسية قد وقعوا في شر أعمالهم.
واستطاع التحالف وتمكن من احتلال تلك المحافظات، واستطاع أيضا ترويض الأطراف والقوى من “انتقالي وإصلاح وشرعية فنادق” على السمع والطاعة والارتهان بشكل أكبر وأفضل، وما يمارس الآن من أساليب ضد ابناء تلك المحافظات على مستوى الخدمات والاقتصاد هو استمرار للقضاء على رصيد تلك القوى وبهدف ترويض المجتمع ليقبل بأي خيار يراه هو مستقبلا .