من جديد يعود البن اليمني, إلى واجهة الاقتصاد الوطني؛ ليكون من أهم دعاماته, بعدما اندثر دوره في ذلك حقبة من الزمن.
ويرى اقتصاديون وأكاديميون أن البن اليمني سوف يشكل رقما كبيرا في الناتج المحلي الإجمالي؛ ويعيد لليمن سمعتها الرائدة والتاريخية في إنتاج البن” ويطلق عليه عالميا بالبن الطبيعي”؛ كون المزارع اليمني يعتمد في عملية تجفيفه وتنشيفه على الطريقة التقليدية, بتعريضه للشمس والهواء بعد جنيه, بعكس البن في الدول المنتجة الأخرى, التي تعتمد على الطريقة الحديثة, وهي عبارة عن وضعه في حاويات وغمره بالماء وتركه 48 ساعة؛ مما يفقده السكريات التي فيه, التي تذوب في الماء, ويطلق عليه “بالبن المغسول”.
خطط وبرامج
ونظرا لارتفاع أسعاره عالميا فإن الحكومة وضعت خططا وبرامج تهدف إلى تطوير وتحسين زراعة وإنتاجية البن كمحصول ذات مردود اقتصادي ونقدي مهم، فتبنت وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء, خلال الموسم 2020م إنتاج مليون شتلة بن أنجز منها فعليا حوالي 80 % من العملية الإنتاجية بهدف تدشينها في الموسم الزراعي الحالي ، وتزامنت هذه الجهود مع تزايد الطلب على البن اليمني خارجيا، حيث تشير بعض المصادر إلى أن هناك ارتفاع في حجم الطلب لقهوة البن اليمني في الأسواق العالمية.
دور القطاع الخاص والحكومة
ويتبنى القطاع الخاص عملية تصدير محصول البن للخارج فيما يتوقف التدخل الحكومي على الدور الإشرافي، ويعتبر البن سلعة يمنية رئيسية يتم تصديرها للعالم بعد النفط والغاز، وتشير الاحصائيات إلى أن حوالي80% من الإنتاج السنوي البالغ 20 ألف طن يصدر إلى الخارج.
خطوات
وبالرغم من أهمية الخبرات التي يتوارثها الأحفاد في زراعة البن إلا أن لغة الأرقام وموقع اليمن الهامشي على خارطة الدول المصدرة لمحصول البن تحتم على الجهات المختصة العمل على إحداث نقلة نوعية في زراعة وتجارة البن وفي مقدمة تلك الخطوات:-
1- إنشاء وصيانة البرك وإقامة الخزانات التقليدية والإسمنتية لحصاد مياه الأمطار وتركيب شبكات ري حديثة في مختلف المناطق.
2- دعم المزارعين لصيانة المدرجات الحالية واستصلاح ما تم إهماله خلال العقود الماضية.
3- التوسع في المشاتل الحالية ودعم المشاتل قيد الإنشاء، ومساعدة المزارعين للحصول على الشتلات المناسبة والمهجنة والخالية من الأمراض والمتأقلمة مع الخصوصيات المناخية والتضاريسية في البلد.
4- دعم المشاركات الخاصة بالقطاع الخاص والمبادرات المجتمعية والشعبية الساعية إلى الترويج لزراعة البن.
5- إحياء دور البنك اليمني الزراعي وغيره من البنوك ومؤسسات التمويل والإقراض للدخول في تمويل المشاريع الساعية لتطوير زراعة البن.
6- دعم وتسهيل صادرات البن اليمني، وحظر الوارد من البن الخارجي لحماية المنتج المحلي.
7- تنمية الطرق والأساليب التقليدية في زراعة البن والتي ساهمت في تميزه عالميا.
8- العمل على إنشاء كيان مؤسسي مستقل لتنمية وتطوير زراعة البن.
9- إبراز مكانة شجرة البن في اليمن من خلال تكثيف التوعية الاعلامية وفي المناهج التعليمية.
10- تفعيل دور المؤسسات البحثية وتطوير أداء الإرشاد الزراعي.
11- الترويج للقهوة اليمنية في الأسواق العالمية من خلال شبكة الإنترنت.
12- تثبيت الثالث من شهر مارس كل عام يوماً وطنياً للاحتفال بشجرة البن اليمني.
إنتاج البن عامي 2018-2019م
بلغ إنتاج البن في 2019م 20.812 طنا بحسب كتاب الإحصا الزراعي 2019م, مقارنة بـــــ 18.642 طنا في العام 2018م بزيادة قدرها 2,170 طنا, وبلغت المساحة المزروعة بالبن في 2019م 34.981 هكتارا مقارنة بــــ 32.984 هكتارا, بزيادة قدرها 1,997 هكتارا.
البن بدل القات
وتولي وزارة الزراعة ومكاتبها في المحافظات زراعة أشجار البن واستبدالها بأشجار القات اهتماما كبيرا, وقد دشن مكتب الزراعة و الري بقرية شنصب عزلة بني المصعب مديرية الرجم بمحافظة المحويت عملية زراعة وإحلال 300 شجرة بن بدلا من أشجار القات كمرحلة اولى, وذلك في شهر مايو من العام الجاري 2020م.
وفي شهر مارس 2020م دشن مكتب الزراعة والري بذمار زراعة 30 ألف شتلة بٌن بمشاركة مجتمعية في مناطق “مروة والشعيبة وحورا والجهدنة والحيفة والنشعة والتوج ومحاشي الصفيراء وشعبان عزلة بيت الحجي ومعبرة وبيت الجبري” بمديرية مغرب عنس.
أماكن زراعة البن
وتنتشر زراعة البن في العديد المحافظات اليمنية من الشمال إلى الجنوب، وتنمو الاشجار في الوديان حيث المناخ الدافئ والأكثر رطوبة، وفي سفوح الجبال والمدرجات الجبلية، وعلى ارتفاعات تتراوح بين 700 و2400 متر فوق سطح البحر.
أنواع البن
وتختلف نوعية ولون وجودة البن تبعاً لتضاريس ومكان زراعته وطريقة العناية به، كذلك يختلف اشكال اشجار البن فهناك ما يُسمى بالبن الدوائري والعديني والتفاحي، ويرتبط اسم البن بالمنطقة التي زرع بها فعلى سبيل المثال هناك البن المطري والعديني واليافعي والاسماعيلي والرازحي والحمادي والحيمي والريمي والأهجري.
سعر البن اليمني في الأسواق العالمية
بلغ سعر طن البنُ اليمني ذو الجودة العالية والمقطوف وفق المواصفات العالمية في أحد مزادات أمريكا حوالي 350,000$ يعني الكيلو بـ350$, وإذا كان إنتاج اليمن من البن في 2019م (20.912) طنا؛ فذلك يعني أن مدخول اليمن سيكون 7,284,200,000 سبعة مليارات ومائتين وأربعة وثمانين مليون ومائتي ألف دولار.
اخبار ذات صلة
-
بدء ملتقى تعزيز حماية المستهلك المالي في خدمات التمويل الاصغر الرقمي
بدأت اليوم بصنعاء أعمال ملتقى تعزيز حماية المستهلك المالي... -
مؤسسة وأكاديمية نماء تختتمان ورشة تنشيطية لخريجي برنامج (صناعة العقيق اليماني)
اختتمت مؤسسة نماء للتنمية والتمويل الأصغر وأكاديمية نماء للتمويل... -
أكاديمية ومؤسسة نماء تختتمان الورشة التدريبية الـ (18) في “المشاريع الصغيرة وأهميتها” لـ21 متدربا ومتدربة
اختتمت بصنعاء الورشة الـ(18 بعنوان المشاريع الصغيرة وأهميتها، نظمتهما...