أمل محمد أمين تألمت كثيرا بعد أن قرأت قصة الفيلة التي ماتت وجنينها بعد أن أكلت أنانس محشي بالمفرقعات النارية يضعه المزارعون لإبعاد الخنازير البرية التي تأكل المحاصيل الزراعية! لكن قطعة الأناناس كانت من نصيب الفيلة الحامل التي ذهبت للنهر بعد أن انفجرت القنبلة في داخلها؛ لتحاول ان تخفف من الألم حتى وفاتها هي وجنينها.. ليست تلك هي الحادثة الوحشية الوحيدة التي ارتكبها الإنسان تجاه الحيوان ولعل من أسوأ الحوادث التي عرفتها البشرية عندما أمر ماو تسي تونغ الزعيم الصيني بقتل طائر الدوري وهو ما أدى إلى انتشار الجراد الذي كان الطائر يتغذى عليه وحدثت أكبر مجاعة في تاريخ الصين الحديث وتتسببت في وفاة 15 مليون شخص.. وتبادر إلى ذهني وأنا أتابع يوميا حوادث قتل الإنسان للإنسان وللحيوان ما الذي يدفع الإنسان للقتل, ويذكر علم النفس أن الإنسان يقتل للإنتقام أو بسبب الغضب والاستفزاز أو لأسباب عاطفية, وتذكر الأبحاث أن الإنسان فد يقتل ليشعر بالعظمة وكأنه إله يملك القدرة على سلب الحياة ..ألم يقل النمرود لإبراهيم أنا أحيي وأميت ليثبت ألوهيته.. وأحيانا يقتل الإنسان أخاه الإنسان ليوسع رقعة مملكته, سواء كانت تلك الحرب باسم الدين أو لإثبات أديولوجية معينة؛ فهل تستحق السيطرة وبسط السلطة أن يموت أكثر من 50 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية، وهل يقبل الله أن يكون الإنسان أداة للقتل بدل من أن يعمر الأرض؟ إن ما يشهده العالم هو ظهور نوع جديد من القتلى, وهم الأشخاص الذين يصورون القتلى والجرحى والحوادث؛ ليحصلوا على شهرة عابرة, ونحن نساندهم بنشر تلك الفيديوهات وتلك الصور لنشجعهم على التقاط المزيد! على المثقفين والعلماء مراجعة السلوك الإنساني الذي يعمل طول الوقت على تدمير البيئة وتدمير النظام الكوني الذي نعيش فيه جميعا حتى لا نبكي لا حقا على اللبن المسكوب ونضطر أن نبحث عن كوكب جديد؛ نسعى مرة أخرى إلى تعميره أو تدميره!