حلواني صنعاء الكيدمة .. السر في المذاق وطيبة النفس

صنعاء – سبأ : مروان السياغي
قبل حلول شهر رمضان المبارك بنحو ثلاثة أشهر، يستعد الشاب هاني علي كيدمة لإعداد الحلويات الرمضانية مثل البقلوة والرواني، والتي تعد وجبة تحلية رئيسية لكثير من سكان مدينة صنعاء القديمة والزائرين للمدينة من الأحياء الأخرى أو الأرياف.
وينتج كيدمة (26 عاماً)، الذي تعلم المهنة من والده ، عشرات الصحون يومياً لبيع الحلويات ابتداءً من بعد عصر كل يوم في رمضان وحتى قرب أذان المغرب ، ويتزاحم الصائمون على باب دكانه الصغير لشراء ما ينتجه هذا الدكان ، موحيين للناظر أنه لا يوجد حلويات في العاصمة صنعاء إلا عند الكيدمة .
يتعاون حلواني صنعاء الاشهر في تحضير الكميات الكبيرة من الحلويات مع إخوانه، إذ يجهزون البقلوة اللذيذة، والرواني والقطائف والشعوبيات ، وفق رغبات الزبائن.
وحول طرق صناعة وإعداد الحلويات يقول هاني كيدمة : نقوم بتجهيز الحلويات في معملنا الصغير والمتواضع الكائن داخل منزلنا والذي يحتوي على معدات صنع الحلويات وفرن خاص لتجهيزها .
ويضيف :نستعد في العادة لتجهيز بعض الحلويات من قبل موسم شهر رمضان المبارك بشهرين او ثلاثة وخصوصا التي تحتاج إلى تجفيف مثل البقلوة، والبعض نقوم بتجهيزها بشكل يومي مثل صحون الرواني , ويؤكد هاني علي أن أصول بعض الحلويات يعود إلى المطبخ التركي ، وظهرت في اليمن خلال وجود الأتراك في اليمن أيام الدولة العثمانية،مثل الشعوبيات والقطائف .
وعن سر إقبال الزبائن على حلويات كيدمة يقول: من أسرار تميزنا في صناعة الحلويات أننا لا نستخدم الآلات الحديثة في عملية صنع الحلويات الصنعانية ؛ لأن هذه الآلات لا تأتي بالطعم أو المذاق الذي يعجب الزبائن .
مذاق سحري :
يقول وليد محمد السعدي والذي يأتي من حي السبعين جنوبي العاصمة صنعاء خصيصاً لشراء الحلويات الصنعانية بإن هذه الحلويات لها مذاق سحري تجعله يأتي إلى صنعاء القديمة للحصول عليها رغم انتشار محلات للحلويات على طرقات صنعاء متابعاً القول : لم أتذوق حلوى طيبة مثل التي أتذوقها هنا ؛ فطعمها لا يقارن.
من جهته يقول مراد القرش الساكن ببيت بوس جنوب صنعاء : رغم أنني أعاني من بعد صنعاء القديمة وضيق شوارعها وزحمة السير فيها إلا أنني لا أقاوم للحضور إليها لشراء الحلويات الصنعانية وخاصة الشعوبيات والرواني التي لها مذاق فريد من نوعه.
ويضيف : يمتزج الطعم بأجواء صنعاء التاريخية , وكذلك اتقان الصنعة على يد الحاج علي كيدمه- الله يعطيه العافية – والذي تعرفت على محله بصدفة عابرة خلال زياراتي إلى صنعاء القديمة ايام شهر رمضان المبارك قبل سنوات مضت .
طيبة النفس ونظافة العمل :
من جانبه يشير المهندس زكريا إسماعيل السنيدار أحد ساكني صنعاء القديمة إلى أن حلويات صنعاء القديمة أطباق يومية حاضرة على سفرة شهر رمضان المبارك ولها طعم خاص، ويقول :ما يميز حلويات الحاج كيدمة عن غيرها نظافة العمل وإتقانه , وطيبة أنفاس بائعها والذي يوزعها على كل المحتاجين من المارة أو الذين يأتون إلى منزله بشكل يومي مجاناً خلال شهر رمضان المبارك .
ويؤكد حميد عبد الرحمن بأن حلويات صنعاء القديمة لا مثيل لها رغم كثرة الحلويات وأنواعها الشرقية والغربية ، مشيراً إلى أنه يعشق الحلويات الصنعانية التي تعتلي قائمة الحلويات خلال شهر رمضان المبارك ويقول: يزعجني كثيراً زحمة الزبائن والذين يشكلون حاجزا يعيقني احياناً في عدم الشراء أو القرب من دوري حيث يعلن “أبي علي كيدمة” عن أنتهاء الحلويات لأعود للبيت خائباً دون شراء الحلويات على أمل العودة في الغد.

اخبار ذات صلة