بقلم✒️ / رفيق علي أحمد في مختلف دول العالم وخاصة المتقدمة منها, التي يهمها رفاهية شعوبها يتم الاهتمام بالكوادر والسواعد البناءة والعقول النيرة ، بمختلف مجالات الحياة ، حتى في تلك البلدان التي تعيش حروبا وصراعات فإنها بنهاية المطاف تبحث عن أصحاب الرؤى السديدة, التي يمكن أن تخرجها الى بر الأمان وإيقاف الاقتتال . وفي اليمن ، ومنذ قبل إعلان الحرب ، لم تأبه القيادات والمختصون للكفاءات والقدرات المعطاءة وإلا لما كانت وصلت الى ما وصلت إليه اليوم . أتذكر بالعام ٢٠٠٧م عندما كنت مديرا لمكتب مؤسسة الجمهورية للصحافة بالحبيبة عدن أن نداءات كانت تطالب بحقوق المتقتاعدين ممن ظلمتهم أحداث ٩٤م المشؤومة, وكان تجاهل الدولة حينها هو السائد, الذي أوصل تلك المطالب حد المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب .. أحداث عدة تلتها بالعام ٢٠٠٨م من مظاهرات ومسيرات وما استغل بالعام ٢٠٠٩م من انفلات أمني وتم اختراق الجانب الأمني واعلان شباب ينتمون لتنظيم القاعدة عن جهة للتنظيم بأحد مناطق محافظة أبين .. كل ذلك كان يتم في ظل تجاهل للدولة, التي غفلت عن كل تلك الأحداث في برهة من الزمن, مثلما غفلت عن نداءات العقل والمنطق وإيجاد الحلول . وأثناء تلك الفترة كانت المؤتمرات الاقتصادية تنعقد بمحافظتي عدن ولحج من قبل الملتقى الاقتصادي الوطني ممثلا برئيسه الشيخ / حسين عبدالحافظ الوردي – رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة لحج . وكنت أتساءل آنذاك : لماذا تتزايد تلك المؤتمرات والفعاليات في ذلك التوقيت وبذلك الزخم الكبير ؟ وكنت أظن – وبعض الظن إثم – أنه ليس من التوقيت المناسب أن يتم تنظيم وإقامة تلك الفعاليات, وأن الأولى في ذلك الوقت هو فعاليات أخرى. كان الشيخ ورجل الاقتصاد يركز في كل فعالياته تلك على الاهتمام بالإنسان وتأهيله, وتوفير فرص عمل مناسبة له, وخاصة شريحة الشباب, وكذا تنشيط الاستثمار وفق رؤى اقتصادية تضمن الاستثمار الأمثل لثروات البلاد, وفي مقدمتها الإنسان كأهم ثروة .. والأهم من كل ذلك أن رجل الأعمال والاقتصادي الشيخ حسين الوردي كان يحذر مرارا وتكرارا من إهدار طاقات الشباب, وأن على الدولة أن تقوم بواجباتها نحوهم بكل مسؤولية, وجدية واقتدار مالم فإن هؤلاء الفئة – الشباب – سيتحولون الى اتجاهات شتى؛ تتجاذبهم أطراف وجماعات, وقد تودي بهم الى أتون حروب وصراعات. نعم قالها الوردي وحذر متنبئا بالصراعات, بسبب غياب التنمية الحقيقية وإهدار طاقات الشباب .. لكن للأسف لم تلق دعواته الصادقة وتحذيراته المسؤولة آذانا صاغية .. بل أنه أنفق جل ماله في سبيل النضال لأجل مشروعه الاقتصادي المنادي بالتنمية الحقيقية بالبلاد ونبذ التطرف والكراهية ونشر ثقافة التسامح وتحقيق مبدأ العيش الكريم والاستغلال الأمثل لثروات الوطن وخيراته. لقد حذر الشيخ الوردي مرات عديدة من البطالة, وإهمال قطاع التنمية, والاتجاهات الاقتصادية, ولكن لا حياة لمن تنادي. واليوم وبعد أعوام من مناداته أدرك الجميع صدق نوايا وتوجهات الرجل ولكن بعد فوات الأوان .. ومع ذلك فإن القامة الوطنية الوردي لم ييأس, ولكنه مستمر في مشروعه الاقتصادي التنموي, وملتقاه الاقتصادي, داعيا الجميع الى كلمة سواء, والى البناء والتنمية, وفق خطط وبرامج تخدم الجميع. إن إنسانا بحجم الشيخ حسين عبدالحافظ, جدير بالاحترام والإجلال؛ لأنه قدم ولا زال يقدم للوطن وأبنائه مشاريعه التنموية, وخسر من ماله ومن جهده وأوقاته وراحته في سبيل الوطن والمواطن, لا لأجل س أو ص من الناس, ولا لأجل أن ينعم هو برفاهية, ولكن من أجل عامة الناس, ومن أجل بلاده, التي تخلى مسؤولوها عنها؛ فلم يقلل ذلك من عزيمته أو يثنيه عن مواصلة العطاء. لا شك في أن إنسانا بقدر الشيخ الوردي ووطنيته وعطاءه, وبذله, لهو حري بأن يكون محل اهتمام ممن يبحثون عن الخروج من مآسينا اليوم. وإذا تكلمنا فلن تكفي هذه الكلمات؛ لأن نعطيه حقه من الثناء, ولكن يكفي أن نوجهها دعوة صادقة لكل أطياف المجتمع وفئاته, ولجميع المسؤولين والمعنيين, وللمجتمع بشكل عام, بأن يضعوا أيديهم بيدي هذا الإنسان ذو النظرة الثاقبة, والفكر النير, والجهد الدؤوب؛ لأجل الصالح العام أولا وأخيرا. تحية وإجلال وتقدير لرجل المواقف الشيخ حسين الوردي, وياريت ورجال الأعمال والاقتصاد – شمالا وجنوبا – يحذون حذوه, ويسيرون على نسقه. وسلام عليه أينما كان وسلام على بلد أنجبته سلام .. سلام .. سلام