عنزة ولو طارت

بقلم العميد/ فهد ابو راس

يُقال بأن رجُلين اختلفا في توضيح سواد يظهر لهما من بعيد، فقال الأول هذا غراب، وقال الآخر لا بل هي عنزة، وخلال خلافهما الحاد طار ذلك السواد فقال الأول أرأيت.. إنه غراب لقد طار فقال الآخر بعصبية هي عنزة ولو طارت.
وهذا المثل ينطبق على الشرعية المزعومة وحكومة فنادق الرياض وأسيادهم السعودي والإماراتي وما تقوم به عبر أبواقها الإعلامية من التهويل على أبناء هذا الشعب بأننا نريد الإمامة تارة وأننا عملاء لإيران تارة أخرى كتبرير لأعمالها الاجرامية بحق أبناء شعبنا اليمني على مدى خمسة أعوام ونيف من المجازر والتدمير للبيوت والمساجد والمزارع، إرضاء لأسياد أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب، دون أن يكون في حوزتهم أي دليل على ما يدعون علينا وإنما مجرد مقولات ودعايات لا أساس لها من الصحة، وتهدف أيضاً إلى تضليل الرأي العام على تلك الجيوش الغازية ليمننا الحبيب وتغطية على المشروع الأمريكي في المنطقة.
كل هذا التضليل الاعلامي الذي تبثه قنوات العدوان ومرتزقتهم هم لم يأتو بجديد فما ورد في قنواتهم من تضليل وافتراء لأكثر من خمس سنوات هو ما كانت تردده سلطة النظام السابق منذ أن بدأت بعدوانها على أبناء صعدة في ستة حروب عبثية وظالمة الهدف منها إرضاء السفير الأمريكي.
والغريب في ذلك هو عندما تحركنا لنقول للناس يجب أن يقف الجميع يصرخون في وجه أمريكا وإسرائيل بهذا الشعار شعار (الصرخة) لأن أمريكا متجهة إلى أن يكون (ترامب) إماماً للمسلمين وأميراً للمؤمنين، هؤلاء يُغمضون أعينهم عما يريد (ترامب) وعما يريد (نتنياهو)، ويقولون هؤلاء شيعة وهم الأخطر علينا.
ما خطورة هذا الذي لا يمتلك حاملة طائرات، ولا يمتلك غواصات ولا يمتلك بارجات، ولا يمتلكون العتاد العسكري ؟ حتى تتجهون بأذهانكم إلينا نحن الشيعة وتنسون ماذا يُراد بنا وبكم، إن (ترمب) متجه لأن يكون إماماً للأمة، لكن متى ما جاء يتحدث فلان من الناس قالوا.. هذا يريد الإمامة.
بينما نحن أمام إمامة من نوع آخر، قفوا معنا جميعاً لنحاربها، إنها إمامة (ترامب) إنها إمامة اليهود، إنها إمامة بني إسرائيل، إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية.
لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقه بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في السنة العاشرة من الهجرة ؟
فهل جاء الشيعة بجديد ؟
هل نحن نأتي بجديد خلاف ما ينص عليه كتاب الله ؟ وخلاف ما يشير ويوحي به كتاب الله ؟ وخلاف ما نص عليه وما قاله، وما من أجله رفع نفسه ورفع أخاه الإمام علياً (عليه السلام ) على مجموعة من أقتاب الإبل لتراه تلك الجموع ولنراه نحن وليسمعه أولئك ولنسمعه نحن، نحن لم نأتِ بجديد أكثر مما قاله كتاب الله ولا أكثر مما قاله الرسول في تلك السنة، ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن (أن يَلِي أمرها اليهود).
أما دندنتهم بأننا عملاء لإيران بحجة أن الإعلام الإيراني يتحدث عن مظلومية الشعب اليمني فهذا يدل على إفلاس دول العدوان ومرتزقتهم من أي حجة وعلى تخبطها فنحن في الواقع نرى أن الإعلام الإيراني ما زال مقصراً.
لكن على كل حال نحن أمة لديها مشروعاً ثقافياً وواضحا، من خلاله سيعرف من يطلع عليه من نحن وما هو مشروعنا بعيداً عن تضليل دول تحالف العدوان وأذنابهم من أبناء الشعب اليمني وأكاذيبهم وافتراءاتهم ندعو الجميع للإطلاع عليه ومعرفتنا من خلاله بالإطلاع على محاظرات الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ولكن هناك أناس ممن يقدمون أنفسهم على أنهم مثقفين وفاهمين ومتجاهلين في نفس الوقت المؤامرات الخطيرة على هذه الأمة ومغمضين أعينهم عن الجيوش متعددة الجنسية المحتلة لجنوب اليمن والبوارج والسفن الحربية في البحر الأحمر وخليج عدن وما تمثله من خطر ومتجاهلين المشروع الأمريكي في المنطقة والذي أصبحوا هم الأدوات لتنفيذه.
خيانة كبرى لهذه الأمة وحديث خارج الواقع، وسيكون من العوامل المهمة في تهيئة هذه الأمة للهيمنة والاستعمار الأمريكي الصهيوني على أبناء أمتنا ومشاركة واضحة في ظلم أبناء هذا الشعب، ومشاركة واضحة في سفك الدماء البريئة التي يسفكها هذه العدوان الظالم في اليمن وسيعلمون غداً من الكذاب الأشر.

اخبار ذات صلة