الصعفاني يكتب عن :** الرّكض بدون بوصلة..!

بقلم/ عبدالله الصعفاني:

كنتُ نسيتُ الكتابة والنقد الرياضي، ولكن كيف الحال ومَن يطلبُ منك الكتابة هو خالد شعفل..؟
وأدخل في الموضوع فأقول ..

كما أن الوقت هو المادة التي تُصنع منها الحياة فإن المال هو محرقة الرياضة.. وقد فطن الدكتور عبدالوهاب راوح – وزير الشباب والرياضة الأسبق، لهذه الحقيقة فاستفاد من منهجيته في الإدارة وقدراته الكلامية كعالِم لسانيات لخوض حروب كلامية مؤثرة داخل البرلمان وفي أروقة مجلس الوزراء في بلد يرى الكثيرون فيه أن الرياضة مجرد زائدة دودية.. لكن جهوده أثمرت صندوقًا لرعاية النشء والشباب، وكانت الاستراتيجية إنجازًا فكريًّا وخططيًّا مصاحبًا.

مبعث الاستهلال هو ما كرره وزير الشباب والرياضة حسن زيد في افتتاح ملتقى نادي الوحدة للمرة الثانية من أن مسؤولي الحكومة عندما يحضرون إنما يحضرون الفعاليات ليتصوّرون، وحسب تعبيره الصنعاني (ليزقُّوا المهرة..!)
وهي غمزة ذات دلالة عميقة من شخص معجون بالسياسة.. وربما هو سؤال استنكاري حول ما إذا كان الصندوق لا يزال يُنفق على الأهداف التي أُنشئ من أجلها.
الرياضة محرقة للمال.. ورفع يد الحكومة عن الدعم المناسب للأندية وموقف صندوق الرياضة السلبي من الرياضيين يرمي الجَمَل وأثقاله على كاهل أندية فقيرة.. عجزًا وشكوى..

وهنا لا يلمع في الأفق غير عائد الاستثمار في قاعة أو دكاكين أو تفاعل بيتٍ تجاري هنا أو هناك ليتحرك النشاط في أندية قليلة في أضيق الحدود لتكون الحصيلة هذا المناخ الرياضي الموَّات إلاّ ممّا تيسر من النشاط السندوتشي الخجول الملول..

وهكذا يتكرر الحديث عن الحضور للتصوير. و…زق المهرة..
وهنا لا بد من قفزة بهلوانية تذكيرية فوق هذه الهياكل الحكومية الميتة أشيرُ فيها إلى أن النتائج تبقى من جنس المقدّمات.. تستوي في ذلك تايلند والهند وغيرها من بلدان تركب الأفيال إلى ألمانيا التي يحصل فيها النجم الرياضي من الدخل على ما يفوق دخل المستشارة انجيلا ميركل، فهل من غرابة إنْ شاهدنا كرتنا اليمنية رغم الحكومتين والثلاث: كرة خارج الملعب دائمًا.. داخل الملعب أحيانًا.. وتتواجد في مرمانا، وليس في مرمى الخصم على الدوام لتصبح هواية شد الشعر احترافًا عند المشجعين..
أمّا لماذا أكتبُ هذا في مطبوعة صادرة عن وزارة الشباب فإن لسان حال المقال والسؤال: وهل هناك أفضل من أن يُقال الكلام في ذات الديوان..؟، ثم مَن قال بأن الإعلامي الرياضي هو مجرد طبل أو صوت في برنامج:
(ما يطلبه المسؤولون..؟!).

* نقلاً عن صحيفة (شباب ورياضة) عدد شهر فبراير 2020م

اخبار ذات صلة