لعبة الموت في اليمن

* عمار الأصبحي

لا يمر يوم في حياة اليمني القابض على جمر انتظاره لغد لا يأتي أبدًا، دون أن يفجع برحيل عزيز ما هنا أو هناك، بصورة مباغتة دون سابق إنذار.

وكأن الموت وحشًا غادر قفصه وتاه في تضاريس هذه الرقعة الشاسعة التي كانت تسمى ب”اليمن السعيد”. يفترس العديد منا كل يوم، كقدر عبثي لا يترك لنا حتى فرصة لأن نودع من نحب ولو بابتسامة نلوح بها من بعيد.

تتوالى الفقدانات هكذا، ونحن نطالع أخبارها في صحيفتنا اليومية التي لا تتوقف عن الصدور، وسط واقع ينهش الصدور ويلتهم القلوب بشره مثقوب، عبر أدوات تقاسمت جهاته لمواصلة تقاذُف أرواحنا ككرات في لعبة لا تنتهي.

بينما يبدو الجميع في طوابير مصيره المحتوم، ينتظر بشغف بائس على مذبح الانتحار الكبير.

من لم يمت بالرصاص مات من وطأة القهر!

أي جناية نعيشها؟ إلى متى يستمر كل هذا النزيف؟ وإلى متى يظل هذا السؤال قائمًا، غائرًا كالجرح ينزفنا ويستنزفنا بلا اجابة؟

_لا ندري!

متى تدرك النخب السياسية التي تتصدر المشهد اليمني المؤلم هذا، مدى فداحة الواقع الذي خلفته خلافاتها القذرة، وحجم الضرر الذي طال تفاصيل الحياة وخطورة مآلاته؟؟!.

_لا ندري. لا ندري. لا ندري.

*

علامة تعجب مكسورة وسؤال غائر

وطفل حزين يقف على قارعة الفكرة كجملة اعتراضية.

يحدق في بياض الورقة الملطخة بالغياب.

يتوسل الكلمات العالقة في مآقي المعنى،

أن تكفكف دمه..

وتفك شفرة هذا النزيف!.

اخبار ذات صلة