.. الرياضة المستدامة بصمة حضارية

في زمن التحديات…

في بلدٍ يرزح تحت وطأة. العدوان الصهيو امريكي وتحديات معيشية وإنسانية صعبة، تشرق مبادرات من قلب الألم لتحوّله إلى أمل. ومن بين هذه المبادرات الفريدة، تبرز تجربتنا “أحسن فريق” في العاصمة اليمنية صنعاء العاصمة التاريخية كقصة ملهمة تُعيد تعريف مفهوم الرياضة ودورها المجتمعي والصحي، لتغدو أكثر من مجرد نشاط بدني، بل مشروعًا حضاريًا متكاملًا يربط بين الجسد والروح والمجتمع.

“أحسن فريق” ليست مجرد تسمية عابرة لمجموعة تمارس التمارين الرياضية، بل هي تجسيد حي لنخبة يمنية من مختلف الأعمار والمهن، اجتمعوا على هدف نبيل: جعل الرياضة أسلوب حياة يعزز الصحة المستدامة ويقوي النسيج الاجتماعي. انطلقت هذه المبادرة من حديقة الثورة بصنعاء، لتصبح منصة يومية للتمارين الرياضية الجماعية التي تبدأ بالإحماء وتنتهي بتمارين المرونة، في مشهد يعكس الانسجام والتآخي بين أفراد المجتمع.

المميز في هذا المشروع ليس فقط حجم المشاركة أو الانتشار، بل الروح التي يحملها. حيث تمكن المؤسسون، وعلى رأسهم

الأستاذ ناجي أبو حاتم، .. من غرس بذرة الأمل، لتنمو وتتحول إلى شبكة واسعة تضم 22 فرعًا في امانة العاصمة إلى جانب ست محافظات. وهذا الاتساع الكبير يعكس احتياج المجتمع اليمني العميق لمثل هذه المبادرات التي تزرع الفرح وتحفّز على النشاط وتجمع القلوب حول قيم إيجابية.

من الملفت أن “أحسن فريق” لم يحقق فقط صدى محليًا، بل أصبح محط أنظار الإعلام الدولي، ليمنح اليمن مكانة ريادية كأول دولة عربية تشهد انتشارًا واسعًا ومنظمًا لهذه الظاهرة الرياضية الاجتماعية، التي كانت حكرًا على بعض دول شرق آسيا، هذا التحول يعكس الإمكانات الكامنة في الإنسان اليمني وقدرته على التميز حتى في أحلك الظروف.

وتكمن القوة الحقيقية لهذه المبادرة في شموليتها، حيث يشارك فيها الجميع: شباب، كبار سن، عائلات كاملة، وهذا ما يجعلها أكثر من مجرد نشاط رياضي، بل حركة اجتماعية تحمل رسائل عميقة عن التكاتف، والصحة، والاستمرارية، كما أن دعم السلطات المحلية والأندية الرياضية ومكاتب الشباب والرياضة ومشاركة الرياضيين والمدربين، ودور الإعلاميين في الترويج لها، كلها عوامل أساسية عززت من تأثيرها الإيجابي.

إن “أحسن فريق” هو نموذج حي لكيفية تحويل الرياضة إلى وسيلة للتنمية النفسية والاجتماعية، وسلاح لمواجهة الضغوط اليومية، ونافذة نحو مجتمع أكثر صحةً وتماسكًا. إنها تجربة تستحق الدراسة والتكرار، لا في اليمن فقط، بل في مختلف دول العالم الباحثة عن حلول إنسانية مستدامة.

باختصار، “أحسن فريق” هو قصة نجاح يمنية تُروى للعالم، تثبت أن الإرادة الجماعية قادرة على صناعة الفارق، وأن الرياضة ليست ترفًا، بل أساس لحياة صحية وواعدة، ومفتاح لبناء حضارة جديدة، تنبض بالأمل والإيجابية.

 

في الأخير

الرياضة للحياة بصحة مستدامة

حفظ الله اليمن وأهلها من كل مكروه

 

م/ علي ناصر الدوة

عضو أحسن فريق

اخبار ذات صلة