إبراهيم شعبين: بحر من العطاء لا ينضب وحبل من الود لا ينفصم.

كمال عبدالقوي

كلما أردت أن أكتب عنه أجد نفسي حائرا مترددا؛ فمن أين أبدا؟! وماذا أقول؟! ذلك لأني كلما حاولت أجده قد سبق كتابتي، وتقدمني بخطوات؛ لأجدني -تارة أخرى- بين حيرة تأبى أنف تفارقني، وتردد لا تبلغه اللغات واللهجات؛ فهو دائما لا يُحصى، ولا يمكن لأحد اختزاله في مقال.

وقبل أن تتساءل عنه، دعني أخبرك عنه؛ لتدرك حجم ما أنا فيه، ولماذا لم تسعفني الكلمات والمفردات، فأنا أكتب عن الشاب الخلوق، والرجل العصامي، والصديق الرائع، الشيخ إبراهيم أحمد محمد شعبين الذي أسس لنفسه قاعدة عريضة وصرحا شامخا في الأخلاق والشهامة والنبل والحلم والعطاء.

ولعلكم تدركون الآن من أنا في سبيل الكتابة عنه، فهل أحدثكم عن شهامته وأخلاقه الحميدة أم عن خصاله السامية النبيلة؟؟ فلهذا الرجل من الأخلاق ورحابة الصدر وحب الآخرين ومساعدة كل من يقصده في خدمة أو يحتاجه في مسألة ما لو قسم على وطن بأكمله لكفاه؛ فقد أخذ من كل شيء جميله، سباق لفعل الخيرات، فعال لكل ما يقربه من الله تعالى.

ومن أبرز  مزايا هذا الشاب الوسيم  خلقا والراقي أخلاقا وتعاملا، أنه عندما يقصده أي محتاج في قضاء حاجة،  فإنه يترك كل شيء وراء ظهره ويسعى بكل ما لديه ليقضي حاجته ويحقق له مسألته، وكأن الامر يعنيه شخصيا، وليست مجرد خدمة طلبها منه شخص عابر لا يعرفه.

من يتعرف على شعبين عن كثب، يجد فيه الكثير من المزايا والمناقب؛ فهو صديق صدوق مخلص، لا يقطع حبال الود أبدا ويصل حتى من قطعوه، وهم قلة قليلة، بل وخائب من قطع وصل هذا الرجل الذي تتسابق إليه أرواح الأنقياء وقلوب الأصفياء قبل أجسادهم، وذلك لطيب أصله أولا، وابتسامته العذبة الصادقة التي تزين ملامح وجه البشوش ثانيا.

تلك البسمة التي تنشرح لها الصدور، وتسعد بها النفوس، وتجعلك على ثقة كبيرة أنك أمام رجل يضاهي بشموخه الشم من الجبال الرواسي لا مجرد شاب عشريني، ويمتلأ قلبك بأمل يعيد لك الثقة بأن الدنيا لازالت بخير.

ومن لا يعرف شعبين -وقليل من لا يعرفه- ويراه منذ الوهلة الأولى يرى رأي العين ويلعلم علم اليقين أنه في حضرة معدن نفيس، وعقد ثمين، وعصن باسق من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

إن الشيخ إبراهيم شعبين أنموذجا لشاب ناجح وطموح في الوقت ذاته،  خدوم لدرجة أنه يُكنّى بــ(أبي الفزعات)، تجده إلى جانبك في الوقت الذي أصبحت فيه مكسورا تظن أن جميع أبواب الدنيا قد أغلقت في وجهك -سوى باب ملك الملوك ورب الأرباب سبحانه وتعالى-  ورأيت أن كل البشر (أصدقائك، معارفك، أقاربك) قد تخلوا  عنك عند حاجتك وفي ضيقتك؛ لتجد شعبين يبادر بلا طلب، ويحضر بدون  دعوة، ويصبح هو بصيص  الضوء في آخر النفق.

إبراهيم شعبين صغير السن، ولكن كبير المقام؛ فاق زمانه، وتفوق على أقرانه، وتجاوز جيله بسنوات طويلة، ومسافات شاسعة؛ سنوات قضاها في أعمال الخير والبر والإحسان، ومسافات قطعها في البذل والعطاء، ثم ظل كالغيم يقطر مزنا، ويفيض سلسبيلا، ويملأ الدنيا ذوقا وأدبا وأناقة ونضجا وحكمة وبريقا.

إن شعبين رجل علاقات عامة من الطراز الأول، ورجل الرجال العظام، ونادرة من النوادر الزمان؛ شاب يلم ولا يفرق، وشيخ يجمع ولا يشتت، وصديق صدوق، إن أرخيت حبل وده شده، وإن شددته أرخاه وأعطاك مساحة لنفسك، ولكن حبل وده لا يفصم ولا ينقطع مهما حصل.

وشعبين رجل ذكي ذو حدس وفراسة  من نوع خاص؛ سريع البديهية، عفوي التخاطب، لا يتصنع ولا يحب التكلف، متواضع ولكن تواضعه جميل، وبرستيجه عالي، وذوقه رفيع؛ عندما تجالسه تشعر أنك في حضرة أحد نبلاء البلاط الملكي لملك من الملوك العظماء الذين ساسوا الممالك والإمبراطوريات العظمى  على مر العصور، وأمام فارس من الفرسان الشجعان يستحق لقب (دوق)، وتنطبق عليه صفات يمكن بها أن ينادى بــ(اللورد شعبين) أو  (الكونت إبراهيم)، لكن(الشيخ )هي الأقرب إلى قلبه بحكم هويته اليمانية الإيمانية وعراقته التهامية.

إن الحديث عن الشيخ إبراهيم شعبين حديث ذو شجون، يأخذنا نحو آفاق بعيدة، ومسافات شاسعة ممتدة، ولكن لكي لا تملوا من التطويل سنكتفي بما سبق، وإن لم يكن كافيا للحديث عنه، ولنا بإذن الله تعالى تناولات قادمة نبحر من خلالها من جهات وزوايا أخرى في نفائس و درر هذه الشخصية المحبوبة العميقة النادرة.

اخبار ذات صلة