ونحن نقترب من ذكراها المجيدة .. هذه الأسباب وراء ولادة ” السابع من أكتوبر”

كتب / محمد عيدروس العمودي

في السابع من أكتوبر من العام الماضي ، فاجأت حركة المقاومة الإسلامية حماس، «إسرائيل» والعالم بتنفيذها عملية طوفان الأقصى، والتي اجتاحت عبرها قوات المقاومة مستوطنات غلاف غزة، وقضت على الفرقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأسرت أكثر من مائتي إسرائيلي ، لتعيد مع هذه العملية القضية الفلسطينية إلى واجهة النقاش، لا عربيًا فقط بل وأيضاً على المستوى العالمي.

هنالك مخاض أدى إلى ولادة تلك العملية المباركة وهو ما كان عليه الوضع في الفترة السابقة على الطوفان؛ حيث كانت القضية الفلسطينية، قبل السابع من أكتوبر، تعيش حالة من الانسداد التاريخيّ لم تكن موجودة من قبل. وهو انسداد ناجم عن مجموعة من العوامل؛ بينها ما نتج عن مشروع التسوية الذي أصبح أمرًا واقعًا والفلسطينيون غير قادرين على تجاوزه، وفي الوقت نفسه، كان سببًا في انقسام الفلسطينيين، وفي مصادرة الأدوات والإمكانيات النضالية منهم. وكانت إمكانيات تجاوز ذلك صعبة، إذ هنالك موقف رسمي داخل الضفة الغربية مناوئ للمقاومة وفكرة المواجهة، ويفضل مشروع التسوية، وفي غزة حالة مقاومة يسعى الاحتلال إلى تحويلها إلى عبء على الجماهير داخل القطاع، بفعل حصار مُطبِق منذ العام 2007، لم تفلح مختلف الجهود في كسره.

ففي الضفة الغربية، مارس الاحتلال الإسرائيلي اعتقالات تعسفية واذلال غير مسبوق للشعب الفلسطيني ناهيك عن توسيع المستوطنات بصورة غير مسبوقة ، وفي قطاع غزة، فكان الوضع عبارة عن حصار مطبق منذ العام 2007، حتى صنفت غزة بأنها أكبر سجن بشري مفتوح .

أما بالنسبة لفلسطينيي الداخل ” ٤٨ ” فقد مارس الاحتلال نظام الفصل العنصري ، وتدنيس المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ، كل ذلك وغيره كان دافعاً لثورة السابع من أكتوبر ، وإزاء هذا الانسداد التاريخي على المستوى الداخلي وعلى مستوى الصراع مع الاحتلال ، كان لا بد للانفجار أن يحصل لتكون عملية طوفان الأقصى أكبر انتفاضة ضد المحتل في العصر الحديث .

إن نجاح المقاومة  في ذلك اليوم ليس بسبب غفلة إسرائيلية كما يتم تصويره أحيانًا، وإنما مرده هو دراسة ممتازة للمجتمع الإسرائيلي وللجيش والمخابرات، وعن دراسة لتقنيات الرقابة والضبط والسيطرة الإسرائيلية، وبعد دراستها وضعت المقاومة كل الحلول الممكنة.

إن يوم السابع من أكتوبر يفصل بين مرحلتين ، مرحلة كانت تظن بها إسرائيل أنها انتهت تماماً من القضية الفلسطينية ، ومرحلة كشفت زيف ذلك الوهم الإسرائيلي ، لتثبت عملية طوفان الأقصى للعالم أجمع بأن الحق لابد أن يعود لأصحابه ولو طال الزمن .

اخبار ذات صلة