مركز صيانة الطائرات بمطار صنعاء قصة نجاح ملهمة..

.بقلم فادية شاهر

استوقفني مؤخرا خبر عن إستئناف العمل في مركز صيانة الطائرات بمطار صنعاء والذي كان من أهم وافضل مراكز صيانه الطائرات على مستوى المنطقة وليس اليمن فحسب والتي كانت الكثير من شركات الطيران العربية والعالمية حتى تقوم باعمال الصيانة لطائراتها في هذا المركز الذي يعمل وفق افضل المعايير العالمية لتامين سلامة الطائرات دون مبالغة والكثير يعرفون هذا الامر
وظلوا فخورين بهذا المركز في مطار صنعاء الدولي ولطالما كنت فخورة اكثر من الجميع لأن والدي يكون المهندس عبدالفرد صالح شاهر قحطان والذي كان ممن اسسوا هذا المركز وقسم المعايرة اللاكترونية وظل معظم سنوات حياته يعمل فيه ويعمل على تطويرة بشكل متواصل ويعمل ايضا على تدريب كوادر جديدة وفتح نفس هذا القسم في اندنوسيا ومصر وفرنسا وعند سماعي بإعادة افتتاح هذا المركز من جديد وجدتها فرصة لاستذكر والدي رحمة الله تغشاه والذي قاد العمل في المركز لسنوات طويلة لصيانة طائرات وحسب المعايرة الهندسية والالكترونية العالمية كما اشرف رحمة الله تغشاه كما قلت على افتتاح عدد من اقسام الصيانة التابعة للخطوط الجوية اليمنية في الخارج و في فترات عملة تلك الايام كان يعود والدي المهندس عبدالفرد صالح شاهر للمنزل في اوقات متاخرة من الليل، وهو مرهق بشكل كبير جدا ورغم هذا كان يبتسم لانه حقق انجاز ولم يأبه لكل ضغوطات العمل والمضايقة التي كان يتعرض لها من قبل نافذين وفاسدين في هيئة الطيران فكان يقاوم كل الضغوط بكل قوة وإصرار فقد احب عمله بشكل كبير أكثر من اهتمامه ببيته وأولادة وظل يكد ويجتهد ويطعمنا بالحلال ومن عرق جبينة بحمد الله والذي

سألته ذات مرة لماذا لا نملك منزلا يابي ولماذا لا تعيش في رفاهية كبقية زملائك رغم اهمية عملك فانت مهندس طيران كبير ومعروف
فقال لي رحمة الله تعالى
انتم تعيشون كالأمراء بالحلال وهذا يكفي فانتم ثروتي التي وهبها لي الله تعالى فكيف اطعمكم غير الحلال واستمر في أداء عملة وواجبة دون كلل أو ملل و بعد سنوات وبسبب العدوان الغاشم توقف العمل في مركز صيانة صيانة الطائرات بمطار صنعاء. وكنت أرى والدي يذبل كما تذبل الورود وكأن عمله هذا كان بمثابة الماء الذي يسقي حياته، ومع استمرار توقف عملة أحس والدي بأن هذه الحياة لم تعد تتسع له فقد عاش حياته وهو يواصل العمل في المركز ويبذل كل جهدة وخبرته لتطوير المركز لكن للاسف بسبب ممارسات العدوان توقف المركز عن العمل وتوقفت أحلام وآمال والدي أيضا نتيجة هذا الامر وشعر باحباط كبير.
فظل ثلاث سنوات لم يخرج من منزله حتى توفى رحمة الله تغشاه وذهبت معه كل أيامنا السعيدة التي ملئها والدي بالحياة والأمل والعيش مرفوع الراس نظيف اليد فقد تعرض للحرب من قبل بعض النافذين في النظام السابق ولم يرضخ ولم يساوم ابدا واصر على الإستمرار في خدمة وطنة وشعبة بكل إخلاص وتفاني لكن اختارة الله تعالى الى جوارة في شهر اكتوبر ٢٠٢٣ وترك لنا سيرة عطرة ومسيرة عمل كلها شرف واخلاق ونزاهة يشهد له بها كل زملائة وكل من عرفوه وعاشوا معه
فرحمة تغشاك يابي في جنات الفردوس مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا وجزاك الله عنا كل خير الجزاء انه سميع مجيب الدعاء

اخبار ذات صلة