شهدت العاصمة صنعاء اليوم، خروجاً مليونياً في مسيرة “مع غزة والأقصى.. جهاد وثبات حتى النصر” تأكيدا على صلابة موقف الشعب اليمني في مناصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وجددت الحشود المليونية التي شارك فيها محافظ محافظة شبوة اللواء الركن عوض محمد بن فريد العولقي وقيادات السلطة المحلية والمكتب التنفيذي وأبناء ومشايخ وأعيان المحافظة في العاصمة صنعاء التأكيد على مواصلة الحشد والتعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى” استعداداً لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة لأبناء فلسطين، وإسناداً لمجاهدي المقاومة الفلسطينية.
ورغم هطول الأمطار، اكتظ ميدان السبعين بالحشود التي تقاطرت من كل حدب وصوب، مرددة عبارات النفير والجهاد في سبيل الله ونصرة المظلومين، ومواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية اليهود الصهاينة.
وجسدت الجماهير بخروجها المليوني صلابة موقف اليمن، واستشعار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية في التضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني، ونصرة المظلوم.
وهتفت بشعارات التضامن والنصرة والوفاء للشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة وفلسطين، والمؤكدة على الجهوزية العالية للمواجهة المباشرة مع طواغيت وأشرار العالم إسرائيل وأمريكا.
واستهجنت بشدة استمرار التخاذل العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من مجازر وحشية وحرب إبادة وتجويع وتعذيب وقتل جماعي من قبل كيان العدو الصهيوني بمشاركة أمريكية ودعم غربي.
وأشادت الحشود، بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، واستبسال وشجاعة المجاهدين في غزة وفلسطين الذين يسطرون ملاحم بطولية وتضحيات عظيمة في مواجهة التوحش والإرهاب الصهيوني والأمريكي الذي يستمر في ارتكاب مجازر وجرائم الإبادة ضد الفلسطينيين.
وطالبت من القيادة الحكيمة ومحور المقاومة، اتخاذ كل الخيارات للرد القوي على جرائم العدو الصهيوني، نصرة لغزة.. مباركة استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد العدوان الأمريكي والصهيوني والبريطاني.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، أن جريمة القرن مازالت متواصلة في قطاع غزة وكل فلسطين من قبل العدو الصهيوني المجرم للشهر الحادي عشر على التوالي، بشراكة أمريكية ودعم استكباري أوروبي في عدوان همجي وإبادة جماعية وحشية لا مثيل لها، في ظل صمت أممي وتخاذل عربي وإسلامي مخز ومشين.
وجدد العهد والوعد والثبات في الموقف الإيماني الراسخ والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم واستجابة لله ولرسوله وللهداة من عباده، جهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته، والاستمرار في الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية حتى النصر.
وتوجه بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى الذي وفق الشعب اليمني لهذا الموقف الإيماني والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني في الوقت الذي تخاذل فيه كثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية.
وجدد البيان التأكيد على الاستمرار في هذا الموقف العظيم والمشرف بكل ما أوتي من قوة، وبكل السبل والوسائل الممكنة، بالعمليات العسكرية المنكلة بالأعداء، وبمختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية، وبالتعبئة والتبرع بالمال، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء، متوكلين على الله مهما كانت التحديات والتضحيات.
وخاطب الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء بالقول “نعتز ونفتخر ونتشرف بكم، ونحيي صمودكم الأسطوري، الذي فاق كل الحسابات والتوقعات، وخيب آمال الأعداء والمتآمرين والمطبعين، وأحرج المتخاذلين، فنحن معكم وإلى جانبكم حتى النصر القريب بإذن الله”.
كما خاطب شعوب الأمة العربية والإسلامية “الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم جزء منكم وغزة هي اختبار لدينكم، ومعيار لإنسانيتكم، فسكوتكم تفريط وتخاذلكم خيانة، فما هو ردكم على الله سبحانه وتعالى القائل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلا قليل”.
وتساءل ” أين هي أخوتكم الإسلامية، من قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (المسلم أخو المُسْلِمِ، لَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ لِمُصِيبَةٍ إِنْ نَزَلت به)، فبحجم المظلومية على الشعب الفلسطيني تتعاظم المسؤولية والواجب الديني على الجميع وتتزايد معها خطورة التخاذل والتفريط، فلا عذر للجميع أمام الله”.
ووجه رسالة إلى المستجيبين لله في محور القدس والجهاد والمقاومة “اضربوا أعداء الله وأعداء أنبيائه، وأعداء الإنسانية، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين، قاتلوهم فلا أمل بعد الله إلا فيكم، ولا رهان إلا عليكم، فأنتم من تبقى من أمل هذه الأمة حين تكالب عليها كل طواغيت الأرض وأشرار العالم، وتخاذل الكثير من أبنائها عن مناصرتها”.
وأضاف البيان ” نشد على أياديكم للاستمرار بقوة في مساندة الشعب الفلسطيني، والرد المزلزل على هذا العدو المجرم، رداً يشفي صدور قوم مؤمنين ويخزي الكفار والمنافقين، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”.