تحول التوازن الإقليمي ( السعودية في مواجهة سياسة الردع اليمنية)

محمد الصالحي

بقلم / محمد الصالحي

لطالما كانت السعودية ودول الخليج تحت مظلة الحماية الغربية لعقود طويلة، حيث تلقت الدعم والحماية من القوى الغربية الكبرى. هذا الدعم عزز من نفوذها الإقليمي ومنحها الحرية في التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرات جذرية في هذا التوازن الإقليمي، خاصة في اليمن تحت قيادة السيد القائد يحفظه الله. هذا التغير يعكس تحولاً استراتيجياً يهدد الهيمنة التقليدية للسعودية ودول الخليج، ويضعها في مواجهة مباشرة مع سياسة الردع والمعاملة بالمثل.

فمنذ اكتشاف النفط في منطقة الخليج، بدأت القوى الغربية تتنافس على تأمين مصالحها في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، أصبحت السعودية ودول الخليج تحظى بحماية غربية قوية مقابل تقديم النفط واستثمارات ضخمة. هذه الحماية منحتها القدرة على التأثير في شؤون الدول المجاورة، والتدخل في النزاعات الإقليمية بما يتماشى مع مصالحها ومصالح حلفائها الغربيين.

استخدمت السعودية ودول الخليج نفوذها الاقتصادي والسياسي للتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية. فكانت السعودية تلعب دوراً رئيسياً في النزاعات الإقليمية، سواء من خلال الدعم المالي والعسكري أو من خلال التحالفات السياسية. هذا التدخل غالباً ما كان يتم تحت غطاء محاربة الإرهاب أو دعم الاستقرار، ولكنه كان يعكس في الواقع رغبة في فرض الهيمنة والسيطرة على المنطقة.

برزت الجمهورية اليمنية كقوة رئيسية في الساحة العربية. تحت قيادة السيد القائد يحفظه الله، تمكنت هذه الجمهورية اليمنية من تحقيق انتصارات استراتيجية ضد التحالف الذي تقوده السعودية. هذا النجاح لم يأتِ فقط من خلال القوة العسكرية، بل أيضاً من خلال استخدام استراتيجية الردع والمعاملة بالمثل، مما فرض واقعاً جديداً في المنطقة.

في خطابه الأخير بمناسبة رأس السنة الهجرية، أعلن السيد القائد يحفظه الله عن تحول جذري في سياسة اليمن تجاه السعودية ودول الخليج. رداً على الممارسات السعودية في التضييق الاقتصادي وإغلاق الموانئ والمطارات اليمنية، هدد السيد القائد يحفظه الله بأن الموانئ والمطارات السعودية ستكون مستهدفة بنفس الطريقة. كما أشار إلى أن استهداف البنك المركزي اليمني ومنع الإيرادات عنه سيتم الرد عليه باستهداف البنك المركزي السعودي. هذه التصريحات تعكس استراتيجية جديدة تهدف إلى تحقيق توازن في القوى من خلال فرض تكلفة عالية على أي تدخل سعودي في الشأن اليمني.
أن التحول في سياسة اليمن تحت قيادة السيد القائد يحفظه الله يعكس تغيراً في التوازن الاستراتيجي في المنطقة. هذا التغير يعزز من قدرة اليمن على الدفاع عن مصالحها ويضع حداً للتدخلات الخارجية. كما أنه يرسل رسالة قوية إلى السعودية ودول الخليج بأن سياساتهم التدخلية ستواجه بردع ومعاملة بالمثل. هذا الوضع الجديد يفرض على السعودية ودول الخليج إعادة التفكير في استراتيجياتهم الإقليمية وقدرتهم على التدخل في شؤون الدول الأخرى دون مواجهة عواقب جدية.

إن تحول التوازن الإقليمي في اليمن تحت قيادة السيد القائد يحفظه الله يعكس تحولاً جذرياً في المنطقة. في ظل الحماية الغربية، كانت السعودية ودول الخليج تتمتع بنفوذ واسع يسمح لها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. ومع ذلك، فإن اليمن تحت قيادة السيد القائد يحفظه الله قد فرض واقعاً جديداً من خلال سياسة الردع والمعاملة بالمثل، مما يهدد الهيمنة التقليدية للسعودية ودول الخليج ويضعها في مواجهة تحديات جديدة. هذا التحول يفتح الباب أمام إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة ويضع أسساً جديدة للتوازن الإقليمي.

وكيل محافظة شبوة

اخبار ذات صلة