دحض تقرير حديث توقعات وكالة الطاقة الدولية حول ذروة الطلب على النفط بحلول نهاية العقد الحالي، مرجعًا ذلك إلى النمو الضعيف في السيارات الكهربائية.
وأكد تقرير شركة تحليلات الطاقة “إنفيروس” (Enverus)، أن الطلب العالمي على النفط لن يصل إلى ذروته قبل نهاية هذا العقد، بسبب معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود المخيبة للآمال، وتباطؤ اعتماد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، رفضت شركة إنفيروس توقعات وكالة الطاقة الدولية بذروة الطلب على النفط، وتتوقع بدلًا من ذلك أن يرتفع الطلب على الخام إلى نحو 108 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030.
الطلب على النفط
تشير تقديرات شركة تحليلات الطاقة “إنفيروس” الأخيرة إلى زيادة بنحو 3 ملايين برميل يوميًا عن توقعات العام الماضي، حسبما ذكرت بلومبرغ.
وقال كاتب التقرير آل سالازار: “لقد كان الناس، بمن في ذلك نحن، يبالغون في تقدير تأثير السيارات الكهربائية ومعايير الاقتصاد في استهلاك الوقود.. لقد دمجنا وجهة نظر أكثر تحفظًا بشأن السيارات الكهربائية من حيث الإقبال، مع بيع تيسلا عددًا أقل من السيارات وتحول فورد إلى السيارات الهجينة”.
وتتوقع “إنفيروس” تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط تدريجيًا، ولكن ليس إلى الذروة، مشيرة إلى أن ارتفاع تكاليف الإمدادات ونقص المشروعات الجديدة من المرجح أن يدفعا أسعار النفط الخام إلى الارتفاع، خاصة بعد عام 2030، وقد يؤديان إلى ذروة الطلب في العقد المقبل.
ادعاءات وكالة الطاقة الدولية
شددت “إنفيروس” على أن تقديرات وكالة الطاقة الدولية المتشائمة أو وجهات النظر المتفائلة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” تتطلب حدوث تغييرات كبيرة في الاستهلاك خلال مدة قصيرة، و”التاريخ ليس في صالحهم”.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أكدت في توقعاتها للطاقة العالمية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الوقود الأحفوري سيصل إلى ذروته قبل عام 2030، بسبب اكتساب التحول إلى الطاقة النظيفة زخمًا، وهي الآراء التي تتعارض مع الكثير من العاملين في صناعة النفط والغاز.
وخلال الشهر الماضي، قال كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط، الذين حضروا “سيراويك” CERAWeek، إنهم يتوقعون ارتفاع الاستهلاك لسنوات عديدة مقبلة.
وكان مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، قد قال في تصريحات سابقة، إن التحول إلى اقتصاد الطاقة النظيفة يسير بخطى سريعة، مع اقتراب بلوغ ذروة الطلب العالمي على النفط قبل نهاية هذا العقد، وسط زخم السيارات الكهربائية وكفاءة الطاقة والتقنيات الأخرى.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن يتراجع استهلاك النفط في قطاع النقل بعد عام 2026، مع التوسع في المركبات الكهربائية ونمو الوقود الحيوي وتحسين كفاءة الاستهلاك.
السيارات الكهربائية والنفط
تتوافق التوقعات الجديدة مع ما ساقه مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، حول عدم تأثر الطلب على النفط بنمو مبيعات السيارات الكهربائية.
وقال الحجي، خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة”، تحت عنوان “المستقبل المظلم.. السيارات الكهربائية والنفط”، إن اعتبار النرويج نموذجًا في التحول إلى المركبات الكهربائية ليس أمرًا دقيقًا، إذ إن تأثير عدد السيارات الكهربائية والهجينة فيها، البالغ نحو 600 ألف سيارة، في الطلب على النفط بسيط.
وضرب الدكتور أنس الحجي مثالًا بالصين التي باعت خلال 2023 نحو 9.5 مليون سيارة كهربائية، وهذه المبيعات خفّضت الطلب على النفط بمقدار 270 ألف برميل يوميًا فقط، لذلك فإن كل الحديث عن النرويج وارتفاع المبيعات بنسبة 90% يشهد مبالغات كبيرة.
وأشار إلى أنه بمقارنة المركبات الكهربائية بالسيارات المماثلة لها التي تعمل بالبنزين والديزل، يُلاحظ أنه بسبب الوزن الزائد للبطاريات تتآكل الإطارات بصورة كبيرة.
وأوضح أنه منذ عام 2016، زاد الطلب على النفط بسبب تآكل إطارات السيارات الكهربائية، وتغييرها الزائد، بنحو 60 مليون برميل تقريبًا.
ولفت إلى أن الطلب على النفط زاد أيضًا بسبب تآكل أسفلت الطرق الذي تسير عليه السيارات الكهربائية بسبب وزنها.
وأشار إلى أن ما يدعم نمو الطلب على النفط حتى مع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية هو سعي الشركات المصنعة لتخفيف وزن هذه المركبات، فبدلًا من استعمال معادن “فولاذ أو حديد” تستعمل أنواعًا متقدمة جدًا من البلاستيك، وهي كلها مصنوعة من البتروكيماويات.
موقع الطاقة