إبراهيم الحجاجي
لا شك أن قناة السعيدة الفضائية من أبرز القنوات التي ينجذب إليها الجمهور اليمني خلال شهر رمضان المبارك، لحضورها المقبول خلال المواسم الماضية من خلال برامجها ومنتجاتها الدرامية والفنية، إلا أنها وقعت هذا الموسم بفخ مسلسل “دروب المرجلة” والذي لا يمكن وصفه إلا بـ “دروب المهزلة”.
لا أخفيكم أني أتمعن وأقيّم الفن أكثر من المتذوق له، وكما هو الحال في كل بقاع الدنيا أن الفن من أهم الوسائل التوعوية والتثقيفية بل والناقدة والمعالجة للكثير من المشاكل والقضايا، وهو ما حدث بالفعل أن نجحت السينما والدراما في عدد من البلدان من معالجات وصلت بعضها الى إحداث ثورات حقيقية، وهو الدور الفعلي والهدف من الفن أساساً أن يحمل رسالة هادفة لمعالجة قضايا اجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية وأمنية وقضائية وحتى سياسية وغيرها.
واذا تحدثنا عن الدراما اليمنية التي لا تحضر إلا بشكل موسمي وتحديداً في شهر رمضان، نجد أنها مقبولة الى حدٍ ما على اعتبار ظروفها وأوضاعها، لكن أن يبث مسلسل “دروب المرجلة” بهذا المحتوى الفارغ من الرسالة والمضمون والهدف، لا يمكن وصفه إلا بـ “دروب المهزلة”.. مسلسل خارج واقع المجتمع اليمني (حضر – ريف – بدو)، لم يلامس أي قضية مجتمعية ولم يعالج أي مشكلة، رغم أني حاولت التدقيق بأن المسلسل يحمل أي رسالة ولو مبطنة إلا أني لم أجدها، في وقت نحن بحاجة الى همسة توعية ولو عن طريق الفن، وحتى بطل المسلسل الفنان صلاح الوافي مع احترامي لشخصه الكريم لا يمتلك كاريزما بطل مسلسل، أو بطل لـ “دروب المهزلة” على الأقل، فهذا المسلسل عار على الدراما اليمنية والعربية بشكل عام.
بالمقابل لو تحدثنا عن نجاح بعض المسلسلات.. ولو أخذنا مثلاً مسلسل “لقمة حلال” نجد عمل وجهد رائعين، رغم النمط المبالغ فيه في الاطار العام للمسلسل، إلا أنه تضمن عدد من الأفكار وليس فكرة فقط، وناقش العديد من القضايا الاجتماعية والامنية والاخلاقية، بل أنه امتلك جرأة ولأول مرة في تاريخ الدراما اليمنية عندما دخل الى عمق بعض القضايا.. مثل استدراج بعض الفتيات لتناول الممنوعات ومن ثم جرهن الى الرذيلة.. وقضايا أخرى، كما أن بطل المسلسل الشاب عبدالله يحيى إبراهيم يمتلك كاريزما بطل مسلسل فعلا.
الخلاصة: ليدرك رواد الفن والقائمين عليه أن الدراما أو أي عمل فني ليس طعماً للاستهلاك الدعائي والترويجي للمنتجات والبيوت التجارية، بقدر ما هو عمل نبيل لإيصال رسالة سامية تغير من سلبيات الواقع الى الأفضل.
والله من وراء القصد