د داغس: نهر من العطاء، ورجل  لا يعرف المستحيل.

كتب/علي وليد غالب.

هناك أشخاص في هذه الحياة يستحقون أن نقف أمام تجاربهم ومسيرتهم الحياتية؛ لكونهم أنموذجًا يقتدي به الآخرون لعظمتهم وعظمة ما حققوه.

ومن هؤلاء نموذج فريد استطاع أن يحقق المستحيل في زمن صعب وفي وقت قياسي، بل وقياسي جدًا.

 عندما نقف أمام شخصية الشاب  الرائع  الدكتور أحمد داغس، فلا يسعنا إلا أن نعطيه حقه من الإجلال والتقدير والاحترام فهو الذي صنع اسمه بنفسه وخلده في أنصع صفحات تاريخنا؛ المعاصر محققًا إنجازًا أشبه بالإعجاز.

ما حققه الدكتور أحمد داغس من خلال إنشائه لمستشفى الأنهار التخصصي  كمشروع صحي طبي عملاق ما كان ليتحقق لولا كفاح ونضال داغس وجدارته وقدراته التي لا نظير لها، فمن النادر جدًا أن تجد شخصا يمتلك عقليته وعزيمته وإصراره وحكمته في آن واحد.

عندما كان المشروع مجرد فكرة في رأس الشاب العصامي الدكتور أحمد داغس، لم يكن أكبر المتفائلين يتوقع أن تصبح الفكرة واقعًا، والحلم حقيقة؛ وبهذه النتيجة المذهلة، وفي زمن قياسي، في  ظل ظروف صعبة تعانيها بلادنا من حصار وحرب ونزوح  للمواطنين والكوادر لاسيما  أثناء  تصعيد  التحالف واستهدافه   لمحافظة الحديدة.

وبعزيمة فولاذية لا تلين وإرادة كالصخر بدأ خطوة بخطوة تدشين العمل في مشروعه الحلم، والذي أصبح حقيقةً وواقعًا ملموسًا كصرح طبي عملاق يضاهي في خدماته وكادره كبار المستشفيات الخاصة في العاصمة صنعاء، وفق معايير وزارة  الصحة  اليمنية، إن لم يكن وفق المعايير الدولية للمستشفيات .

وهنا، أحب في هذه العجالة أن أعود للوراء وأشير إلى فترة إنشاء المشاريع الصحية الموجودة حاليًا في الحديدة قبل مستشفى الأنهار، ويكفي أن أشير إلى أنه تم إنشائها في فترة رخاء اقتصادي واستقرار ووقفت وراءها قوى نافذة  كبيرة  وأقطاب اقتصادية عملاقة، بينما ناضل داغس وحيدًا وكافح وعمل ليلًا ونهارًا من أجل تحقيق حلمه المستحيل الذي لم يعد مستحيلًا أمام عزيمة هذا الرجل وبات الحلم حقيقة، ورأى مستشفى الأنهار التخصصي النور.

وبمجرد زيارة واحدة لهذا المشروع الطبي العملاق  ستلمس الفارق بل الفوارق عن الآخرين حتى في أدق التفاصيل لتكتشف مدى عبقرية العقلية التي أسست هذا المشروع وكيف أنه متميز عن الآخرين ممن سبقوه من حيث  الكادر والمعدات والأثاث والأجهزة الحديثة والدقيقة، والتي أغلبها – إن لم يكن جميعها- صنعت في العام 2023م، لاسيما ما يتعلق بجوانب التشخيص، ولم يأتِ من فراغ شعارهم تشخيص أدق لعلاج أفضل، فالتشخيص الدقيق والسليم يأتي بعلاج أفضل.

كما أنه وفر كادرًا طبيًّا متخصصًا من أفضل كوادر اليمن وبعض الدول العربية مثل مصر وسوريا ولبنان…إلخ.

هل تحدثت عن جمال الديكور والأثاث، والتخطيط الجميل، والتقسيم الرائع، والنظام الإداري النموذجي، والتسهيلات وحفاوة الاستقبال.. لا أعتقد أن رأوا هذه التحفة الطبية الفريدة سيفكرون بالسفر للعلاج سواءً إلى العاصمة صنعاء أو إلى الخارج بوجود مستشفى (الأنهار) في الحديدة.

إن إنشاء مستشفى الأنهار التخصصي يشكل إضافة نوعية ومتميزة للقطاع الصحي في بلادنا، وتجربة ناجحة فريدة.. وهذا طبعا لم يكن ليتحقق لولا دعم السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة المجاهد محمد عياش قحيم رئيس المجلس المحلي وكذا دعم قيادتنا السياسية الحكيمة وكذا وزير الصحة والسكان الدكتور طه المتوكل، مع وجوب الإشارة هنا  الى ان محافظة الحديدة لم تشهد إنشاء أي مستشفى خاص منذ قرابة  العقدين من الزمن.

       بيت القصيد

 بطل القصة هنا بلا شك أو أدنى ريبة هو رجل المستحيل الدكتور أحمد داغس وبمشاركة طاقم عمله وكل من تعاون معه وسانده  فهو يستحق أن نرفع له القبعات كونه قصة نجاح  تستحق أن نرويها للأجيال القادمة ليكون حافزًا وخير ملهم لهم.

اخبار ذات صلة