ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الأمراض الخطيرة، مثل الكوليرا وانفلونزا الخنازير وغيرها العديد. ولمعرفة أسبابها وطرق علاجها التقينا بالدكتور قاسم حمدي الناظري، المدير الطبي في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء، وكان لنا معه هذا الحوار القصير.
* بداية نود أن تحدثنا عن مرض انفلونزا الخنازير؟
في فصل الشتاء تكثر الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي, مثل الزكام الناتج عن ضربة البرد, والانفلونزا, مثل انفلونزا الخنازير H1N1, وهنا يجب أن نفرق بين “الزكام “ضربة البرد وبين الإنفلونزا؛ فالإنفلونزا عبارة عن فيروس خطير ويكون ضعيفا بعكس البكتيريا, فالفيروس – أي فيروس- يكون قويا داخل الجسم, لكن بمجرد خروجه إلى الخارج يموت يمكن خلال ساعة, بينما البكتيريا قد تعيش لأيام؛ لأن لها جدارا وبمجرد القضاء عليه نستطيع القضاء على البكتيريا.
* ما مدى خطر هذا الفيروس؟
انفلونزا الخنازير فيروس خطير, وينتقل عبر التنفس, ويجب إسعاف المريض مبكرا فخلال الأيام الثلاثة الأولى يصبح علاجه سهلا, بعكس ما إذا تم إسعافه بعد ذلك؛ إذ يصبح علاجه صعبا؛ فالفيروس يتمكن من رئة المصاب به, ويصبح التنفس صعبا, وبالتالي قد يموت المريض خلال أيام قليلة, ربما يوم أو يومين, أو ساعة.
* أين يتم استقبال المصابين به؛ حتى لا يتم انتقال العدوى؟
في حال وجود جائحة مرضية في أي بلد؛ يجب أن تخصص لها مستشفيات خاصة, أو مراكز لعلاج هذه الجائحة فقط, ولا يتم استقبال هذه الجائحة في كل المستشفيات؛ حتى لا تنتشر العدوى, كما حدث في مرض الكوليرا؛ إذ تم تخصيص مراكز خاصة لعلاجه في أكثر من منطقة في صنعاء.
* هل هناك خطر على الدكاترة والممرضين عند معالجة المصابين؟
أكيد.. ولذا يجب على الدكاترة والممرضين, الذين يعملون في معالجة المصابين بالإنفلونزا استعمال الكمامات الخاصة بالإنفلونزا؛ حتى لا يصابون بالفيروس, وبالتالي ينقلونه إلى المرضى, وإلى زملائهم في العمل, وقد حدث في إحدى المستشفيات أن توفي بعض الممرضين نتيجة إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير.
* برأيكم ما هي أسباب انتشار هذه الفيروسات؟
أنا في اعتقادي الشخصي هذه الفيروسات مصنعة معمليا؛ فيتم تصنيع الفيروس معمليا في الدول الكبرى وتصنع له الدواء المناسب, ويقومون بنشره في الدول, وبالتالي يحتكرون الدواء ويبيعونه بمبالغ كبيرة, ويجنون من وراء ذلك مليارات الدولارات.
* هل لدينا علاج محلي لفيروس انفلونزا الخنازير؟
لا.. فعقار تاميفلو الخاص بفيروس إنفلونزا الخنازير يصنع فقط في الولايات المتحدة الأمريكية, وأخيرا تصنعه شركة هندية, وأي دواء تحتكره الشركة المصنعة له لمدة عشر سنوات وبعدها تسمح لشركات صناعة الأدوية البديلة بتصنيعه.
* حدثنا عن إمكانيات المستشفى السعودي الألماني لعلاج هذا الفيروس؟
المستشفى السعودي الألماني وفر كل الإمكانيات لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير, فالمستشفى لديها جناح كامل يحتوي على غرفتي عزل في العناية المركزة, وغرفة في العناية المتوسطة, و5 غرف عزل في قسم الرقود, وغرفة العزل يكون التكييف فيها منعزلا لوحده؛ حيث يسحب الهواء ويخرجه لوحده, من أجل لا يعدي الآخرين.
* كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الأخطاء الطبية.. هل يمكن أن توضح لنا أسباب ذلك؟
أولا يجب التفريق بين الخطأ الطبي وبين المضاعفات الواردة المعروفة؛ فالخطأ الطبي يكون نتيجة الإهمال من قبل فريق العملية, كأن ينسى الطبيب قطعة شاش أو عدة جراحية, وهذا يحدث في بعض المستشفيات, حتى في المستشفيات الكبرى في الخارج, وحدث في إحدى المستشفيات الخارجية أن دكتور نسى تلفونه في بطن مريض, لكن المضاعفات الواردة لا تعد خطأ طبيا؛ فقبل إجراء العملية يوقع ولي الأمر على ورقة إجراء العملية وتتضمن المضاعفات الواردة, وفي حال توفي المريض تنزل لجنة من المجلس الطبي للكشف عن أسباب الوفاة, هل كانت بسبب مضاعفات أو بسبب خطأ طبي.
* كيف تقيمون الصناعات الدوائية المحلية؟
الصناعات الدوائية المحلية ذات جودة عالية ومنافسة لكثير من الصناعات الدوائية في الوطن العربي, ولكن للأسف لدينا كمية كبيرة من الأدوية المستوردة؛ إذ تجد الصنف الواحد له أكثر من 40-30 اسما تجاريا من عدة دول, من كولومبيا والأرجنتين والهند وبنجلادش ومن كل الدول العربية, ومن أوروبا الشرقية, ومن أمريكا وألمانيا, وغيرها الكثير من الدول، فلدينا أدوية عالية الجودة مثل منتجات شركة يدكو؛ إذ كانت صناعاتها تتم تحت إشراف شركة باير الألمانية, وهي من أكبر شركات تصنيع الأدوية على مستوى العالم, وكان البارامول, الذي تنتجه يدكو ينافس دواء “بانادول” المشهور عالميا.
* هل اتخذت الوزارة أي إجراء للحد من الأدوية المستوردة وحماية المنتج المحلي؟
وزارة الصحة منعت مؤخرا استيراد عشرة أصناف من الأدوية؛ وذلك تشجيعا للصناعات المحلية.
* يكثر بين الحين والآخر الحديث عن تجارة الأعضاء البشرية في الكثير من الدول.. ماذا عن ذلك في اليمن؟ لا يوجد تجارة بالأعضاء البشرية في اليمن؛ فأخلاق الأطباء والمجتمع اليمني لا تسمح لهم بذلك, قد تجد طبيبا طماعا يرفع السعر أو غير ذلك, لكن لا يمكن أن يتعدى الأمر لأن يتاجر بالأعضاء البشرية؛ وربما يتم استدراج أي مواطن يمني إلى الخارج تحت أي مبرر, وهناك تتم عملية الاتجار بأعضائه البشرية عبر عصابات إجرامية أو ما اصطلح على تسميتهم بـ”مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية”, وهي مافيا عالمية تستدرج ضحاياها من معظم الدول.
* هناك من يتحدث عن غلاء الخدمات الطبية لديكم.. كيف تردون عليهم؟
أولا يجب أن يعرف الجميع بأن المستشفى تقدم خدماتها بجودة عالية, تنافس الخدمات في أعرق المستشفيات العالمية, وأسعارها رخيصة جدا, أقل مما هو سائد في المستشفيات اليمنية الأخرى، وتقدم أسعارها كاملة مرة واحدة تشمل قيمة العملية مع الأدوية والرقود والفحوصات والأشعة وغير ذلك, بينما في المستشفيات الأخرى تجزئ أسعارها, يعني قيمة العملية لحالها وكذلك قيمة الرقود والأدوية والفحوصات كلها منفردة، فيراها المريض رخيصة لأن كل خدمة سعرها منفرد، عكس الأسعار التي تقدمها المستشفى السعودي الألماني التي تكون كلها مرة واحدة، وربما ذلك السبب الذي يأخذ بعض المرضى فكرة أن الأسعار هنا غالية.
* في ختام هذا الحوار.. نريد أن تقدم لنا نبذة مختصرة عن المستشفى والجوائز التي حصل عليها؟ المستشفى تم تدشينها في يونيو 2006م ببنية تحتية متكاملة, ومبنية وفق أحدث المواصفات العالمية في سبعة أدوار, وهي حاصلة على شهادة الإعتماد الدولية الــ(JCI ) التي تعتبر أعلى شهادة في تطبيق معايير الجودة العالمية عام 2010م, وكانت من ضمن 250 مستشفى حول العالم, وكذلك حصلت على جائزة معرض الصحة العربي بدبي في عام 2015م ، كما حصلت على شهادة أفضل مستشفى خاص في اليمن عام 2013م من مجلة الاستثمار.