مدير عام الصناعات الصغيرة في وزارة الصناعة والتجارة: الظروف الصعبة توجد فرصا جديدة وبدائل محلية للمستورد

تحتل المشاريع الصغيرة والأصغر مرتبة بارزة مقارنة مع المشاريع المتوسطة والكبيرة في كل دول العالم؛ كونها تشغل الكثير من الأيادي العاملة, وتوجد بدائل محلية لعدد من السلع المستوردة, وغير ذلك.
التحديات
عن حاضر ومستقبل المشاريع الصغيرة والأصغر والمشاريع الابتكارية تحدث إلينا الأستاذ يونس محمد السوسوة, مدير عام الصناعات الصغيرة في وزارة الصناعة والتجارة, عن التحديات التي تواجه التمويل الأصغر, مؤكدا أن هناك الكثير من التحديات ومن أهمها ضعف التمويل؛ حيث لا تزال مؤسسات التمويل والبنوك لا تقوم بواجباتها التي تخدم هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع؛ لحصولها على تمويل لإنشاء مشاريعها الصغيرة كما يجب, إضافة إلى عدم إلمام أصحاب المشاريع بدراسة الجدوى الاقتصادية وبسبب الوضع الاقتصادي الصعب, الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن.
التمويل
واشار السوسوة إلى أنه من خلال تجارب الدول في هذا المجال؛ فلا بد للتمويل أن يكون مرتبطا بالتنمية؛ فلا بد لأصحاب المشاريع أن يمروا بمرحلة تنمية من الناحية الفنية والإدارية؛ حتى حصولهم على التمويل, لكن ما نراه في مؤسسات التمويل الأصغر في بلادنا أنها لا تقوم بدورها كما يقوم به أي بنك آخر بالنسبة للسياسات التمويلية.
المقترحات
ولحل هذه التحديات يؤكد السوسوة أن الرؤية الوطنية أعدت مراجعة لإعداد لائحة التمويل في قانون التمويل الأصغر, وحددت البنك المركزي ووزارة المالية ووزارة الصناعة ووزارة الشؤون القانونية؛ لإعداد صياغة هذه اللائحة, ونعمل على إكمال هذه اللائحة؛ بما يسهل وينظم التمويل الأصغر.
نوعية المشاريع
وعن نوعية المشاريع الصغيرة لفت السوسوة إلى أنها متنوعة, فمنها المشاريع الخدمية والتجارية والصناعية والزراعية والحرفية, ولكن بحكم الثقافة السائدة وتوجه المعلومات والبيانات المجتمعية بشكل عام؛ فلا يزال التوجه نحو المشاريع التجارية والخدمية أكثر.
الحد من الاستيراد
وعن إمكانية أن تقوم بعض المشاريع الصغيرة بتوفير المنتجات البسيطة التي يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة, نوه السوسوة بأنه ما تزال معظم مؤسسات التمويل الأصغر لا تقوم بتمويل أي مشروع ناشئ, وإنما تقوم بتمويل صاحب مشروع قائم لأكثر من عام أو عام ونصف, فكيف الحال بمشروع ما يزال مجرد فكرة, ونسبة المخاطرة عالية.
حجم التمويل
وعن حجم التمويل للمشاريع الصغيرة والأصغر تحدث السوسوة بأنه ما يزال صغيرا, بحدود مائتي ألف ريال إلى مليوني ريال, وهو لا يلبي متطلبات إنشاء مشاريع متكاملة كما يجب.
مشاريع متعثرة
لا شك أن الظروف الحالية أثرت على الكثير من المشاريع الصغيرة والأصغر, وهذا ما أكده السوسوة, مسببا ذلك بالوضع الاقتصادي المتردي؛ وانعدام الخبرات الفنية لأصحاب المشاريع؛ لإدارة مشاريعهم وقت الأزمات, وبسبب وجود قصور فني ومهني لديهم.
برنامج بريف
وفيما يخص برنامج بريف الذي يقدمه البنك الإسلامي للتنمية لإقالة وتصحيح أوضاع المشاريع المتعثرة, أشار السوسوة إلى أن مشكلة برنامج بريف تكمن في أن مقاييسه في هذا المجال بعيدة عمن هم أصحاب الاحتياج الحقيقي, ومن هم أصحاب المشاريع المتعثرة التي تستحق الدعم؛ لذا لم تستفد منه المشاريع الصغيرة والأصغر.
المشاريع الابتكارية
وعن المشاريع الابتكارية والمسابقة التي تنفذها الوزارة, أكد السوسوة أن الإقبال عليها كان كبيرا جدا في العام الماضي, وتنوعت مجالاتها, وأثبت المتنافسون فيها وجود عقول مبدعة ومبتكرة, وأن الإقبال للتسجيل والمشاركة فيها هذه السنة كبير جدا من المبتكرين, وتم تطوير آليتها, وإضافة مجالات جديدة.
مجالات المسابقة
وعن مجالات المسابقة ،قال السوسوة بأنه تم تحديد سبعة مجالات أولها الطاقة وآخرها ريادة الأعمال, والإنتاج والصناعة الزراعية, وأتمتة وتحكم والذكاء الاصطناعي, وتكنولوجيا المعلومات وصناعة البرمجيات, والأجهزة والمعدات الطبية, والصناعات الاستخراجية والمعدنية.
جوائز المسابقة
وعن وجود جوائز للفائزين ونوعيتها لفت السوسوة إلى أن الوزارة وفرت سبع سيارات كجوائز للفائزين السبعة في المجالات المذكورة.
تدريب وتأهيل
وأكد السوسوة أنه سيتم تدريب وتأهيل المشاركين في المسابقة للمشاريع الابتكارية, لتأهيلهم على إدارة مشاريعهم بصورة ممنهجة وسليمة.
شركاء
ولفت السوسوة إلى أن الوزارة تتمنى أن تكون البنوك والقطاع الخاص شركاء مع الوزارة؛ لدعم هؤلاء الشباب, وخروج مشاريعهم إلى الوجود, وأن يكون لها الدور الكبير لأخذ هؤلاء الشباب, مع وزارة الصناعة والتجارة لأن تخرج سلعهم ومنتجاتهم إلى حيز الوجود.
شركات ناشئة
وأكد السوسوة أن الوزارة تسعى لتأسيس شركات ناشئة لهؤلاء الشباب, وأن يتم تدريبهم وتأهيلهم عبر وزارة الصناعة والتجارة, ويبقى الدور على البنوك ومؤسسات التمويل الأصغر لتمويل هذه الشركات الناشئة حتى ترى النور.
الوقت مناسب
وعن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد حاليا, ومدى تعلم المجتمع منها, اكد السوسوة أنه يتوجب على مؤسسات التمويل الأصغر أن تستمر في دعم المشاريع الصغيرة لا أن تتوقف وتصاب بالإحباط؛ فالظروف الصعبة تؤدي إلى خلق فرص وأعمال جديدة؛ تلبي متطلبات واحتياجات السوق, بإنتاج البدائل المحلية التي ستغني عن السلع المستوردة, ولتشجيع هذا المجال لا بد أن تكون لمؤسسات التمويل دورا لتستغل هذه الفرص.

اخبار ذات صلة