أمستردام ورومانسية الألوان ومدينة الثقافة والفن ذات الطابع الفريد ..!!

عبدالمحيد زبح

العاصمة أمستردام أو كما تسمى مدينة التناقضات الفكر والفن والرومانسية والجمال المعماري الفريد تشعر وأنت تتجول فيها بأنك ربما انتقلت إلى كوكب من السحر. هي العاصمة المنشغلة دوما، ومدينة العشاق الغارقة في رومانسية الألوان، ومدينة الثقافة والفن.

هي مدينة ذات طابع فريد  تتجدد يومَا بعد يوم وبفضل سماتها السياحية أصبحت إحدى المحطات الإلزامية في القارة الأوروبية، يُعرف الكثير عنها وعن الهندسة المعمارية التي لا مثيل لها وعلاقتها بالتصميم والفن وعوامل الجذب السياحي.

بالإضافة إلى كل هذه تتمتع أمستردام بالشواطئ الحضرية المليئة بأشعة الشمس والأجواء الممتازة والرمال الذهبية والمياه الجميلة في بداياتها كانت قرية صغيرة لصيد الأسماك تقع على ضفاف نهر الأمستل وكان ذلك في أواخر القرن الثاني عشر، لكنها أصبحت فيما بعد واحداً من أهم الموانئ على مستوى العالم خلال عصر هولندا الذهبي (القرن السابع عشر) نتيجة تطور التجارة فيها، وكذلك كانت مركزاً تجاريًاً ومالياً وتحتضن في قلبها أقدم بورصة في العالم، وهي بورصة أمستردام توسعت المدينة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبُنيت العديد من الأحياء والضواحي الجديدة.

أما الساحات والأسواق فهي متناغمة تماما في هندستها المعمارية مع الجو الساحر للمدينة وأشهرها ساحة دام سكوير حيث المعالم السياحية والأسواق التجارية والأنشطة الثقافية المختلفة. ولكن تبقى قنوات أمستردام قصة أخرى،

 لن تمل وأنت تتجول في المدينة وعلى ضفاف قنواتها المائية  والمنتزهات وفي الحدائق والممرات المائية، إذ الأجواء الرومانسية الغامضة، فسكانها الأصليون سكنوا ضفاف نهر أمستل وقاموا ببناء جسر لعبور ضفتي النهر، وكانت الأبواب الخشبية للجسر تمثل حاجزا لخليج آي جي، ومن هنا جاء اسم المدينة “أمستل-دام”، وتدريجيا تطورت، وتعد أمستردام حاليا مكانا مريحا للعيون، إذ إنها تمثل أوروبا بعراقتها وحداثتها، بدءا من قنواتها الملتفة حول أنحاء المدينة

في رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب وصفها الرحالة الموريسكي أحمد بن قاسم الحجري وذكر اسمها بالعربية «مسترضام»

“ولما أن بلغنا إلى مدينة مسترضام، رأيت العجب في حسن بنيانها، ونقائها، وكثرة مخلوقاتها، تكاد أن تكون في العمارة مثل مدينة بريش بفرنجة (باريس) ولم تكن في الدنيا مدينة بكثرة السفن مثلها. قيل أن في جميع سفنها، صغاراً وكباراً، ستة آلاف سفينة. وأما الديار، كل واحدة مرسومة، ومزوقة من أعلاها إلى أسفلها بالألوان العجيبة. ولن تشبه واحدة أخرى في صنع رقمها. والأزقة كلها بالأحجار المنبتة. والتقيت بمن رأى بلاد المشرق، وبلاد الصقالبة، ورومة، وغيرها من بلاد الدنيا. قال لي إنه ما رأى مثلها في الزين والملاحة.”  

العوّامات (وهي غالِباً سفن خارج الخدمة، وهكذا تسمى سفنَ السكن) المنتشرة على جانبي القنوات القصورَ في مدينة أمستردام وثمَّة قانون إداري ينظِّم بناءها والضريبة عليها عالية جداً مقارنة بالبيوت والقصور، وهي مُجهزة بكلّ شيء، ولها رقم سكن وصندوق بريد، ويسكنها الأثرياء تحديداً.

ولكون أمستردام مدينة مائية بامتياز، فثمة آلاف من القوارب الشخصيّة تبحر في تلك القنوات، وهناك قانون ينظّم طريقة إبحارها وركنها إلى الجرف، إضافة إلى السفن والقوارب السياحيّة، من بينها الباص النهري، ما يضفي جمالاً وبهجة.

كما أن الجسور فوق القنوات مرصوفة بطريقة فنية جميلة تكسوها الأزهار الملونة على الجوانب. وعلى ضفاف القنوات تنتشر الأشجار الباسقة والعمارات التقليدية الجميلة، والنصب التذكارية

بحسب بعض الاحصائيات يعيش في مدينة أمستردام ما يزيد على 72 قوميّة، ما يشكّل ظاهرة فريدة في التنوّع العرقي والثقافي، وهناك العديد المطاعم غير الهولندية المنتشرة في المدينة، من بينها وبشكل لافت مقاهى ومطاعم عربيّة ومنها المطاعم الشامية والمطاعم اليمنية التي تتواجد فيها الوجبات الشعبية أصبحت الفلافل والحُمص بطحينة والنعناع وزيت “الأركانة”، منتشرة في جلّ المَتاجِر الهولندية الشهيرة مِثل “البرت هين” و”ليدل” وغيرها .

كان ختام يومنا في مطعم اليمن وسط أمستردام

اخبار ذات صلة