بقلم / محمد الصالحي- وكيل محافظة شبوة
عندما نتحدث عن ثورة الـ 21 من سبتمير فأننا لا نتحدث عن ردة فعل عاديه كانت استجابة لفعل ما كما حدث في عدد من الدول العربيه خلال الربيع العربي كمصر و تونس او تنفيذاً لمخطط خارجي استغل معاناة الشعوب او قلة الوعي لديها كما حدث في سوريا و ليبيا
ولكننا عندما نتحدث عن ثورة الـ 21 من سبتمبر نتحدث عن نموذج ثوري حضاري راقي قل نظيره في هذا الزمن تمتلك مقومات الثورة الحقيقية و الساميه
فهي ظاهرة شعبيه جماهيريه سياسيه لها رؤيتها الواضحه و لديها اهدافها المحددة و تمتلك قرارها الذي تعبر عنه قيادتها المخلصه و الصادقه التي تراعي مصالح شعبها و تسعى لتحقيق اماله و تطلعاته و لا توجد مثل هذه الصفات الا في تلك القيادة التي تولد من رحم المعاناه و تبرز من اوساط الشعب.
فقد امتلكت ثورة الـ 21 من سبتمبر مقومات الثورة الصحيحه و السليمة التي من خلال توفرها او اغلبها نستطيع ان نطلق مصطلح الثورة عليها اما غياب هذه المقومات او غياب اغلبها في اي فعل جماهيري فلا يمكن ان يوصف بالثورة و اهم هذه المقومات هي :
1- القيادة الصادقه : لقد حظيت ثورة الـ 21 من سبتمبر بقيادة ثورية صادقة و مخلصة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي يحفظه الله الذي تولى قيادة المسيرة القرآنية في مرحله مبكرة من العمر مروراً بحروب صعدة الست و ما تلاها من حروب ثانوية و ازمات مفتعلة و ممارسات و مضايقات لكل من ينتمي الي هذه المسيرة و لم يكن توليه لقيادتها وفق معايير بشرية وضعية و لكنها كانت وفق معايير ربانية ثابتة لا تتغير و لا تتبدل
و اختصه الله سبحانه وتعالى دون غيره بصفات و مؤهلات ربانية تؤهله لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة و العظيمة وكما انه عاش في بيئة ريفية بسيطه جعلته اقرب الي الفئات الاكثر فقراً و معاناة من الظلم و الاضطهاد و استشعاراً للمسؤولية لرفع الظلم عن الناس و حياته العلمية التي عاشها في كنف والده العالم الرباني السيد بدرالدين بن امير الحوثي سلام الله عليه الذي غرس فيه المبادئ الايمانية العظيمة و كذالك تتلمذه على يد اخيه الشهيد القائد رضوان الله عليه كل تلك العوامل اسهمت في تكوين شخصية هذا القائد الحكيم و الصادق و المخلص الذي يعيش معاناة شعبه و امته و يعبر عن الامهم و يسعى للتخفيف عنهم و العمل على بنائهم بناءً يجعلهم قادرين على النهوض بامتهم و شعوبهم فلم يعش في بروج عاجيه كبقية النخب السياسية بعيدة عن الشعب لتأتي افكارها و توجهاتها بعيداً عن ما تتطلع اليه الشعوب
و وجود قيادة لثورة الـ 21 من سبتمبر ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي يحفظه الله منحها عامل قوة جعلها تسير بثبات و اتزان لتحرز النصر المؤزر
2- الوعي : ان الوعي هو الاساس المتين و القاعده الصلبه التي من خلالها تتمكن الشعوب من السير بخطى ثابته و راسخه في ثوراتها لتحقيق اهدافها و تطلعاتها و كما ان الوعي يكسب الثورة حصانة من محاولات الاختراق وذالك بمحاولة الاطراف الاخرى ركوب موجة الثورة لحرفها عن مسارها الصحيح.
و الوعي الحقيقي هو الوعي الذي ينبع من حضارة و ثقافة و تاريخ الشعوب و الامم حتى وان شابتة الشوائب و يوجد الوعي لدى عندما تُحيا ثقافاتها و تعود حضاراتها و يجدد تاريخها و كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر هي مرحله من مراحل الثورة الحضاريه و الثقافيه الكبرى التي اشعل شرارتها الاولى الشهيد القائد رضوان الله عليه عندما اطلق شعار الصرخه و قدم الرؤية النظرية و العملية التي من خلالها تستطيع الامة ان تقدم رسالتها السامية ليس لانقاذ نفسها فقط و لكن لانقاذ البشريه من الظلم و الاضطهاد و ذالك بعودتها الصادقه الي القران الكريم و حملها للثقافة القرانيه ولتكون قادرة على حمل المسؤوليه المناطة بها و على مواجهة الصعاب و التحديات و لتكون جديرة بعون الله سبحانه وتعالى و تحظى بنصرة و تأييده لها فانطلقت ثورة الـ 21 من سبتمبر انطلاقه واعيه حقيقة ترجو العون و التأييد الالهي فلم تنتظر اعلانات او بيانات التأييد من الخارج او العون و المساندة من الدول الاجنبية و لم تتوسل حقوقها من اروقة السفارات الاجنبية.
و هذا الوعي جعلها تتقدم بخطى ثابته و مدروسه و قد تميزت بسابقة لما تحدث قط في تاريخ الثورات من قبل بانها ان صحت العبارة او ثورة مزمنه اي ذات جدول زمني تسلسلت فيه الاحداث الثورية و تطور فيه الفعل الثوري من مرحله الي اخرى و هو الامر الذي جعل خصومها في حالة تخبط و تيهان كبير فلم يكونوا يتوقعون النتائج الامر الذي جعلهم يتصرفون تصرفات لا عقلانيه في محاولة منهم لخماد الثورة او لحرفها عن مسارها و لانها كما اسلفنا ثورة واعيه و ذات خطوات مدروسه استطاعت قيادة الثورة من مواجهة مثل هذه التصرفات بما يناسبها من ردود الافعال و كانت من الاسباب الرئيسية في سرعة الحسم الثوري.
3- المشروع : ان امتلاك ثورة الـ 21 من سبتمبر مشروعاً انسانياً عظيماً نابع من روح القرآن الكريم يقوم على اساس العدل و المساواة و مواجهة الظلم و الاضطهاد و ينطلق من مبدأ الحرية والكرامة الإنسانية و يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها و يرفض كل انواع التدخلات في حقوق الشعوب و الامم و تدعوا كل الشعوب المقهورة و المظلومة الي التحرك الجاد للتحرر من كل انواع الاضطهاد و التبعية و الي بناء اوطانها لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تقف في طريقها.
و اممية و عالمية هذا المشروع جعل ثورة الـ 21 من سبتمبر تتجاوز كل الاطر الضيقه سواءً كانت مذهبية او طائفية او حزبية او فئوية او مناطقية و ليس ذالك فحسب بل تجاوزت كافة الحدود السياسية و الجغرافيا لتصبح نموذجاً ناجحاً للثورات الحقيقية يبعث الامل و التفاؤل في نفوس كل الاحرار في العالم في ان بمقدور الشعوب ان تنتزع حقها في تقرير مصيرها و ان تتخلص من الهيمنة الأمريكية و الاسرائيلية و ان ترفض كل اشكال التبعية و الاستعمار.
4- تحقيق الوحدة الوطنية : لقد قدمت ثورة الـ 21 من سبتمبر نموذجاً راقياً في معنى الوحدة الوطنية فقد شاركت فيها كافة اطياف المجتمع و مكوناته السياسية و الاجتماعية سواءً على المستوى التنظيمي او الشخصي و لم تقتصر او تختزل في مكون واحد او طرف سياسي معين بالعكس تماماً فقد شارك كل احرار اليمن باختلاف مذاهبهم و مشاربهم و تحركوا لتحقيق اهداف الثورة التي تمثل اهداف الشعب اليمني اجمع و تحقق طلاعاته و اماله و هو الامر الذي ازعج القوى الخارجيه التي كانت تسعى الي تمزيق اليمن و بث روح التفرقه بين ابناء شعبه.
و لم تسعى ثورة الـ 21 من سبتمبر الي اقصاء الاخرين بالعكس فبعد تحقيق الحسم الثوري عشية يوم الـ 21 من سبتمبر 2014 م اتجهت القوى الثورية و الوطنية الي توقيع اتفاق السلم و الشراكه فلم تأتي للانتقام من احد او تصفية حسابات مع اي طرف بالعكس فتحت المجال للجميع دون استثناء لتحمل المسؤولية الوطنيه في قيادة البلد و سعت الي تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة المكونات السياسيه و التي افشلتها و افشلت حوار موفنبيك هي التدخلات الخارجيه و التي تمخضت في اخر صوره من صورها بشن العدوان و اعلان الحرب على اليمن في 26 من مارس 2015 م لتنتقل الثورة الي مرحله جديدة من مراحلها و هي مرحلة الكفاح المسلح و بمشيئة الله ستنتسصر فيها كما انتصر في المراحل السابقه.
#الثورة_مستمرة