سلطان اليمن

سلطان اليمن

بقلم / رفيق الحمودي .

ليس من المبالغة القول أن الحديث عن إنسان بحجم الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى في سلطة صنعاء هو حديث عن تاريخ مناضل جسور ومجد عظيم لرجل وطني قلما نجد مثله بين قيادات اليمن .

وغير خاف على أحد أن شخص بعظمة الفريق السامعي لا يأبه بمن يكتب سواء معه أو ضده ولا ينقصه مديح ولا ينتقصه هجوم أو انتقاد ، غير أني أرى _ ومعي الكثير من اليمنيين _ أنه ومن منطلق الإنصاف وأمانة الكلمة ينبغي الإشادة بأدوار المناضل السامعي سلطان عصره والإشارة إلى مقتطفات بسيطة جدا جدا في مسيرة الحياة الحافلة بالعطاء لهذا الإنسان .

فإذا ما جئنا للجانب السياسي فالمناضل سلطان السامعي من أوائل الساسة الذين خاضوا معتركات سياسية هامة في مراحل حساسة وعارض نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لأجل مصالح الشعب وليس لأجل حصوله على غنائم أو ماشابه ذلك و يدرك الجميع أن معارضته في وقت كانت فيه بعض القيادات الحالية لا تستطيع أن تتفوه بكلمة ضد صالح وفساده .

وبرصيد حب الناس ونضاله لأجل قضايا المستضعفين استطاع السياسي المخضرم سلطان السامعي أن يترجم تلك المحبة الشعبية بأن يكن عضوا في مجلس النواب بفوز ساحق أهله لأن يكن برلمانيا وظف بقائه في المجلس النيابي لخدمة قضايا الناس سواء في مديريته سامع الإباء أو أبناء تعز أو أي مظلوم يلجأ إليه .

وفي الإتجاه العسكري نعي أن الفريق السامعي هو بالأصل أحد خريجي الكلية الحربية حيث كان من الضباط الملتزمين الذين تخرجوا من مدرسة الكلية الحربية بصنعاء وتدرج في رتبه العسكرية عن استحقاقات عسكرية قبل كل شيئ .

أما في المنحى القبلي فيتمتع القيل اليماني الشيخ سلطان السامعي بحب رعيته واستماتتهم بالذود عنه ومبادلته الوفاء بالوفاء لأنه شيخ قبلي كان ولا يزال قريبا من أبناء الشعب بعكس أولئك الذين شوهو صورة المشيخ وأساؤوا لأنفسهم وللناس . فهو من أسرة عريقة غنية عن التعريف ولم تمنعه مشيخته من التعالي بل زادته قربا من الناس وهذا سر الحب الذي يحظى به هذا القيل الأصيل .

ولو خضنا في الإطار الثقافي فإن الأستاذ سلطان مثقف حصيف لا يشق له غبار وشيخ الكتاب ومنار الأدباء ، فهو فارس اقتحم بجدارة مجال فنون الأدب والكتابة وأصدر كتابا بالفترة الأخيرة مزج بين الأدب والتاريخ والفلسلفة وله مؤلف تحت الطبع وكتابات مشرفة على طريق النهج الوطني والحرية والاستقلال ورفض الوصاية الخارجية وكل أشكال الظلم ومع كل صاحب قضية .

وعن المسار الوطني إختار السامعي بأن يكن إلى جانب شعبه ومع وطنه وتحت لواء قائد الثورة السيد العلم / عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – ورغم أنه كان في لبنان إلى جانب محور المقاومة وفي بيئة توفر له العيش الرغيد وفي غنى عن المخاطر إلا أنه أبى كل ذلك ليعود إلى وطنه ويجدد إعلانه من العاصمة اليمنية صنعاء بأنه وبصريح العبارة ضد العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي والدول المتحالفة معه وضد كل مرتزق معهم واختاره الأنصار ضمن فريقهم في المجلس السياسي الأعلى ليستمر صوته صادحا باستمرار بتجديد رفضه للعدوان السعو إماراتي على اليمن وشعبه والفاضح لجرائم هذا العدوان الغاشم وأدواته من المرتزقة والمنتفعين .

عموما : لا يكفي المجال لتعديد مناقب الفريق سلطان ومواقفه الوطنية المشرفة وسيرته النضالية وإمكانياته المتعددة وسجاياه النبيلة ، لكن يكفي الإشارة إلى أنه ورغم كل ذلك تجده قريبا من الناس باستمرار ومدافعا لقضاياهم ومنتصرا لمظلومياتهم وواقفا إلى جانب الضعيف وصاحب الحق منهم .

ومن المنطقي أن يكن الإنسان بطبيعته الفطرية لا يخلو من الأخطاء ، ذلك أن الله تعالى خص الكمال محصور ومحدود به جل شأنه وبالتالي فالفريق السامعي بشر بالأول والأخير قد يخطئ وقد يصيب في بعض مواقفه ، لكن إجمالا يبقى القيادي المحنك والسياسي المخضرم والمثقف الحصيف والقيل اليماني الأصيل وقبل هذا وذاك الإنسان القريب من الناس الذي قلما نجد مسؤولا بمثل تواضعه وقربه من قضايا العامة ومعاناتهم واحتياجاتهم ولست هنا بمعرض المديح ولكن كلماتي البسيطة هذه ارتأيتها من باب الإنصاف وأمانة الكلمة التي تحتم الإشادة بسلطان السياسة والثقافة والأدب ، ومن منطلق أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله .. إنه سلطان اليمن ياسادة الذي مهما بلغت به حدة الإختلافات مع بعض المسؤولين إلا أنه دوما ينبههم إلى الإلتزام بتوجيهات قائد اليمن وسلطاننا الأكبر السيد القائد العلم / عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – .

وهنا أجدها دعوة لؤلئك المعارضين أو أتباعهم المختلفين مع الفريق لمجرد موقف أو تصريح أن يجلسوا معه ويتناقشون للخروج برؤية تنهي تلك الإختلافات ، وصدقوني أن بعض تصريحات الفريق السامعي لا تروق للبعض وعلى سبيل المثال لكم أن تتخيلوا ماذا لو كان الفريق السامعي صرح كما صرح أحدهم بأنه نزل عدن وعاد في حينه من هناك ، كما قال أحد قيادات الأنصار بذلك ولو ممازحا !؟
ماذا لو كان فعلها الفريق وصرح بذلك !؟
أستحلفكم بالله هل كان سيصمت البعض كما صمت حيال تصريح ذلك القيادي المحنك ؟ بالطبع لا ..
وكانت ستنهال عليه الإتهامات وربما تفاقم الأمر لاتخاذ موقف !؟

لا أريد الخوض في متاهة السياسة ولكن ماقصدته أن ثمة من يتابع كل صغيرة وكبيرة للفريق لسبب أو بدون سبب ومع ذلك نرى صمود الرجل وعنفوانه وتواضعه في زيادة ومواكب لحب البسطاء الذين يحبون السلطان لقربهم منه .

أخيرا : هي رسالة لقائد الثورة بأن يوجه لمزيد من وحدة الصف ونبذ الإختلافات البينية .

كما أنها رسالة للقائد العلم بأن يمنح الفريق سلطان السامعي مزيدا من الصلاحيات والإمكانيات وأن يعطه حقه المناسب ليستمر في مسيرة العطاء على سفر النضال الوطني في مجابهة صلف العدوان وأدواته .

كما أني أجدها فرصة سانحة لدعوة أحبتي زملاء المهنة وكل صاحب قلم شريف من المنتقدين بأن يلتقوا الفريق سلطان ويطرحوا رؤاهم وأوجه الإنتقاد وكل مايعتبرونه خطأ من وجهة نظرهم والحق يقال أن الرجل ذو صدر رحب ويستوعب كل الآراء وبالمقابل ينبغي التماس الأعذار لبعض المنتقدين لأن وطنيتهم وحماسهم ووصول المعلومة أحيانا مغلوطة اليهم يجعلهم يقفون موقف المنتقد بعض النظر عن أساليب الإنتقاد وأدعو إلى الجلوس معهم بدلا من مهاجمتهم من قبل بعض محبي الفريق ، وعلى أية حال فإن سلطاننا له إيجابيات مثلما لديه سلبيات وكما أسلفت بأن هذه هي طبيعة البشر لكن إجمالا يحضرني هنا قول الشاعر :

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ..
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه .

الرحمة والخلود للشهداء .. الشفاء للجرحى .. الحرية للأسرى .. النصر والعزة والكرامة لوطننا اليمني الحبيب ولكل اليمنيين الأحرار الشرفاء .

وسلام على الفريق سلطان حيا وميتا ويوم يبعث حيا .

اخبار ذات صلة