رغم الهجرة الجماعية للأموال، وتبخر أكثر من 11 تريليون دولار، وسط أسوأ سلسلة خسائر للأسهم العالمية منذ الأزمة المالية للعام 2008، إلا أن القاع لم يتم تحسسه بعد.
أدت عمليات البيع في مؤشر MSCI ACWI إلى خفض تقييمات الشركات بشكل كبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الاستراتيجيين في مورغان ستانلي، وسيتي غروب، يتوقعون أن تنخفض الأسهم أكثر وسط مخاوف من ارتفاع التضخم وتشديد البنوك المركزية لسياساتها النقدية، وتباطؤ النمو الاقتصادي خاصة في الولايات المتحدة.
ولا يظهر في الأفق ناجون من موجة البيع الحالية، حيث ترحل الأموال من كل فئات الأصول ويسارع المستثمرون للتخارج من الشركات الكبرى بما فيها أبل، وبنك أوف أميركا، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.
وتُظهر المستويات الفنية المهمة تاريخياً لمؤشر S&P 500، أن المؤشر لديه مجال للانخفاض بنسبة 14% تقريباً قبل أن يصل إلى مستويات الدعم الرئيسية، في حين أن حصة الشركات التي سجلت حتى الآن أدنى مستوى لها في عام واحد لا تزال بعيدة كل البعد عن الرقم المسجل إبان مخاوف النمو الاقتصادي التي ضربت الأسهم في العام 2018.
قال المحلل الاستراتيجي في بنك Comdirect Bank، أندرياس ليبكو: “يواصل المستثمرون تقليص مراكزهم، لا سيما في أسهم التكنولوجيا والنمو، لكن البيع يجب أن يزداد سخونة بشكل ملحوظ للوصول إلى قاع السوق المحتمل”.
على الجانب الآخر، يقول البعض إن التراجعات قد أوجدت بالفعل فرصا ذات قيمة عبر القطاعات بما في ذلك السلع وحتى التكنولوجيا، والتي يتم تقييمها على أساس الأرباح المستقبلية، وبالتالي، يتم تجنبها بشكل عام خلال فترات ارتفاع أسعار الفائدة.
من جانبه، يرى المحلل الاستراتيجي في غولدمان ساكس، بيتر أوبنهايمر، أن الوقت قد حان لـ”شراء القاع”.
وحتى مع تصاعد مخاوف النمو، فإن التركيز على التضخم في الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى يعني أن المستثمرين لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الإكسير النقدي الذي ساعد في الحفاظ على استمرار السوق الصاعدة طويلة الأمد.
وانخفض مؤشر MSCI ACWI لستة أسابيع متتالية، فيما تراجع Stoxx Europe 600 بنسبة 6% منذ أواخر مارس، بينما انخفض S&P 500 بأكثر من الضعف.
وفيما يلي بعض المقاييس الرئيسية التي توضح الجانب السلبي المحتمل لأسواق الأسهم.
سقوط سريع
لا يزال مؤشر S&P 500 أعلى بنحو 14% من المتوسط المتحرك لمدة 200 أسبوع، وهو المستوى الذي كان سابقاً هو الحد الأدنى خلال جميع الأسواق الهابطة الرئيسية، باستثناء فقاعة التكنولوجيا والأزمة المالية العالمية.
يقول المحللون الاستراتيجيون في Canaccord Genuity إنه قد يكون هناك المزيد من الانخفاضات يوم الاثنين على البيع بالهامش الإجباري بعد أسبوع أحمر آخر للمؤشر الأميركي.
وعلى الرغم من جميع الانخفاضات الأخيرة – انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 13% من أعلى مستوى له في 29 مارس – لم تكن مؤشرات الإجهاد أيضاً عند المستويات التي شوهدت خلال فترات الركود المماثلة. وسجل أقل من 30% من الشركات المكونة للمؤشر أدنى مستوى في عام واحد، مقارنة بنحو 50% خلال مخاوف النمو في 2018 و 82% خلال الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
بالإضافة إلى ذلك، يشير مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً إلى أن مؤشر S&P 500 لم يصل إلى القاع بعد. بينما دخل مؤشر Stoxx Europe 600 في منطقة ذروة البيع الأسبوع الماضي.