مع اقراب عيد الحب تنتشر الورود الحمراء في كل مكان بالتوازي مع ظهور النكات التي تسخر من كل أعزب وعزباء..
وفي قرارة نفسي تساءلت دائما لماذا ارتباط مفهوم الحب بالعلاقة بين الرجل والمرأة..مع أن الحب له أشكال لا نهاية لها فالأولى أن يأتي حب الله في المقام الأول ومن يحتل حب الله قلبه يكون ضميره حيا فلا يسرق ولا يغش ولا يخدع ويعمل كل شيء بإتقان مهما كلفه من وقت وجهد.
ومن حب الله ينمو حب الوطن والتضحية في سبيله والكفاح للحفاظ على أمنه وممتلكاته والدفاع ضد كل من يحاول المساس به ـو بشعبه.
أما حب العائلة فهو أمر يولد به الإنسان؛ فكلنا نرغب في أن يكون لدينا عائلة نعيش معها ونهديها جل اهتمامنا وحناننا ووقتنا، ويترسخ حب العائلة في ذهن البشر في كائن واحد هو الأم ثم الأب، ولا ينكر فضل أمه وأبوه إلا جاحد وناكر للجميل فمنهما انبثقت الحياة ولهما كل التقدير والحب والاجلال…
ثم يأتي حب العمل وفيه تقدير الذات وبناء المجتمع، ثم حب الأصدقاء والأقارب.
وهناك حب الطبيعة بكل أشكالها فالإنسان خلقه الله ليتأمل في إبداع الخالق من سماء وبحار وأشجار وكائنات حية.
ختاما إن الحب هو أحد أرقى وأسمى المشاعر التي يهبها الله للبشر ومنه تنبثق التضحية والرغبة في العطاء والمنح.
ونجد أن أكثر الناس إبداعا هم اكثرهم حبا لعملهم ولوطنهم ولأسرهم وكل من يحيط بهم.
فكيف للكراهية أن تولد الحياة، وكيف للغاضب أو الحاقد أن يساعد نفسه أو غيره على النمو والتطور، بل هو أداة للهدم ونشر الدمار.
لهذا من الجيد أن يكون هناك عيد للحب وأتمنى أن تكون كل أيامنا حبا ولكن علينا أن نفكر في المعنى الحقيقي للورود والهدايا التي تقدم في عيد الحب ألا وهي التعبير عن امتناننا لوجود من نحب في حياتنا، فلماذا لا نفكر في إهدائهم هدايا حقيقة كالاهتمام والرعاية وتقديم المزيد من الوقت بل أحيانا دعوة صادقة في ظهر الغيب قد تكون أكثر روعة من باقة كاملة من الأزهار.