كتبه / وافي الجرادي
بلا شك أن اليمن وما تزخر به من ثروات وموقع استراتيجي هام كانت ولا زالت محل أطماع قوى النفوذ والاستعمار شرقاً وغرباً، ولولا ما تتمتع به وتملكه بلادنا من موارد وإمكانيات لما عانى ولا زال يعاني بلدنا من تدخلات خارجية متواصلة حتى اللحظة، وللأسف ومنذ عقود لم تتوفر لليمن ولأهله دولة حقيقية تستغل وتشغل الموارد والامكانات الواعدة وتحّول هذا البلد العريق الى واحداً من اقوى اقتصادات العالم.
في فترة حكم الرئيس ابراهيم الحمدي بزغت ثمار انتعاش وازدهار البلد وسرعان ما تم وأد النمو والتنمية حينها بقتله والقضاء على مشروع الدولة اليمنية الحديثة والتي كانت في فترة حكمه واحدةً ضمن عشر دول الأسرع نمواً في العالم، الى جانب تحسن مستويات المعيشة والدخل وتحققت الكثير من المشاريع والانجازات الوطنية إلا ان قوى إقليمية وبتعاون مشايخ وقادة في الداخل نجحوا في القضاء على ملهم وباني اليمن بل وقضوا على خططه الرامية لاستغلال الموارد الاستغلال الأمثل.
المتابع لتاريخ وواقع البلاد يدرك جيداً حقيقة التلاعب والفساد والجهل بما تتضمنه وتملكه هذه البلاد بطولها وعرضها ونشعر بالحسرةً والندم على اهدار وفقدان اي عملية تنموية من شأنها تمكنا من العيش الكريم وتؤمن مستقبلنا ومستقبل أولادنا جيلاً بعد جيل.
أقول على قادة اليمن وحملةً المشروع التحرري مهام جسام ،هذه المهام يجب أن تعيد الاعتبار للإنسان والجغرافيا اليمنية، مهام استغلال وتشغيل كافة الموارد والامكانيات المهدرة والمعطلة، فبلد كاليمن يجب أن نحوّله من أفقر بلد في العالم الى لؤلؤة جذّابة لكل أهل الأرض ومهوى للسائحين من كل انحاء المعمورة..
أثق كثيراً في ان الوصول الى تحرير شامل كامل للأراضي اليمنية وهزيمة العدو ولجمه عن اي تدخلات بشأننا هي من ضمن الاولويات الرئيسية والهامة لبناء وتطوير اليمن لكون العدو له بصماته السوداء والقاتمة في إبقاء اليمن ضعيفاً وهشاً ومنذ عقود طويله… وبفضل الله وعونه سيتم هزيمته وطرده ولجمه عن القيام بأي وصاية او تدخل بشأننا وبارضنا وما حربنا ومقاومتنا له إلا لأجل نيل الحرية والاستقلال التام.
فكيف لبلدٍ يتمتع بموقع استراتيجي مهم يشرف على أهم الممرات المائية الدولية ( مضيق باب المندب) ، ويمتلك شواطئ وسواحل تصل مساحتها لقرابة 2200 كم2 ؟؟؟؟
الى جانب امتلاكه لأهم وأبرز الموانئ في العالم ( مينائي الحديدة وعدن) ،وبحيرة نفطية ضخمة تضاهي انتاجية المملكة والكويت والامارات من النفط ومع هذا لازلنا فقراء والأفقر عالمياً؟؟؟
علينا اليوم وفي ظل الحرب الظالمة والعدوانية أن نضع النقاط على الحروف عن أهمية أن توضع الاصلاحات السياسية والاقتصادية بالتوازي مع دحر العدو واستكمال تحرير كافة اراضي البلاد كأولويات بناء اليمن الحر والمستقل لا يمناً تابعاً جائعاً ضائعاً مقسماً كما تريده بعض من الأنظمة العربية العميلة والتي لطالما جعلت منا مجرد أدوات ضعيفة على حساب تعطيل الموارد والامكانيات الاقتصادية الواعدة.
من الواجب تأكيده هو أننا ونتيجة للهجمة والحرب العدوانية علينا نؤكد جلياً عن أهمية ترجمة ما يتحدث به الباحثون والاكاديميون الى واقع ملموس ومنشود وأن نعيد لليمن مجدها وتاريخها انطلاقاً من العمل على استغلال الموارد وتشغيلها صوب تحقيق تنمية شاملة تلبي طموحات وآمال شعب تعرض ومنذ عقود لتدخلات استعمارية بغيضة نالت من الأرض والإنسان اليمني كما ونالت من اللحمة الاجتماعية لليمنيين وزرعت الاحقاد والبغضاء والكراهية خدمةً لطموحاتها ورغباتها الدنيئة.
لكم أن تتخيّلوا ماذا لو استغل اليمنيون موقعهم الجغرافي الهام وأوجدوا محطات ترانزيت للشحن؟؟؟… ماذا لو أعاد اليمنيون أمجاد ميناء عدن والذي كان واحدا من أبرز وأهم الموانئ العالمية ؟؟؟؟…لتحققت عائدات ضخمة لا تقل عن 50 مليار دولار سنوياً.
ماذا لو استغل اليمنيون السواحل والشواطئ والجزر وثروتهم السمكية الهائلة ؟؟؟… حقاً لأصبحت اليمن منتجعاً سياحياً عالمياً وواحدة من اكثر البلدان تصديراً للأسماك ولتحققت ايرادات لا تقل عن 6 مليار دولار سنوياً.
ماذا لو استغل اليمنيون بحيرتهم النفطية المردومة في الجوف والتي مع الأسف أصر النظام السعودي والأمريكي على محاربة أي توجهات رامية للتنقيب والاستكشاف في الجوف بل وعملوا على ردم المنطقة الغنية وبتواطؤ حكومي فاسد وجبان…؟؟..حتماً ستتحقق عائدات لا تقل عن 5 مليار دولار سنوياً.