رسمياً ..طارق صالح يعلن تحالفه مع “الانتقالي” ضد الشرعية والحوثيين (فيديو)

خاص |
أعلن طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي فعليا، رسميا بدء شراكة حقيقية وفاعلة مع ما يسمى “الانتقالي الجنوبي” في المعركة ضد الحوثيين والشرعية، ضمن تدشينه خطة اسقاط الشرعية وإعادة النظام السابق للرئيس علي صالح عفاش، إلى واجهة المشهد سياسيا وعسكريا، بدعم اقليمي من التحالف وتأييد دولي، وتنسيق مع المؤتمر الشعبي في الداخل وابوظبي والرياض ومصر، تحت شعار “توحيد الصف الجمهوري”.
جاء هذا خلال اجتماع لما يسمى “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” عقده طارق عفاش الخميس في مدينة المخا، التي يتخذها مقرا لقيادة قواته الممولة من الامارات، ودعا فيه إلى ما سماه “”رسم شيء جديد للمستقبل يخدم كل يمني سواءً في الجنوب أو في الشمال”. في اشارة إلى حملة تسويق “المؤتمرمستقبلوطن”.
مضيفا: إن “المقاومة الوطنية هي امتداد لكل جمهوري وكل وطني وكل سبتمبري حر وتتويج لنضال الشهيدين، الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا وليست محصورة في 2 ديسمبر” انتفاضة عفاش الفاشلة على الحوثيين شركائه في الانقلاب التي انتهت خلال يومين بمصرعه.
ونقلت وسائل إعلامه، حديثه عما سماه “الحاجة لتوجيه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية تستطيع أن تواجه المشروع الإيراني في اليمن”. مضيفا: “نسعى إلى أن نكون جزءا فاعلا ورئيسيا في الشرعية الممثلة للجمهورية”. وأردف: “مددنا أيدينا لكل المقاومات الموجودة في الساحة سواء في الساحل الغربي أو غيرها”.
قدم طارق عفاش، نفسه في خطابه بالاجتماع، ممثلا لجناح عفاش في المؤتمر الشعبي داخل اليمن واجنحته في الخارج، بكل من ابوظبي والرياض ومصر. وقائدا لتوحيد المعركة سياسيا وعسكريا، بدعوته القوى السياسية الفاعلة في الساحة اليمنية من احزاب ومقاومات شعبية، إلى الانخراط في مكتبه السياسي وتحت قيادته.
وقال: “نتحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية سواء كانت في مارب في شبوة في الضالع في الساحل في تعز في كل مكان”. حسب تعبيره. في اشارة إلى مهامه في المرحلة المقبلة الساعية لبسط نفوذه في المناطق المحررة خارج الساحل الغربي.
مضيفا: “نريد أن نوجه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية وشيء يستطيع أن يواجه المشروع الإيراني والمشروع الكهنوتي”، مضيفا: “لدينا شركاء ومؤمنين بقضية الحرية وقتال الحوثي”. وأبرز بين هؤلاء الشركاء، توأمه في الولاء للامارات واجندة اطماعها في اليمن، ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” ومليشياته المسلحة.
في هذا السياق، أكد طارق المخطط المرسوم لإعادة نظام عفاش إلى حكم شمال البلاد، مقابل تمكين هذا النظام “المجلس الانتقالي الجنوبي” من حكم جنوب البلاد تحت ما يسمى “الادارة الذاتية” على طريق فرض انفصال الجنوب، عبر دعوته إلى شراكة فاعلة مع المجلس الانتقالي ومليشياته في المعركة ضد الشرعية والحوثيين.
وقال طارق عفاش في خطابه باجتماع مكتبه السياسي الخميس: “لا ننكر تضحيات اخوتنا المقاومة الجنوبية أو حاليا المجلس الانتقالي في قتال الحوثي، ونمد أيدينا لتطوير هذا العمل في تكوين شيء صلب يستطيع مواجهة هذا المشروع من أجل استعادة عاصمتنا”. في اشارة ضمنية إلى استعادة اسرة عفاش، حكم شمال البلاد.
مضيفا: إن “الجنوب كان عبر التاريخ عمقا للشمال وأن حركات التحرر فيه انطلقت من الجنوب، وكان الأخير هو الرافد وهو القوة التي تدعم كل حركات التحرر سواءً في الشمال مع الجنوب أو في الجنوب مع الشمال”. حسب تعبيره، المتوافق مع خطاب احمد علي عفاش، بمناسبة ذكرى ثورة 14 اكتوبر، ودعوته للثورة ضد الشرعية.
يتزامن هذا مع بدء الاعلام السعودي حملة تسويق طارق عفاش قائدا بديلا للجيش الوطني، والحديث عن “انجازاته ونجاحاته” في مقابل انتقادات واتهامات لقيادة الشرعية والحكومة والجيش، بـ “الفشل والعجز عن حسم المعركة مع الحوثيين والفساد والتآمر ايضا”. حد زعم طارق في حوار مع صحيفة “عكاظ” السعودية، الاسبوع الفائت.
ويترافق تسويق الإعلام السعودي لطارق عفاش بوصفه “قائد أنجح الجبهات في مواجهة الحوثيين” كما جاء في صحيفة “عكاظ”، مع تحركات عسكرية لطارق وتمدد لانتشار قواته في كل من شبوة محور عتق، ومديريات موزع والوازعية والبرح في تعز، تحت شعار “توحيد المعركة والصف الجمهوري” رغم تمرده على السلطة الشرعية للجمهورية.
كما تتزامن التحركات السياسية والعسكرية لطارق عفاش، مع حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تسوق للمؤتمر الشعبي بوصفه “حزبا مدنيا سياسيا وسطيا معتدلا ورائدا مجربا في ادارة الدولة، ولا يرتهن لايديولوجيا اصولية، أو تتبعه مليشيات مسلحة”، وتقدمه منقذا ومخلصا لليمن تحت هشتاق #المؤتمرمستقبلوطن.

ويرى مراقبون أن خطاب طارق في اجتماع مكتبه السياسي الخميس، بمثابة تدشين رسمي لخطة اعادة نظام عفاش إلى واجهة المشهد، بمصاحبة تحركات دولية وحملة واسعة تروج لنظام عفاش في المجتمع المحلي ولدى المجتمع الدولي بوصفه الخيار الامثل، تحت عنوان عريض لخصه هاشتاق رئيسي #المؤتمرمستقبلوطن.
بالتوازي، تشهد العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين تحركات لافتة لقيادات في اللجنتين العامة والدائمة للمؤتمر الشعبي بصنعاء ومحافظات سيطرة الحوثيين، حسب مصادر محلية افادت بأنها بدأت ترتيبات ساعة الصفر للانقضاض على الحوثيين على مستوى التشكيلات التنظيمية للمؤتمر في المديريات والمحافظات.
المصادر المحلية أوضحت أنه “لوحظت تحركات لافتة، لقيادات المؤتمر الشعبي، تمثلت في نشوط الاجتماعات واللقاءات البينية على مستوى الاحياء والحارات لقطاعي الشباب والنساء، تحت واجهة تعزيز الصمود ضد العدوان (التحالف العربي والشرعية) والدعوة للحوار واستئناف المفاوضات السياسية للإحلال السلام في اليمن”.
وذكرت المصادر أن “المؤتمر الشعبي في صنعاء لا يساهم فعليا في ارسال المقاتلين لجبهات المعارك ضد الشرعية والتحالف، رغم تسليح مئات الالاف من قياداته ومنتسبيه، قبل مصرع رئيسه علي صالح عفاش وبعد ذلك، وحتى اليوم، هناك تسليح مستمر من قيادات مؤتمرية سياسية ومجتمعية ومشيخية في الداخل”. حسب تأكيدها.
منوهة بأن “التحركات المؤتمرية في الداخل، تسير باتجاه تفعيل النقاط العشر لما سمي “اتفاق المرحلة”، بين اجنحة المؤتمر الشعبي في صنعاء وابوظبي والرياض ومصر، الذي رعاه احمد علي عفاش، والمتضمن محددات رئيسة لخطة اسقاط الشرعية والحوثيين وعودة نظام عفاش للسلطة والسيطرة على الزمام سياسيا وعسكريا”.
وتستند هذه التحركات المؤتمرية والسياسية والعسكرية لطارق، إلى إعلان السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر في وقت سابق، رسميا لدى ترأسه اجتماعا مغلقا مع قيادات جناح عفاش في المؤتمر الشعبي، تبني المملكة اعادة نظام عفاش، سياسيا وعسكريا، وحل الجيش الوطني وتنصيب طارق عفاش قائدا للجيش المدعوم من التحالف.
جاء هذا في تسجيل مرئي (مقطع فيديو) مسرب من الاجتماع المغلق للسفير السعودي مع قيادات جناح عفاش، تضمن أخطر تصريح يدلي به بشأن اليمن، معلنا دعم المملكة اعادة جناح عفاش في المؤتمر الشعبي إلى واجهة المشهد اليمني وتسليمه الزمام سياسيا وعسكريا، في المرحلة المقبلة، باعتباره “القوة الفاعلة التي يعول عليها”، حسب وصفه.
ويعزز مقطع الفيديو، ما كانت كشفته مصادر في المؤتمر الشعبي العام في الداخل، وكذلك اجنحته المنخرط بصفوف الشرعية، في وقت سابق، عن ما سمته “عودة قوية للمؤتمر الشعبي إلى واجهة المشهد” المحلي وتسليمه الزمام على المستويين السياسي والعسكري، بدعم سعودي مباشر، صرح به سفير المملكة العربية السعودية.
يظهر السفير السعودي محمد آل جابر في مقطع الفيديو، وهو يتحدث عن سبعة مرتكزات رئيسة لتمكين المؤتمر الشعبي العام سياسيا وعسكريا ذكر بينها “حل الجيش الوطني بتوصية من وزير الدفاع محمد المقدشي باعتبار أن 70% من منتسبيه في منازلهم ويعملون لصالح المليشيات الحوثية بتأكيد وزير الدفاع المقدشي”.
مضيفا: “يجب الحد من نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح في الجيش الوطني والحكومة بكل وضوح، واحتواء حزب المؤتمر الشعبي العام باعتباره العنصر الفعال في اليمن سابقا”. وأشار إلى تبني السعودية خلال المرحلة القادمة دعم واسناد المؤتمر وتقريبه لتصدر المشهد المدني والعسكري”. حسب تعبيره المثير للجدل.
وتابع السفير السعودي حديثه عن مرتكزات تنشيط وتمكين المؤتمر الشعبي العام سياسيا وعسكريا قائلا: “تطمين الشارع اليمني بأن لديه قوات قادرة على استعادة صنعاء خلال اسبوع واحد، مشيرا إلى قوات الساحل الغربي (يقصد ما يسمى المقاومة الوطنية حراس الجمهورية التي يقودها طارق عفاش) المعول عليها”.يعزز هذا التوجه، اعلان بريطانيا رسميا ولأول مرة، مطلع الاسبوع الفائت تبنيها خطة جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعبي العام، داخل اليمن وخارجه، بقيادة احمد علي عفاش، لاسقاط الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة، والغاء المرجعيات الثلاث للازمة اليمنية، وعودة نظام عفاش للسلطة.
وأكدت المملكة المتحدة البريطانية، حاملة القلم في الملف اليمني بمجلس الأمن الدولي، الحاجة إلى إصدار قرار جديد من مجلس الأمن لدعم التسوية السياسية الشاملة في اليمن. ما يتطابق مع الدعوات والتصريحات المتكررة لوزير خارجية علي صالح عفاش طوال 12 عاما وناطق جناحه بالمؤتمر، الدكتور ابو بكر القربي.

جاء ذلك في حوار صحفي اجرته صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية الصادرة من لندن، مع سفير المملكة المتحدة الجديد لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، ونشرته الجمعة الماضية، قال فيه: إن فجوة حدثت بين مضمون القرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن في العام 2015، والوضع على الأرض الذي يتغير يومياً”.مضيفا: إن “ذلك سينعكس على أي تسوية سياسية مقبلة”. وأردف: “أعتقد عند أي تسوية سياسية بين الأطراف نحتاج لقرار جديد”. على نحو اعتبره مراقبون أنه “يمهد لمفاجأة الانقلاب على الشرعية”.. مشيرين إلى ترجيح السفير البريطاني أن “يقدم المبعوث الأممي الجديد لليمن هانس غروندبرغ خطة سلام شاملة بكل سرعة وجدية”.وطالب السفير البريطاني لدى اليمن اوبنهايم، ضمن الحوار مع الصحيفة السعودية الدولية، “أطراف اتفاق الرياض بسرعة تنفيذ بنود الاتفاق وتشكيل فريق تفاوضي موحد للمشاورات المقبلة”. وعبر عن “نصحه ‘المجلس الانتقالي‘ بالتعاون مع الحكومة، في حال رغب بتحقيق أهدافه السياسية مستقبلاً”. حسب تعبيره.

يتطابق طرح السفير البريطاني مع مساعي جناح عفاش في المؤتمر الشعبي داخل اليمن وأبوظبي والرياض ومصر إلى إسقاط الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة، عبر السعي لإصدار مجلس الامن قرارا جديدا يتضمن تشكيل مجلس رئاسي يستوعب جماعة الحوثي والانتقالي الجنوبي، برئاسة احمد علي عفاش.

يشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي صالح عفاش اشترك مع الحوثيين في الانقلاب على الشرعية ثم اشهرا تحالفهما في سلطة وحكومة الانقلاب، قبل ان يختلفا على تقاسم السلطة والثروة، وتندلع مواجهات مسلحة بينهما في صنعاء، انتهت بمصرع عفاش، مطلع ديسمبر 2017م وفرار طارق عفاش من صنعاء.

اخبار ذات صلة