نسمع كثيراً عن الأزمات سواء اقتصادية أو مالية، والتي تتعرض لها الدول الكبرى والمتقدمة وأيضًا الدول النامية كلًا على حد سواء، ولكن هل هناك فرق بين الازمة الاقتصادية التي تتعرض لها الدول وبين الأزمة المالية ؟، بالطبع يوجد فروق بينهم من حيث المفهوم و الأسباب ونتائج كل أزمة على حالة الشعوب سواء المتقدمة أو الدول النامية وهو ما نوضحه من خلال السطور القادمة التي تحويها هذه المقالة .
مفهوم الأزمة الاقتصادية :
تُعرف الازمة الاقتصادية بأنها : ” حالة من الخلل والاضطراب المفاجئ في الدولة وخاصةً نظامها الاقتصادي، مما ينتج عنه عدم توازن على كافة المجالات الاقتصادية من إستيراد، وتصدير، وبيع وشراء، وإنتاج واستهلاك، بالإضافة لخلل في الأسعار وخاصةً أسعار العملات “.
ويرى البعض أن مفهوم الازمة الاقتصادية هو : ” الانخفاض الغير مسبوق في أسعار الأصول والتي تُعرف برأس المال، والأسهم والحسابات الخاصة بالادخار وحقوق الملكية “.
كما يرى البعض الآخر أن الازمة الاقتصادية هي ” حالة من عدم الاستقرار في الاقتصاد الخاص بالدولة، وتتمثل في فائض الإنتاج، والتداول، والتراكم، وما يترتب على ذلك من أزمات دورية، بالإضافة للأزمات الهيكلية والتي تحدث نتيجة الأزمات العالمية مثل مشاكل نقص الماء، والغذاء، والطاقة ” .
كيف تحدث الأزمة الاقتصاديّة : عند حدوث الاضطرابات أو المشاكل في الأنظمة المختلفة سواء عسكرية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية، أو مالية، لدولة سواء نامية أو متقدمة أو منظمة ما، هناك من هذه الدول التي تتعرض للاضطرابات من يستطيع رصدها ومن ثم وضع كافة السبل في التعامل مع هذه المشكلات وحلها .
بينما هناك وعلى النقيض دول تقف عاجزة وتقتصر على وضع الفرجة فقط دون القدرة على حل أي من هذه المشاكل أو الأزمات، مما يساعد على تفاقم هذه المشاكل وتصل هنا ما يُسمى ” الأزمة الاقتصادية “.
كما تأتي الأزمة الأقتصادية عن طريق خلل كلي أو جزئي في القطاع الاقتصادي وهذا بسبب مجموعة من الأسباب منها الانخفاض الواضح في سعر العملة المحلية للدولة مقابل العملات العالمية والاجنبية الأخرى، أو الأزمات السياسية والحروب وأنظمة الحكم الفاسدة الدكتاتورية، وهي من أهم أسباب حدوث الأزمات الاقتصادية في الدول .
مفهوم الأزمة المالية : هي اختلال في التوازن بين عناصر الإنتاج والاستهلاك، مما يعمل على حدوث اضطراب في مقاييس التوازن الاقتصادي في المنطقة التي يحدث بها ذلك أو مجموعة من المناطق، وهناك الأزمات العنيفة والقوية التي تؤثر على مجموعة من المؤسسات التي يصل تأثيرها على دوائر أكبر حول العالم، أو تكون خفيفة محلية تقتصر على بلد أو دولة فقط .
كيف تحدث الأزمة المالية : يرى البعض أن السبب الرئيسي في الأزمات المالية هو النظام الرأسمالي الموجود، هذا إلى جانب القلة في الإنتاج وعدم التوزيع العادل للثروات في العالم، مع وجود ندرة في الاستهلاك الخاص بالطبقة العاملة، كما أن وقوع شركات التأمين في العديد من الأزمات المالية جعلها غير قادرة على تأمين زبائنها بالقروض اللازمة .
ويرى بعض الاقتصاديون أن السبب في الأزمة المالية هو الاستخدام الخاطئ للائتمان، والتوسع في هذا النوع من البطاقات التي تعمل على رفع الفائدة وقلة التدوال النقدي، و بالتالى يؤثر على أصحاب المصانع في بيع منتجاتهم .
نتائج الأزمة المالية : ومن أهم نتائج التعرض للأزمات المالية ما يلي : – الإفلاس لعدد كبير من الشركات التي تعمل في مجال العقارات . – تخلي الشركات الكبرى عن موظفيها والتي تُقدر العمالة فيها بالآلاف . – فقدان المنازل هو الخطر الذي يواجه العديد من الأشخاص والموظفين الذين سيتم تسريحهم . – خسائر بالمليارات تلحق بالشركات . – الانخفاض في أسعار البورصة العالمية نتيجة إفلاس بعض البنوك وتدهور حالتها . – بيع العديد من المؤسسات بالدولة إلى مؤسسات خارج الدولة .