صنعاء- هدى الشرفي
معاناة دائمة يعيشها المرضى اليمنيون، والموت يتهددهم بين الفينة والأخرى؛ نتيجة العدوان والحصار المطبق على بلادنا الذي طال كل شيء بدون استثناء.
وفي الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها وزارة الصحة وشركة النفط أمام مكتب الأمم المتحدة في صنعاء، قالت وزارة الصحة إن القطاع الصحي اليمني أصبح منهكا وغير قادر على مواصلة نشاطه لانعدام المشتقات النفطية، فالحصار أوصل الشعب اليمني إلى الهاوية، لا سيما منع دخول المشتقات النفطية، وهي القضية التي طالت وطالت ولا أمل يلوح في الأفق، في ظل تعنت وجبروت دول العدوان.
الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي، وضع الأمم المتحدة أمام حجم المعاناة الإنسانية نتيجة الممارسات التعسفية لقوى تحالف العدوان بقيادة أمريكا في القرصنة على سفن الوقود.
وأوضح أن أكثر من خمسة آلاف مريض فشل كلوي يحتاجون إلى السفر لزراعة كلى وحياتهم مهددة بالوفاة نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي، كما أن هناك 5ر1 مليون يعانون من أمراض مزمنة منهم 32 ألف مريض بحاجة ماسة إلى السفر للخارج لتقلي العلاج.
وأكد أن أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية خلقية ويحتاجون للسفر لتلقي العلاج، و500 حالة فشل كبدي بحاجة لزراعة كبد وألفي حالة تستدعي زراعة القرنية وهؤلاء تم تسجيلهم في الجسر الجوي.
ولفت إلى تأثيرات العدوان والحصار في ارتفاع حالات التشوهات في المواليد، وزيادة معاناة مرضى الغسيل الكلوي وشحة الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، فضلا عن تقلص الدعم المقدم من المنظمات الدولية والإنسانية.
وذكر ناطق وزارة الصحة في بيان صادر عن كوادر ومنتسبي الوزارة، أن استمرار الحصار واحتجاز سفن الوقود، تسبب في توقف الإمداد بالمشتقات النفطية عن 75 بالمائة من المرافق الصحية ومنع دخول الأجهزة الطبية والتشخيصية والأدوية.
وناشد الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمجتمع الدولي والشعوب الحرة، التحرك الجاد لإيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي والموانئ والسماح بدخول سفن المشتقات لتلبية احتياجات القطاع الصحي والقطاعات الحيوية.
فيما طالب بيان اللجان النقابية بشركة النفط اليمنية بسرعة الإفراج عن سفن المشتقات النفطية.. لافتا إلى المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني بسبب العدوان والحصار أمام مرأى ومسمع من العالم .
وندد بالممارسات التعسفية وتمادي قوى العدوان في احتجاز سفن الوقود بمشاركة من الأمم المتحدة .. مبينا أنه ما تم الإفراج عنه من البنزين خلال العام الجاري لا يمثل سوى 5 بالمائة من الاحتياج الفعلي.
فيما اعتبر مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة الدكتور مطهر المروني، استمرار القرصنة البحرية واحتجاز سفن الوقود، جريمة بكل المقاييس كون احتجاز سفن الوقود يؤدي إلى وفاة الكثير من المرضى في الطوارئ وأقسام الغسيل الكلوي والعمليات وتوقف بعض الخدمات والأجهزة الطبية ومصانع الأكسجين .
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل للضغط على قوى العدوان للإفراج عن سفن الوقود لمنع كارثة إنسانية.
ورغم الوقفات الاحتجاجية التي نفذتها معظم الوزارات والهيئات لا سيما القطاع الصحي في اليمن المطالبة بفك الحصار عن سفن المشتقات النفطية، وعدم ربط الملف الإنساني بالملف السياسي، ورغم علم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني إلا أن شيئا لم يحدث، فما تزال المعاناة قائمة ولا تزال الأمم المتحدة تغض الطرف عن هذا الموضوع الحساس.