الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية وأمن المعلومات والمخاطر والتحديات والتدابير الفنية ونشر الوعي، عناوين تصدّرت جلسات المؤتمر الوطني الأول للأمن السيبراني، الذي نظمته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في ثلاثة أيام بالعاصمة صنعاء.
700 مشارك من الأكاديميين والمتخصصين والباحثين من الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، والقطاع الخاص في المؤتمر الوطني للأمن السيبراني الذي تناول عشرين ورقة عمل تمحورت حول كل ما يتعلق بالأمن السيبراني.
توصيات طالبت باستمرار الفعاليات وورش العمل والتأهيل والتدريب واستكمال التشريعات وتفاعل جميع الجهات ذات العلاقة.
الخبير الوطني في مجال الأمن السيبراني المهندس خالد القايفي قال” رغم قصر فترة إعداد المؤتمر، إلا أنه حرك المياه الراكدة وأشعل شمعة تقنية سيبرانية وطنية يجب أن تستمر وتنير الطريق”.
وأضاف” فعاليات المؤتمر ومخرجاته إيجابية وتأخر المؤتمر كان لظروف العدوان والحصار المفروض على اليمن من التحالف “.
وأوضح أنه في نهاية العام 2014م، عقد المؤتمر اليمني الأول لأمن المعلومات بمشاركة حكومية، ومن القطاع الخاص، لكن مخرجاته لم ترَ النور بسبب الظروف التي مر بها الوطن لاحقاً وما يزال يمر بها.
الأمن السيبراني
يُعرف الخبير الوطني خالد القايفي الفضاء السيبراني، أنه أحد سمات المجتمع الحديث ويتألف من نُظم حاسوبية مختلفة متصلة بالشبكة ونظم اتصالات سلكية ولا سلكية متكاملة، بالإضافة إلى أنه المكان الذي أوجدته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفي مقدمتها الإنترنت.
وأشار إلى أن الفضاء الإلكتروني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعالم المادي عبر البنى التحتية المختلفة للاتصالات والأنظمة المعلوماتية وعبر العديد من الخدمات التي لم يكن بالإمكان الحصول عليها من دونه.
دور وسائل الإعلام
يرى القايفي أن التمهيد إعلامياً للمؤتمر، شابه ضعف عام وعدم مواكبة من وسائل الإعلام رغم تغطيتها لفعاليات المؤتمر في أيامه الثلاثة كشأن أي فعالية روتينية تعقد ولم ترقَ التغطية الإعلامية لعمل برامج ولقاءات في القنوات المحلية.
وأشار إلى الدور الجوهري لوسائل الإعلام ووزارة التربية والتعليم والتدريب الفني والمهني في التعريف والتوعية بالأمن السيبراني والمخاطر والمهددات وطرق الحماية الأولية، خاصة بأن مصطلح الأمن السيبراني جديد يجهله الكثيرون.
ولفت القايفي إلى أهمية التوعية المجتمعية التي تمثل حوالي 70 بالمائة من الجهد المطلوب لتحقيق الأمن السيبراني الوطني .. وقال” إن مشاركة جهات مهمة مثل وزارتي الداخلية والعدل كانت ضعيفة في المؤتمر وليس بالمستوى المطلوب رغم علاقة تلك الجهات مباشرة بالأمن السيبراني الوطني ومكافحة الجريمة المعلوماتية”.
إسهامات في مستوى الحدث
وأكد أن إسهامات ودور وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وشركات الاتصالات خاصة (إم تي إن يمن) و(تيليمن) في المؤتمر كان عند مستوى الحدث .. معبراً عن الشكر لوزارة الاتصالات لحرصها على إنجاح المؤتمر، معبراً عن الأمل في التحضير والتجهيز لما بعد المؤتمر من ورش عمل ولجان ولقاءات والتي تمثل عامل نجاح للمؤتمر وفعالياته.
وأشار إلى أهمية تقديم دراسات وبحوث أكاديمية تقنية متخصصة ومشاريع تخرج .. مشدداً على أهمية وجود متخصصين مؤهلين في الأمن السيبراني، باعتبار ذلك أمر جوهري وأساسي.
إستراتيجية الأمن السيبراني
وذكر المهندس القايفي أن هناك عشرات التخصصات في أمن المعلومات والأمن السيبراني ولا يوجد فيها كادر مدرب ومؤهل أكاديمياً ومهنياً وعلى الجامعات والمعاهد الخاصة الحكومية والأهلية الاضطلاع بدورها المنشود، وهناك جهود مشكورة لبعض الجامعات الأهلية والمعاهد التقنية المعتمدة.
وأكد، أهمية الإسراع في إنجاز الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني وإصدار قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية وأي قوانين وتشريعات تؤدي إلى حماية الخصوصية والمعلومات.
المركز اليمني للأمن السيبراني
وأعرب القايفي عن تطلعه إلى إنشاء المركز اليمني للأمن السيبراني والاستجابة للحوادث السيبرانية وتحديد صلاحياته واختصاصاته والجهات التي تديره ويتبعه إنشاء محكمة ونيابة متخصصة في الفصل في قضايا الجرائم المعلوماتية.
وقال” يجب إيجاد منظومة ديناميكية حيوية متكاملة للأمن السيبراني الوطني ونتطلع مستقبلاً إلى تكوين فرق متخصصة في الهجوم السيبراني على الشبكات المعلوماتية والأنظمة الرقمية للجهات الإجرامية والمعادية”.
المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح
مستشار مدير الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس الدكتور باسل العطاب، أشاد بالتنظيم الجيد للمؤتمر والجدية والاهتمام من قبل القيادات العليا للدولة وموظفي وزارة الاتصالات.
واعتبر المؤتمر خطوة إيجابية وبحاجة إلى الاستمرارية، كون موضوع الأمن السيبراني لم يعد ترفا وإنما حقيقة وحاجة ماسة في عالم اليوم القائم على تكنولوجيا المعلومات.
وأشار الدكتور العطاب إلى أهمية تعزيز الأنشطة المماثلة للتعامل الجدّي مع تهيئة الأرضية المعلوماتية اليمنية والتحديات القائمة والمتوقعة في هذا القطاع الحيوي.
وأعرب عن الأمل في إشراك المؤسسات البحثية والجامعات في إعداد المؤتمرات مستقبلاً، وكذا إعداد الدراسات والتحكيم في الأوراق المقدمة.
ولفت إلى أهمية إدراك ضمان الأمن السيبراني والطرق العلمية المدروسة لتحقيقه وخطورة إهماله، كما يتطلب ذلك تعاون الجهات وتنسيق الجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
وأوضح أنه تخلل فعاليات المؤتمر تأسيس تفاهمات لعمل مشترك بين المشاركين والمنظمين .. مشيراً إلى أنه أجرى لقاءات ومناقشات مع قيادات وزارة الاتصالات للبدء بإعداد مواصفات يمنية أو تبني مواصفات دولية كمواصفات ISO,ASTM…etc خاصة بتقنية المعلومات وأمن الاتصالات.
المخرجات تلبي الطموحات
مدير إدارة الشبكات وأمن المعلومات بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد المهندس مختار الحمادي، اعتبر انعقاد المؤتمر خطوة مهمة في ظل الأوضاع الصعبة ونجاح بحد ذاته وبادرة أمل للكثير من المهتمين في المجال التقني بشكل عام والأمن السيبراني بصورة خاصة.
وبين أن مخرجات المؤتمر في مجملها جيدة .. معرباً عن الأمل في أن تتحول إلى واقع فعلي ملموس.
وأفاد الحمادي بأن أغلب المشاركات عامة لا تخصصية وبحثية في مجال الأمن السيبراني، ورغم ذلك تعد بداية مبشرة ومشجعة .. لافتاً إلى أهمية إقامة ورش عمل تخصصية تدريبية وتوعوية تشمل جميع مجالات الأمن السيبراني وتفرعاته بعد المؤتمر.
ودعا إلى إبلاء القطاع الحكومي اهتماماً أكبر وتعاون في تبادل الخبرات وتأهيل الكوادر البشرية كونهم يمثلون خط الدفاع الأول ضد الهجمات السيبرانية للجهات التي يعلمون فيها.
تطبيق المخرجات ونشر الوعي
المهندسة سناء القباطي باحثة ومهتمة بالأمن السيبراني ومعدة ورقة عمل التدابير الفنية للأمن السيبراني، أشارت إلى أن المؤتمر خطوة أولية في مسار مهم وحيوي.
وأكدت أهمية السعي لتحقيق المخرجات من قوانين وسياسات، ومن ثم التطبيق ونشر الوعي واستحداث إدارات خاصة بالأمن السيبراني في الجهات والوزارات والدوائر الحكومية.
وأوضحت القباطي أن الوعي مسؤولية كل المهتمين .. لافتة إلى أهمية تطبيق مخرجات وتوصيات المؤتمر على الواقع.
بحوث أفضل
أوضح مدير إدارة النظم ودعم المستخدمين بوكالة الأنباء اليمنية سبأ المهندس عبد الملك العرشي أن فكرة انعقاد المؤتمر إيجابية وإن كانت متأخرة .. معرباً عن الأمل في استمرار انعقاد مثل هذه المؤتمرات، خاصة في مجال الأمن السيبراني وما يتعلق بالحماية وأنظمتها.
وقال: ” للأسف لم يلبي المؤتمر التطلعات التي كنا نأملها وبالذات في البحوث التي طُرحت ولكن نأمل أن تكون أفضل في المؤتمرات المستقبلية”.
وأكد المهندس العرشي أهمية التوعية الشاملة لكافة مستخدمي الانترنت عبر ورش عمل وإعلانات بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة لضمان مستقبل خالٍ من المؤامرات وابتزاز ونهب المواطنين عبر الجرائم الإلكترونية.
وطالب بضرورة الأخذ بمخرجات المؤتمر والمسارعة في إصدار قوانين تتعلق بالأمن السيبراني وتخصيص جزء من الموازنة لدعم الأمن السيبراني وكذا إصدار توجيه لجميع مؤسسات الدولة بالتعاون في هذا المجال.
اهتمام يشد الانتباه
مدير أول أمن المعلومات في شركة “إم تي إن يمن” المهندس عمر الأغبري المتخصص في الاستجابة لحوادث الأمن السيبراني ومعد ورقة عمل الاستجابة لحوادث الأمن السيبراني، اعتبر المؤتمر انطلاقة مبشرة، وأكثر ما شد انتباهه الاهتمام بمسألة الأمن السيبراني من قبل قطاعات مختلفة من وزارات ومؤسسات الدولة والأكاديميين.
وأشار إلى أهمية أن تعقب المؤتمر مرحلة العمل وتحويل المخرجات إلى برامج وحزمة من المشاريع .. مبيناً أن من لديه رؤية سيأخذها إلى حيز التنفيذ وستظهر آثارها في المؤتمر القادم.
وأكد المهندس الأغبري أهمية دعم مختلف قيادات القطاعات والمؤسسات لبناء القدرات وتنمية مهارات الكادر الوطني في مجال الأمن السيبراني .. معتبرا ذلك ركيزة أساسية لتعزيز الجاهزية في مواجهة مخاطر الأمن السيبراني.
صنعاء – سبأ : استطلاع: غمدان الشوكاني