من جزيرة ميون ..وحتى قناة بن جوريون..وما بينهما

بقلم / جمال عبد الرحمن الحضرمي

بدأ الكيان الاسرائيلي بحفر قناة (بن جوريون ) الرئيس المؤسس له والتي سوف تربط بين البحر الاحمر والمتوسط في الشمال بعد ان تم اغلاق السويس بسفينة جنحت عن خط سيرها فأغلقت هذا الممر البحري الهام مما احدث خسائر كبيرة في الاقتصاد الدولي والمصري .
وهذه العملية البحرية لإغلاق قناة السويس مناسبة مع التوقيت الزمني للبدأ بحفر (قناة بن جورين)في المياه الاسرائيلية كان رسالة للعالم ان حان وقت التحول عن قناة السويس بعد ان اصبح البحر الاحمر ممراَ مائياً إسرائيلياً من باب المندب وجزيرة ميون المسيطرة علية الإمارات وحتى شمال البحر في جزيرتي تيران وصنافر المصريتين والمسلمة للمملكة السعودية وسوف تستلمهما اسرائيل ليسهل البدء بحفر القناة الجديدة التي تروج لها بعد اغلاق قناة السويس منذ ايام.
حيث انه بعد توقيع الرئيس المصري على اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ، وتحول ممر تيران لممر دولي أعلنت ” إسرائيل” بدء العمل في قناة بن جوريون القناة البديلة لقناة السويس قبل سنتين من الان والمرجح البدء بعمليات التأسيس خلال الأشهر القادمة من هذا العام 2021م ، وأوضح مهندسون “إسرائيليون” أنه بإنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط تصبح منافسة لقناة السويس، حيث إن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست بعيدة، وتشبه تمامًا المسافة التي أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط.
ان تحقق السيطرة الكاملة على حركة الملاحة في البحر الاحمر من جنوبه الى شماله يعد تغيرا جذريا في النظام الاقليمي القائم حاليا ، بل وسقوط نهائي لما كان يسمى بالنظام الإقليمي العربي وسيطرة الدول العربية على البحر الأحمر ، فالاعترافات المعلنة والمخفية بإسرائيل من كل الدول المطلة على البحر الاحمر تجلعنا نجزم بان النظام الاقليمي قد تغير بل وتغيرت معه القوى السياسية المدافعة عنه بقوى جديده في كل من السودان وارتيريا والامارات واليمن والسعودية ومصر تحاول جمعها ان تحصل على منفعة حقيقية من هذا النظام القائم على السيطرة ونفوذ اسرائيل كممثل لمواجهة قوى عالمية أخرى تريد السيطرة على العالم الاسلامي في موقف يتسابق معه الجميع لتحقيق نفوذ على سواحل البحر العربي والاحمر تحت مسميات مختلفة او ما يسمى بطريق الحرير البحري التي ترغب دول الإقليم في السيطرة عليه ، فكان التوقيع على اتفاقيات سلام مع بعض الدول العربية والكيان الاسرائيلي ، وكذا اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين ايران والصين ، وجميعها تلتقي عند هدف واحد هو انهاء النظام الإقليمي العربي واستبداله بنظام دولي قادر على اعادة نفوذ الاستعمار القديم الى المنطقة واستغلال الثروات ولوكان ذلك في الشواطئ البحرية للجزيرة العربية بدلاً من انحصاره في دول الخليج.
هكذا نجد ان التواجد السعودي على الجزر المصرية في اعلى الشمال ووجود حادث جنوح السفينة واغلاق قناة السويس من جهة وسيطرة دولة الامارات العربية على جزيرة ميون وباب المندب وخليج عدن من جهة أخرى ، ساعد كل ذلك على السيطرة الكاملة للكيان الإسرائيلي على باب المندب من جنوبه حتى شماله .
ولذا فإننا سوف نشهد توقفا قريبا للحرب في اليمن بعد ان سقطت كل قواها وخارت مفاصل دولتها بأيدي المتحاربين وتسلم موقع باب المندب وجزر اليمن لإسرائيل الكبرى والصغرى بالتعاون مع عناصر وتجار حرب متعاونين اصبحوا أداة لتقاسم النفوذ في المنطقة مع القوى الدولية التي قامت بإعادة صياغة النظام الاقليمي الجديد (العربي -الإسرائيلي ) على امتداد البحر الاحمر والمتوسط في تواطئ متكامل من كافة القوى السياسية العربية وبحماية دولية وإقليمية خلقت هذا التوازن ونجم عنه اتفاقات جديده للإسلام وللدفاع المشتركة ضد كيانات استعمارية قديمة –جديده ، فالشكر موصول للمتعاونين مع هذا النظام الجديد ..ولا عزاء لمن قبروا مجدهم ولم يفهموا الدرس بعد هذه الدماء الغزيرة …ولا حياة لم تنادي ..

اخبار ذات صلة