غرد القطاع الخاص اليمني خارج نص الاستسلام وهو يخوض تجربة عصرية محدثا ثورة في مجال الطاقة البديلة بعد أن أطبق الظلام على المواطن اليمني عقب اندثار منظومة الكهرباء ورحيلها جراء ما تشهد البلاد من أحداث .
لينبثق من رحم المعاناة ووجع التحدي المؤتمر والمعرض الثاني للطاقة الشمسية كبارقة أمل تضيء ليالينا الحالكة بالسواد وتقدم لنا قطرة حياة لمزارع يتطلع إلى موسم جني الثمار .
وما بين متطلع بشوق وآخر يرقب التجربة بصمت مرهف يظل الرهان الأهم إلى ما بعد المعرض والمؤتمر في تطبيق قراراته وتوصياته من قبل المعنيين حتى لا تصبح يوما أثرا بعد عين .. من هنا حرصنا على سبر أغوار المؤتمر والمعرض على السواء .
يقول الأستاذ محمود قياح مدير مكتب اليمن لمؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية الراعي العلمي للمؤتمر بأن المؤتمر يهدف من خلال تقديم أوراق العمل للخروج بمجموعة من التوصيات التي تساعد صناع القرار لإيجاد البنية القانونية والتشريعية للطاقة المتجددة في اليمن والتوجه الحكومي نحوها كطاقة بديلة .
وأشار قياح إلى أن تحسين كفاءة الخدمات المقدمة من القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة عبر تدخل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجودة ووزارة الصناعة والتجارة .
وأضاف يهدف المؤتمر إلى الخروج بمجموعة من التوصيات التي تساهم في الحد من العبء الملقى على عاتق البيئة من خلال البطاريات التالفة التي يفترض إعادة تدويرها في الداخل حتى لا تؤثر على البيئة .
واعتبر إعلان وزير الصناعة والتجارة في افتتاح المؤتمر والمعرض الثاني للطاقة الشمسية عن إنشاء شركة مساهمة يمنية لإنشاء مصنع لإعادة تدوير البطاريات التالفة بالخبر المفرح يستطيع من خلالها أن يساهم المواطن اليمني فيها ونحن نشجع على هذا التوجه .
وأوضح مدير مكتب مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية في اليمن بأن المؤسسة لديها برنامج إقليمي في الطاقة المتجددة والتغير المناخي وسبق لها المشاركة في المعرض الأول فبراير ٢٠١٦م .
الخولاني نطمح للأنظمة المدمجة والهجينة
ومع جودة المناخ الجغرافي لليمن كواحد من أهم وأفضل المواقع في العالم يمنحه أفضلية العمل بالطاقة المتجددة يظل الطموح في الارتقاء بواقع الطاقة البديلة وفقا لما تشهده هذه المجالات من ثورة علمية معاصرة .
وفي هذا الاتجاه يشير المهندس أحمد الخولاني مدير مشروع الإنارة بشركة تجدد الراعي الرسمي للمؤتمر والمعرض إلى أن الطموح الذي نسعى إليه في إدخال الأنظمة المدمجة أو الأنظمة الهجينة التي تشمل أكثر من نظام طاقة شمسية حتى تأمن وثوقية كبيرة وانخفاض في أسعار التكلفة وضمان تقليل فترة شراء وتلف البطاريات باستمرار وما تسببه من عبئ اقتصادي فالبطاريات تمثل المكون ٢٥٪من مكون النظام الشمسي وهو ما يجعل أنظمة الطاقة البديلة أكثر مرونة بدخول طاقات بديلة مختلفة ومتنوعة وبتكلفة أقل ومنها طاقة الرياح .
وأضاف بالتالي أنصح بالتوجه إلى ما هو أبعد من الطاقة الشمسية إلى الطاقة الهجينة والمجمعات الشمسية مختلفة الأحجام التي تنير أحمال كبيرة نستطيع من خلالها تشغيل المصانع والورش ومن هنا نستطيع أن نحل أزمتين أزمة الطاقة وأزمة المشتقات النفطية وما تسببه في خروج العملة الصعبة من البلاد .
واصفا المعرض والمؤتمر بالحدث المهم جدا في هذه الفترة التي تشهد فيها بلادنا نهضة في استخدام الطاقة الشمسية في مختلف مجالات الحياة التي بات بعضها مكتفي ذاتيا من الطاقة المتجددة او الطاقة البديلة .
وأكد الخولاني على أهمية تطبيق مخرجات وتوصيات المؤتمر والعمل بها من خلال تشكيل ورش عمل من مختلف الجهات ذات العلاقة لمتابعة تلك التوصيات والعمل بها .
وتمكن المعرض الثاني للطاقة من جمع المتنافسين في السوق على طاولة واحدة يتطلع فيها ملاكه لتقديم الأفضل والأكثر جودة والأقل تكلفة .
يقول المدير العام لشركة جروزاليم ( القدس) للاستيراد الراعي الماسي الدكتور خالد صبري بأن هدفهم في المعرض مشاركة الشركات الأخرى في منتجات كثيرة ومنافسه بهدف إحضار أفضل منتجات أصلية وعريقة تليق بعراقة الشعب اليمني الأصيل تدوم معه فترة طويلة وبأقل تكلفة وأقل صيانة .
ويضيف بأن شركة القدس التي تأسست في العام ٢٠١٢م واكبت حاجة المواطن اليمني للطاقة من خلال احتياجه لخزانات الكهرباء ومنظومات الضخ التي تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير أكبر قدر ممكن من التكلفة الاقتصادية الكبيرة على المزارع اليمني بشرائه كمية كبيرة من الديزل .
وأشار إلى ان القطاع الخاص يحتاج من الدولة المساعدة في تسهيل وصول المواد الخاصة بمنظومة الطاقة الشمسية وتقليل تكلفة التعرفة الجمركية والأهم تفعيل دور الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس لتقييم جودة المنتجات لشركات تبذل مبالغ كبيرة فالمواطن العادي يصعب عليه التفريق بينها وبين منتجات صينية رديئة تباع بفارق سعر بسيط عن المنتجات الجيدة من خلال تحديد المنتجات الجيدة وبشهادات من الهيئة تمكن المواطن من التمييز بين تلك المنتجات .
مؤكدا أن شركة القدس تقوم حاليا بعمل الدراسات في مجال المنظومات الهجينة ذات الجودة العالية والتي يمكن من خلالها خدمة الوطن والمواطن عموما وأن الشركة بصدد استيراد هذه المنظومات مما يخفف العبئ عن المواطن اليمني خاصة في ظل الظروف التي يعاني منها الوطن .
المعرض قوي في التنافس
وأشار إبراهيم أحمد الأشول نائب مؤسسة ابن الأشول للكهرباء إلى أن المعرض كان قوي جدا من حيث المنافسة ومن حيث الشركات المشاركة فيه تعد شركات كبيرة وموردة ومساهمة يعتبروا وكلاء في المعرض .
ودعا الأشول الحكومة اليمنية أن تسخر لبيع الطاقة الشمسية من خلال تخفيضات تقدمها للشركات وتساعد في تسهيل وصولها للمواطن كعمل قروض بنكية للمزارعين والاستفادة من الممولين والداعمين عبر القروض الدولية التي تتحملها اليمن من خلال قروض الآجل عبر المنظمات منبها في الوقت ذاته إلى أن تضع الدولة لها رؤية بإنشاء جهة متخصصة للطاقة الشمسية حرصا على دخول الألواح والبطاريات ذات الجودة العالية .
ويبدو أن هنالك إجماع كلي من مختلف المؤسسات والشركات الخاصة المطالبة بالجودة والتحري في ضمان دخولها .
حيث أكد مدير فرع تعز لمؤسسة ابو الرجال التجارية عبدالله حسن ابو الرجال بأن إقامة مثل هذه المعارض ممتاز لتعريف المواطن بوجه أقرب وأوضح للمنتجات الجيدة والممتازة والأسعار الجيدة للمنتجات التي تخدم ما بعد البيع للمستهلك من جودة وضمان قطع الغيار وصيانة لبضاعة للأمد الطويل .
وطالب الجانب الحكومي والجهات الممولة لمشاريع في مجال الطاقة المتجددة تحري الجودة والتعامل مع الوكلاء المعتمدين والمتميزين والذي نسعى من خلاله جميعا لهدف واحد لخدمة المواطن للبيع وما بعد البيع من صيانة وأسعار وجودة وضمان قطع غيار .
وأشار إلى ان شركة ابو الرجال لها خمسون عاما من العطاء في مجال المعدات ومضخات المياه والمجالات الصناعية و تعد وكيل لعدد الشركات العالمية في مجال الطاقة وفي مضخات المياه المنزلية والآبار ووكلاء لشركة شارب للطاقة المتجددة والبديلة وهي شركة متميزة بكفاءتها وقدرتها خصوصا الفولتية التي تصل إلى ألف فلت وهي الأولى في صناعة مولدات يمنية وفي التكتيم .
ويشير مدير المبيعات لشركة القدس للاستيراد يعقوب سيف راشد إلى ان مشاركتهم في المعرض تأتي انطلاقا من الوازع نحو الموطن والمزارع اليمني للتخفيف من أثار العدوان على اليمن .
مبينا بأن شركة القدس تحمل وكالات عالمية وأفضلية في السعر من خلال عروض الموسم والمعرض وكشف عن أن مفاجأة المعرض تتمثل في مضخة يفترض على المستوى العالمي ان تعمل ب١٢ لوحا لكنها تعمل لدى جروزاليم فقط بأربعة ألواح وبالتالي فإن أي مضخة تعمل بخمسين لوح نشغلها ب٢٥ لوحا وبالتالي نساعد ونخفف على المزارع اليمني من التكلفة .
من جانبه اعتبر المدير التجاري لمؤسسة الأحلسي التجارية مفضل الأحلسي بأن المعرض الثاني للطاقة الشمسية يعد إبداع رائع في ظل الأوضاع السياسية الراهنة في بلدنا الحبيب .
وقال نحن اليوم نتغلب عليها بتقديم كل ما هو مفيد وجديد والذي يفيد المجتمع اليمني والمواطن اليمني في هذه الأوضاع من خلال توفير طاقة بديلة .
وأشار الى ان شركته قدمت منتجاتها في الطاقة الشمسية التي بلادنا في حاجة إليها خصوصا واليمن تمتاز بجو مشمس طوال اليوم بالإضافة الى منتجات متطورة تكنولوجيا تخدم وتفيد المستهلك .
وأشاد بوزير الكهرباء ومؤسسة إنجيلا منظمي المعرض الثاني للطاقة والذي قدم من خلاله كل جديد في مجال الطاقة الشمسية .
ليظل في الأخير لكل رأيه ورؤيته التسويقية ويظل لنا كيمنيين أشعة نور تحمل على طيف شعاعها آمال عريضة في البحث عن البدائل في مجال الطاقة كطاقة نظيفة ومتجددة تخدم كل القطاعات وتعيد لنا بهجة الضياء وفرحة قطرة ماء تقبل علينا بأهازيج الحياة من باطن الأرض الذي جعل الله منها كل شيء حيا .