كتب/ خالد شعفل
عاد، مؤخرًا، اتحاد كرة القدم اليمني إلى سطح المشهد الرياضي بعد غياب طويلٍ لأكثر من 10 سنوات مضت..
وتأتي هذه العودة، في اعتقادي، إما بحثًا عن شرعيته المفقودة والمنتهية أصلاً وشكلاً ؛على اعتبار أنّ مدة فترة ولايته القانونية منتهية، والمحددة بأربع سنوات، ومن ناحية أخرى إما لكسب المال وتحصيلها من قِبل الاتحادات القارية والدولية، أو من الحكومات المحلية، خصوصًا إذا ما علمنا أن الاتحادات القارية والدولية حددت أن ما تقدمه من دعمٍ سنوي للاتحادات المحلية مرتبط بمزاولة أنشطة مثل بطولات الدوري العام لأندية الدرجة الأولى أو الثانية. وهذا ما أكده التعميم الأخير لاتحاد كرة القدم الموجه لأمناء عموم أندية الدرجة الأولى، بتحديد موعد انطلاق الدوري العام لكرة القدم 2020 – 2021 في فبراير القادم، وحددّ نظام هذا الدوري بنظام الكلّ مع الكلّ، والذهاب والإياب.
ويبقي سؤال الدهشة على نحو: لماذا ألغى اتحاد العيسي وشلته فكرة إقامة بطولة تنشيطية على غرار تنشيطية سيئون السابق التي أقامها بنظام المجموعتين، والتي اعتبرها الكثير ووصفوها بالكارثة الكروية التي أقامها اتحاد العيسي من أجل ذرّ الرماد على العيون، واكتفى بهذه البطولة بعد غياب طويل يزيد عن ثمان سنوات، ومع أن هذه البطولة لا تنطبق مع معايير وبرتوكولات الاتحادات القارية والدولية المحددة للاتحادات المحلية، معايير إقامة البطولات المحلية الملزمة عليها.
تخيلوا معي يا حضرات أن اتحاد الكرة عندما أقام بطولة تنشيطي سيئون الكارثية أوعز للجميع، بما فيهم الاتحادين الآسيوي والدولي، أن سبب إقامته لهذه البطولة، على شكل مجموعتين وتجمّع واحد، واختتام البطولة في سيئون هو الظروف الأمنية، والحرب التي يعيشها اليمن.
يا حضرات.. اتحاد العيسي وشلة هذا الاتحاد الهزيل لم يذكروا في تعميمهم الجديد كيف لنظام هذا الدوري العام أن يتم في ظل الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تعيشها عدد من المحافظات اليمنية، وحالة الحرب والعدوان على اليمن منذ أكثر من ست سنوات ماضية، وإلى اليوم.
ولم يحدد حتى الملاعب التي سيُقام عليها هذا الدوري العام، وكيف ستلعب أندية تعز في ملاعب هذه المحافظة الجريحة، وكيف ستلعبُ أندية صنعاء في عدن في ظل ما نسمعه من انفلات أمني كبير وخطير في هذه المحافظة التي تحكمها المليشيات، وتُدار بنظامها، وتحت سيطرتها، والأخبار اليومية من هذه المحافظة خير شاهد على ذلك.
قولوا لنا بدون أيّ بروتكولات أمنية كيف ستتنقل الأندية بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الانتقالي ومليشيات حكومة الفنادق، وبين المحافظات المحرَّرة الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى؟!، ومع أننا نعلمُ – جميعًا – أنّ المحافظات الواقعة تحت سيطرة الأخير تنعم بالأمن والأمان بنسبة 100 ٪، وبشهادة أبناء المحافظات الجنوبية أنفسهم.
يا ناس.. يا هو.. لاحظوا معي اتحاد العيسي ذكر في تعميمه بخصوص انطلاق الدوري العام البروتكولات الطبية الخاصة بفحوصات اللاعبين، وكذلك البروتكولات الخاصة بتسجيل اللاعبين، وربطها بالبروتكولات الصادرة عن الاتحادين (الدولي والآسيوي)، ومن المؤكد أنه أرسل بصور من هذا التعميم الهزلي، وكذا محضر الاجتماع الذي عقده اتحاد العيسي بالعاصمة المصرية القاهرة، مع الصورة لأعضاء الاتحاد الذين حضروا الاجتماع، والتي ذكرتنا بصورة للممثل التركي (مراد علمدار) وفريقه في المسلسل التركي الشهير (وادي الذئاب)، من أجل أن تكتمل اللعبة، وتطلع صورة هذا الاتحاد السوداء والقاسية حلوة..!!
وهنا دعوني أُحذّر اتحاد العيسي وشلّته من أيّ فبركات قادمة سيسعى من خلالها إلى اللعب بالبيضة والحجر، وأن يكون هذا الدوري مجرد لعبه قذرة من أجل الكسب المادي من الاتحادات القارية والدولية، وتحصيلًا للأموال الطائلة بالعملة الصعبة، أو للتسويف السياسي الحقير، وإلصاق التهم لظرف بعرقلة اكتمال أو أقامة الدوري بعد أسابيع من انطلاقه، وكانت هي السبب في توقفه !! فهل وصلت الرسالة؟!.. أتمنى ذلك.
