ترامب : بين الديمقراطية الأمريكية ومصالح النخبة ..!

عبد المجيد زبح

فيسبوك يحظر “ترامب” حتى إشعار آخر!!

تويتر تحذف حساب ترامب نهائيا، وجميع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية التي تخضع لتمويل النخب الحاكمة للسياسة العالمية ضد ترامب.

نتفق جميعا على أن ترامب كان خلال فترة رئاسته لأمريكا يتسم بالشفافية، وهذا الفعل يخالف كل سابقيه من الرؤساء الأمريكيين والأوروبيين.

وكونه جاء من خارج مؤسسات النخبة الحاكمة والمتحكمة بالسياسة العالمية، فإن طريقة إدارته كانت مختلفة عن الإدارات السابقة، ولا تتناسق مع العرف السائد المعمول به في دهاليز السياسة”.

وإذا قلنا مثلا انه تم تقييد حساب بنفس المحتوى في المنطقة العربية لقالوا حرية التعبير مكفولة للجميع.

لكن في أمريكا تنتهي حرية الفرد عندما تتصادم مع المصالح وتتعارض مع التوجهات السياسية.

في نهاية 2015م نشرت أحد الصحف الأجنبية تحليلا ذكرت فيه بأن ترامب سيخوض الانتخابات الرئاسية وسيفوز بها وإن نهاية العام 2020 سينقلب عليه الأغنياء وسيخوضون ثورة ضده.

هنا بالتحديد ليست الثورة كما حدث أو بالأصح كما صدر لنا في الوطن العربي من شعارات لكن ربما المصطلح يختلف، فالثورة عن طريق المؤسسات والنخب الغنية المسيطرة على القرار العالمي والمنظمات العالمية لأنه ببساطة ترامب خرج عن المسار الذي كان متبعا وفكك الكثير من تلك المنظمات من خلال وقف الدعم المخصص لها.

لذلك علينا أن ندرك بأن الديمقراطية الغربية أو بالأصح في(أمريكا) مجرد ديكور من أجل تصدير وإسقاط ذلك في دولنا العربية؛ لتتمرد الشعوب على أنظمتها بحجة الحرية وحق التعبير وتخلق فوضى وعلى إثرها تتدخل تلك الدول لفرض سياستها ومشاريعها حسب ما يطلبه الوقت.

في الفترة الأخيرة وخلال مرحلة السباق الانتخابي خاض ترامب معركة علنية مع شركات التواصل الاجتماعي، حينها وقع ترامب امرأ تنفيذيا غير مسبوق يؤدي إلى تجريد مواقع التواصل الاجتماعي من الحماية القانونية ومعاقبتهم بتهم تقييد حرية التعبير.

كان وقتها الأمر التنفيذي يهدف للحد من قوة تأثير منصات التواصل الاجتماعي العملاقة واعتمد ترامب في هذا القرار على إعادة تفسير قانون يعود إلى عام 1996 ويحمي مواقع الانترنت وشركات التكنولوجيا من الدعاوى ولا يجب أن تخضع لهذه الحماية لأنها لم تعتمد حسن النية في عملها.

أما وسائل الإعلام المرئية والصحافة الورقية  والإلكترونية فالمعركة كانت من اليوم الأول لدخول الرجل إلى المكتب البيضاوي، والحديث هنا ليس على شخصية ترامب وإنما على حرية الرأي والديمقراطية المزعومة وحقوق الإنسان وحرية الفرد.

لكن الرجل أوجد لنفسه شعبية لا يستهان بها بغض النظر عن سياسته وقد يخلق منه الشارع  أسطورة وصاحب مظلومية والإعلام الذي يقيد حريته اليوم هو نفسه الذي سيصنع منه رجلا مظلوما مستقبلا.

اخبار ذات صلة