أمل محمد أمين تكتب: ثقافة التطوع

كلما مررت من أمام إحدى الجمعيات الخيرية القريبة من منزلي، شعرت بالتعجب من الطاقة والحماس التي يعمل بها الشباب المتطوع في تلك الجمعية، وهمتهم العالية في تعبئة الأكياس بالملابس أو الأطعمة والأدوية؛ استعدادًا لإرسالها إلى مستحقيها أو مساعدة بعض الأطفال من ذوي الهمم لصعود حافلة متوجهة على ما يبدو إلى إحدى الرحلات وغيرها من الأنشطة.
ليست تلك الجمعية الوحيدة ولا منظمة المجتمع المدني الوحيدة، التي تعمل في هذا المجال فهناك العديد من المؤسسات التي تحولت مع الوقت إلى دعائم وركيزة أساسية في تنمية مصر، ومن أهمها الأورمان، وصناع الخير، وبنك الطعام وغيرها الكثير ممن لهم إسهامات تركت بصمة واضحة في قلوب الناس.
لقد أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي، وارتبط العمل التطوعي في الأذهان بعمل الخير ومساعدة الآخرين بدون مقابل فالمتطوع يقدم المنفعة العامة على المصلحة الشخصية ويضحي بوقته وجهده إيمانا منه برسالة الخير.
لكن على الرغم من أن “حب الخير هو إحساس فطري في كل البشر” إلا أنه من الضروري تنظيم العمل التطوعي وتحويله إلى جهد منظم ومؤسسي؛ لتتحول تلك الطاقة الهائلة إلى قوة فاعلة ومؤثرة وهو أكثر ما يحتاجه المجتمع الآن في ظل انتشار جائحة كورونا، حيث أصبح العديد من العجائز يعيشون بمفردهم وآحيانا بدون عائل ويحتاجون إلى رعاية منزلية وملاحظة من أشخاص مدربين على التعامل مع كبار السن مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية المطلوبة.
كما فرضت ظروف مرض كورونا على أسر كاملة البقاء في العزل المنزلي لبضعة أيام وقد تصل إلى أسابيع، ما يمنعهم من النزول إلى الشارع لشراء احتياجاتهم اليومية من سلع وأدوية، وهنا يأتي دور فاعلي الخير في تلبية احتياجاتهم.
ختاما من المهم بل من الضروري، غرز ثقافة التطوع في نفوس الصغار وتهيئتهم لمساعدة الغير وإيثار مصلحة الوطن قبل كل شئ.

اخبار ذات صلة