– فؤاد الفتاح
احتفلت اليمن في العاصمة صنعا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد صباح اليوم والذي يصادف في التاسع من ديسمبر من كل عام، حيث نظمت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالشراكة مع أطراف المنظومة الوطنية للنزاهة. وفي الاحتفالية التي أقيمت تحت شعار “شركاء في مكافحة الفساد، شركاء في بناء الدولة اليمنية الحديثة”، أكد رئيس الهيئة الدكتور محمد الغشم، أهمية إحياء هذا اليوم من أجل رفع الوعي وشحذ الهمم وتوحيد الكلمة ضد الفساد الذي يهدر الطاقات المالية والبشرية ويشكل عائقا بالغ الخطورة أمام جهود التنمية في مختلف بلدان العالم. واعتبر أن المهام الملقاة على عاتق الهيئة والمنظومة الرقابية في هذه المرحلة المفصلية، مهاماً جسيمة لأن الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى المزيد من الشراكة للقضاء على الفساد واستئصال شأفته, وتجفيف منابعه ودرء مخاطره وآثاره وملاحقة مرتكبيه وحجز واسترداد الأموال والعائدات المترتبة عن ممارسته. وقال الدكتور الغشم إن الاحتفال هذا العام يأتي وقد تمكنت الهيئات والأجهزة الرقابية وبدعم من رئيس المجلس السياسي الأعلى، من إيجاد آلية تنسيقية لتعزيز الشراكة بينها في الجهود الرامية لمكافحة الفساد وتجسيد مبادئ الحكم الرشيد والحوكمة والشفافية والنزاهة في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة. وذكر أن الهيئة وفي حدود امكانياتها قامت بإجراءات التحري والتحقيق في عدد من جرائم الفساد وإحالة البعض منها إلى نيابة الأموال العامة، وإعداد وإطلاق مدونة السلوك الخاصة بها بالإضافة إلى إعداد المقاييس والمعايير اللازمة لإعداد مدونات السلوك الوظيفية وتعميمها على مؤسسات الدولة بالتنسيق مع رئاسة الوزراء لإعداد المدونات الخاصة بكل جهة في ضوئها، فضلاً عن مراجعة وتقييم عدد من التشريعات ذات العلاقة بمكافحة الفساد.. وأشار إلى أن الهيئة تعتزم إعداد مشروع لمعايير النزاهة لمؤسسات الدولة، موضحاً أن الهيئة تلقت خلال العام 2019 وحتى 8 ديسمبر الجاري، ثلاثة آلاف و53 من اقرارات الذمة المالية للمشمولين بالقانون, و101 من اقرارات الذمة المالية من شاغلي وظائف السلطات التنفيذية العليا. وثمّن رئيس الهيئة مبادرة وزارة النقل في الشراكة الحقيقية مع الهيئة والجهود المبذولة لإنجاح البرنامج التوعوي والتثقيفي والتدريبي الخاص بتعزيز الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه لموظفي الوزارة والمؤسسات والهيئات التابعة لها بأمانة العاصمة ومحافظة الحديدة.. وأعلن الدكتور الغشم عن تدشين الهيئة وشركاءها عدداً من البرامج، تشمل التوعية والتثقيف حول تعزيز الشفافية والنزاهة لدى منتسبي قسام الشرطة بأمانة العاصمة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ومؤسسة الشعب التنموية الاجتماعية، وعقد اللقاء التشاوري الأول حول تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤسسة الشعب. وفي الاحتفالية التي حضرها نائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي، وزراء النقل زكريا الشامي، والاتصالات مسفر النمير، والتعليم العالي حسين حازب وعدد من أعضاء الهيئة ومجلسي النواب والشورى وممثلي الوزارات والهيئات والجهات ذات العلاقة، بدوره أكد رئيس الهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات المهندس عبدالملك العرشي، أن عملية مكافحة الفساد تمثل عاملاً أساسياً في إحداث التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيراً إلى أن هذه العملية لم تعد مسؤولية جهة بحد ذاتها بل أضحت مسؤولية مجتمعية يجب أن تتضافر فيها جهود جميع مؤسسات وفئات المجتمع. ولفت إلى أن أي استراتيجية لمكافحة الفساد لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون الأخذ بالاعتبار الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة وساعدت على نموها وتفشيها الأمر الذي يقتضي خلق بيئة ومنظومة للنزاهة والشفافية والمسائلة. من جانبه عبر أمين سر المجلس السياسي الأعلى القائم بأعمال رئيس الوحدة الفنية للمتابعة والتقييم بمكتب رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر الحوري، عن الأمل في سرعة إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد تنفيذاً للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة. وأوضح أن العام 2020 شهد أعمالاً كثيرة في مجال مكافحة الفساد تم رصدها في إطار الرؤية الوطنية وحققت نتائج جيدة، لافتاً إلى أنه وفي خطة العام 2021 سيكون للمنظومة الرقابية دور كبير وبارز. وأشار الدكتور الحوري إلى حدوث تأخر في الكثير من الأنشطة المتعلقة بالعمل الرقابي نتيجة عدم توفر الاعتمادات المالية، لافتاً إلى أن توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى بإيجاد آلية تنسيق بين أطراف المنظومة الرقابية كان هدفها تجاوز هذه الإشكاليات، وأن تقوم المنظومة بدورها في مكافحة الفساد بشقيه المالي والإداري. تخلل الاحتفالية عدا من الكلمات اضافة الى عرض ريبورتاج حول البرنامج التوعوي والتدريبي الذي تنفذه هيئة مكافحة الفساد ووزارة النقل .