عندما يعتذر المسئول.

بقلم ..جمال عبدالرحمن الحضرمي.

من أرشدك الى الاعتذار بعد صمت .. أوليس من الحكمة الصبر والثبات على القول والوعد ..وإن تأخر الوفاء .. نعم إن الاعتذار هو من نبل الأخلاق وقيمة إنسانية رائعة، دعانا إليها الإسلام وحثنا على الصفح والمسامحة ..لكن ليس في الحقوق فالواجب تسليم الحقوق لأهلها .. ولكي يتحقق الصفح ويبنى السلم الاجتماعي ويتماسك المجتمع وتنتشر القيم في المجتمع يكون للاعتذار قيمة عظيمة يتبعها رد الحقوق لأهلها.
وعندما يعتذر المسئول فهو يعكس إحساسا نبيلا وتحملا للمسئولية تجاه الغير، ولكن لا يعفيه من ضرورة الوفاء بما التزم به ووعد .. وكما أن مبرر الاعتذار ليس هو بإلقاء اللوم على الآخرين ووضع مصوغات تبريرية معروفة مسبقا معتمدا على سهولة القول وإلزام الآخرين بتصديقها؛ فيعكس عدم الرضا ويجعل المتلقي رافضا للمبرر وإن كان حقيقة؛ فيصبح العجز والتبرير كلاما في الهواء لا يعني صاحب الحق .
إن ظاهرة انتشار الانتهازيين في أوساط الإدارات القائمة حاليا تخلق مصوغات ومبررات لحكام الأمر الواقع في اليمن؛ كي يفرضوا أجندتهم على حساب قضايا الوطن والمواطن؛ فتضيع الحقيقة بين أوهام الرضا للحكام وسخط المحكومين ..ويظل الانتهازيون متربعين على عرش الوهم وإدارة السراب إلى حين، فلا قبول للأعذار في الحقوق مادام الوعد قد تم؛ فيجب الوفاء به ويكون ضمن أولويات المسئولين ..وإلا فهو العجز في إدارة السلطة .. ولا وعد لمحتاج ..

اخبار ذات صلة