زمن المواجع والفجائع .. في اليمن

 بقلم / جمال عبد الرحمن الحضرمي
كم هو الانسان اليمني موجوع ومفجوع في نفسه وأهله وأولاده ..فعندما تغيب الدولة بمؤسساتها ،وتنتحر الأنظمة والقوانين يصبح كيان الدولة منقوصا وواقعها يصعب التنبؤ به على الرغم من ان المجتمع اليمني يعتمد كثيرا على قيم القبيلة بعد الوازع الديني ليقود المجتمع نفسه بنفسه ، وفي زمن المواجع والفجائع تظهر علامات تخلخل المجتمع وتفككه فلا الوازع الديني موجود نظرا لأن المجتمع فقد الثقة في علماء الدين المرتبطين بالساسة وعرف ان افعالهم ليست مرآة لأقوالهم ، وكذا وجد المجتمع ان القبيلة تؤمن بقيم لا تستطيع تطبيقها فتنعكس حسرة وتأوها في حياة أفرادها وأحلاما لا تجد السبيل المناسب لتحقيقها ،
وهكذا نجد أن فواجع المجتمع كثيرة بداية بقتل العديد من أبناء اليمن ، وتلى ذلك شنق طبيب يعمل في مستشفى بمحافظة البيضاء من قبل عناصر دينية هناك ، وقتل لصاحب عربية من أبناء مديرية زبيد في مدينة البيضاء كان يبيع الخضار عليها في سوق عام ولا أحد ينصفه ، وانتهاء بقتل الأغبري في محل بيع الجوالات بمدينة صنعاء ، ولن تكون الحادثة الأخيرة .
ان الأسباب التي أدت الى هذه الفجائع تكمن في انتشار السلاح بين أيدى المواطنين بشكل واسع بدون ضوابط أو قوانين تنظمها ، وقسوة قلوب المجتمع وتراجع قيمة الإنسان اليمني المهدور دمه في كل المواقع والمحافظات وعدم وجود انضباط خلقي والتزام قيمي في المجتمع بعد ان تراجع دور الدولة ليحل محلها دور من يحمل السلاح دون علم ولا عقيدة صحيحة .
اننا في اليمن بحاجة الى دستور شامل يحمي المواطن ويرسخ قيم العدل والسلام بدلا من قيم النزق والشهوة للقتل على حساب أي شيء وبدون خوف ولا وجل من قانون رادع أو عقيدة صحيحة تزرع الخوف من الله في قلوب الناس .
والأمل كبير في تجاوز كل هذه المواجع والفجائع عندما نعرف أن نزيف الدم اليمني حرام علينا ولا يحقق لأي جهة ان تبيحه لمجرد الشهوة في الحكم فهل من عودة لعقولنا وصفاء بصائرنا فنزرع المحبة والسلام بدلا عن زراعة البغض والأحقاد والكراهية في نفوس المواطنين ، وهذا يتطلب خطابا إعلاميا ودينيا جديدا فمن سيقود هذا الخطاب هو من سيصنع السلام للوطن والأمن للناس ، وما أظنه بقريب ؟؟.

اخبار ذات صلة