هيئة الطيران المدني .. إنجازات تواكب التطورات

تقرير : ابراهيم الروني
سارعت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد إلى تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية المواكبة للتطورات الحديثة منذ إعلان الخطة المرحلية 2019 – 2020م المنبثقة عن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وشرعت الهيئة مبكراً في إعداد المبادرات والخطط والمشاريع في قطاعاتها المختلفة، بما يسهم في تعزيز الخدمات الملاحية الجوية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ووفقاً للتقرير السنوي لعام 2019 تلقت (سبأ) نسخة منه، فقد ركزت الهيئة على الجوانب التنظيمية والتشغيلية التي تٌعد أهم الأنشطة والبرامج الكفيلة بتقديم الخدمات وفقاً للمعايير والمقاييس الدولية المنبثقة عن المنظمة الدولية للطيران المدني ” الإيكاو”.
وأشار التقرير إلى أن الهيئة اهتمت بالبناء المؤسسي من خلال إعادة البنية التحتية التي دمرها طيران العدوان على مدى الخمس السنوات الماضية، فضلاً عن اعتماد مشروع بناء القدرات المؤسسية وإعادة الهيكلة وإقرار برنامج نظام الجودة لقطاع سلامة وأمن الطيران وتأهيله للحصول على شهادة الإيزو وكذا اعتماد الهياكل التنظيمية واللوائح لقطاع الملاحة الجوية والإدارة العامة للتحقيق في وقائع وحوادث الطيران والإدارة العامة للمراجعة الداخلية.
وأوضح التقرير أن برامج وخطط الهيئة وقطاعاتها في الخطة المرحلية الأولى للرؤية الوطنية شملت تطوير وتحسين خدمات الملاحة الجوية وتعزيز الحفاظ على الإقليم الجوي لليمن وإعادة تخطيطه على أسس اقتصادية بما يتلاءم مع الخطة الدولية للملاحة الجوية.
كما تضمنت الخطة المرحلية إعادة تأهيل البنية التحتية لمطارات الجمهورية بما يحقق المستويات الدولية للتشغيل وتطوير وتحديث مطار صنعاء الدولي بالإضافة لتعزيز ومواكبة معايير ومتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني “سلامة الطيران وأمن المطارات” وتطوير قطاع الأرصاد الجوية وخدماته بما يواكب متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وشملت الخطة كذلك إنشاء مبنى ومنظومة للإنذار المبكر في قطاع الأرصاد وتطوير الهيئة بما يتناسب مع المستجدات والتطورات الدولية والإقليمية وتطوير معهد الطيران المدني والأرصاد وتأهيله ليصبح أكاديمية إقليمية للطيران المدني وتطوير أداء إدارة تلقي الشكاوي وإعداد قانون الأرصاد الجوية وتحديث خطة الطوارئ لمطار صنعاء الدولي وفقا لتوصيات ووثائق منظمة الإيكاو وإنجاز 60 بالمائة من تأهيل قطاع السلامة للحصول على شهادة الإيزو 9001 .
وفيما يخص الأنشطة الأساسية للهيئة ذكر التقرير أنها تشمل قطاع سلامة وأمن الطيران المدني والإنجازات التي نفذها العام الماضي والمتمثلة في تحديث وتعديل واعتماد دليل الإجراءات (ASPM-ASFM) وإعداد برنامج الإشراف والملاحظة للمختبرين الجويين المخولين وتنفيذ مهمة واحدة من هذا البرنامج على نظام(UPRT) .
وتم التركيز على تدريب خبراء دوليين في نهج مراقبة الرصد للبرنامج العالمي لمراقبة السلامة الجوية التابع لمنظمة الإيكاو(صلاحية الطيران) والإجابة على أسئلة POs بنسبة 66,3 في المائة المطلوبة من منظمة الطيران الدولي الإيكاو وتنفيذ 26 دورة في مجال sms لعدد 562 متدربا .
واعتمدت الهيئة إصدار وتحديث عدد من الإجراءات ذات الصلة بقطاع سلامة وأمن الطيران المدني بما يسهم في مواكبة التطورات الحديثة التي تزيد من سلامة وأمن الطيران.
وركزت الأنشطة اﻷساسية على تطوير وتحديث عدد من الإجراءات ذات الأهمية في الملاحة الجوية منها تحديث الدليل التشغيلي للملاحة الجوية وإعداد قوائم التعامل مع جميع حالات الطوارئ المتعارف عليها في جميع مراحل الطيران وتنفيذ تدريب نوعي في تخصصات الملاحة الجوية .
كما تم تدريب 25 مراقباً جوياً على كيفية الفصل الجانبي بين الطائرات باستخدام اﻷقمار الاصطناعية GNSS وحل مشكلة توقف منظومة الربط عبر الأقمار الصناعيةV-SAT وصيانة وإصلاح محطة الاتصالات الملاحية (التردد العالي) لاستمرارية تقديم خدمات الملاحة الجوية لحركة العبور فوق أعالي البحار فضلاً عن إدخال وحدات حديثة ومتطورة تخدم نظام الاتصالات الملاحية لدعم التقنية الرقمية بدلا عن التقليدية.
وتطرق التقرير السنوي للهيئة إلى أداء المطارات الدولية بالجمهورية ، ومنها مطاري سيئون وعدن القابعين تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي، ومطار صنعاء الدولي الذي يعاني من الإغلاق منذ أكثر من خمس سنوات من قبل دول تحالف العدوان .
وأفاد التقرير أن مطار صنعاء أصبح مخصصاً لاستقبال طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن وعدد محدود من طائرات الشحن رغم جاهزية المطار التشغيلية والفنية لاستقبال كافة الرحلات المدنية وبشهادة خبراء فنيين دوليين وطواقم طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وطائرات الشحن المختلفة الأحجام التي تصل إلى المطار.
وبشأن النقل الجوي وما حققه خلال العام الماضي بيّن التقرير أنه تم اعتماد 18 وكيلاً لخدمات الطيران لدى الهيئة داخل وخارج اليمن وإعداد دليل مخالفات لوائح الطيران المدني وعقوباتها ودليل الاتفاقيات الثنائية والمعاهدات الدولية إضافة إلى البرنامج الوطني للتسهيلات ولائحة الشحن الجوي ودليل عن المطارات اليمنية وأهم مطارات العالم.
وحسب التقرير دعمت الهيئة قطاع الأرصاد بإعادة تأهيل ست محطات رصد في حجة والمحويت وذمار وإب وعمران والسدة ليصبح عدد محطات الرصد 12محطة موزعة على مختلف محافظات الجمهورية، إلى جانب المحطات البحرية التي تعمل على مدار الساعة لرصد كافة أنواع التغيرات المناخية الجوية والبحرية والبرية التي من خلالها تصدر نشرات الطقس السطحية والتي وصل عددها خلال العام الماضي إلى 54 ألف نشرة بالإضافة إلى 17 ألفاً و292 نشرة سينوب المتمثلة في التقرير الخاص للأرصاد الجوية بالمطارات.
واستفادت عدة جهات من المعلومات المناخية الصادرة من قطاع الأرصاد الجوية، منها القطاع الحكومي بنسبة 36 في المائة والقطاع الخاص بنسبة 23 في المائة والجامعات ومراكز الأبحاث بـ 41 في المائة.
وتناول التقرير الأنشطة الداعمة التي تقدمها الهيئة لموظفيها وعائلاتهم في مجال الرعاية الطبية حيث استفاد منها أكثر من 21 ألف مستفيد، ومجال التدريب والتأهيل إذ تم تنفيذ عدد من الدورات في المجال المالي والإداري والفني استفاد منها ألفين و 605 متدربين.
وعرّج التقرير على الدعم الفني الذي قدمته الهيئة خلال العام الماضي والمتمثل في جاهزية العربات والآليات لصيانة خمس سيارات خدمية وتسع عربات إطفاء وإنقاذ بمطار صنعاء الدولي وتصنيع قطع غيار محلية وإعداد الدليل التشغيلي الخاص بإطفاء المطارات ، وتنفيذ آليات حماية أراضي وحرم المطارات وإعداد تقرير فني متكامل لاستيفاء متطلبات الايكاو لمطار صنعاء الدولي ، فضلا عن إعداد مصفوفة متكاملة بالأضرار وخسائر المطارات المتضررة من غارات العدوان.
وفي قطاع المنشآت والمشاريع نفذت الهيئة خلال العام الماضي مشروع إعادة تأهيل شبكة المياه وصيانة مبنى التشريفات ومشروع إعادة تأهيل كهرباء مبنى الركاب في مطار صنعاء الدولي وترميم مباني معهد الطيران المدني والأرصاد بالإضافة إلى بناء دور إضافي بمبنى قطاعي السلامة والمطارات وتصميم وتنفيذ معمل تدريب لإنارة حقل الطيران في معهد الطيران.
أما في مجال تقنية المعلومات فقامت الهيئة بتطوير نظام النقل الجوي وأتمتة الإدارة العامة للشؤون الإدارية وإدارة أمن الهيئة وتطوير نظام أمن الطيران وإعداد نظام الأصول وإنشاء ورشة صيانة الأجهزة الإلكترونية.
وفيما يتعلق بالمجال الإعلامي أنتجت الهيئة أفلاماً وثائقية عن أهم أنشطتها وبرامجها وفلاشات حول الأضرار والخسائر التي لحقت بقطاع الطيران المدني نتيجة استهداف العدوان والمعاناة الإنسانية الناتجة عن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي .
وفي هذا الصدد أكد وزير النقل زكريا الشامي أن نشاط الطيران المدني والأرصاد يمثل أهمية استراتيجية وحيوية لأي بلد يضع في اعتباره إحداث تنمية اقتصادية حقيقية، مشيراً إلى أن الهيئة أثبتت نجاحها في الاضطلاع بمهامها واهدافها المحددة في قانون الطيران المدني وقرار إنشائها.
وقال “نعمل جميعاً على تحقيق أهداف الهيئة وتطوير أنشطتها بما يسهم في تجاوز آثار العدوان الغاشم الذي استهدف بشكل ممنهج البنية التحتية للطيران المدني والأرصاد ونشاط الطيران المدني في اليمن”.
فيما أوضح رئيس الهيئة العامة للطيران الدكتور محمد عبدالرحمن عبدالقادر أن الهيئة واصلت جهودها لضمان استمرار عملها وتنفيذ مهامها ومسئولياتها والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها والنهوض بقطاع الطيران المدني والأرصاد والوصول به إلى أفضل المستويات من حيث معايير الكفاءة المهنية والخدمات وسلامة الطيران المدني.
وتعتبر الهيئة العامة للطيران من الجهات الحكومية السيادية باعتبارها المخولة والمسؤولة عن كافة أنشطة الطيران المدني ويقع على عاتقها الالتزام بتطبيق كافة القواعد والتوصيات الصادرة من منظمة الطيران المدني الدولي ICAO ، و المنظمة العالمية للأرصاد WMO، بالإضافة إلى الالتزامات الدولية الواردة في الاتفاقيات والبرتوكولات المتعلقة بأعمال الطيران المدني والأرصاد وفي مقدمتها اتفاقية الطيران المدني الدولي شيكاغو 1944م والملاحق التابعة لها.

اخبار ذات صلة