أكد مصدر مسؤول في لجنة تقييم حجم أضرار المخلفات الكيميائية لمصانع(السمن والصابون ـ مصنع الجزيرة ـ كيميكو) قيام اللجنة والمكلفة من قبل محافظ محافظة تعز بأخذ عينة من تلك المخلفات وإخضاعها للفحص وذلك في اليوم الأول من النزول الميداني لها. وأوضح عضو اللجنة اللواء علي القرشي مدير عام مديرية شرعب الرونة على حالة الإجماع بين أعضاء اللجنة على كارثية الوضع الصحي والبيئي الذي تعيشه كل من عزلتي الزغارير والاجشوب ،باعتبارها الأكثر تضررا من تلك المخلفات. وقال مدير عام مديرية شرعب رئيس المجلس المحلي اللواء علي القرشي في تصريح له إن اعضاء اللجنة قاموا بالنزول إلى المياه خلال معاينتهم للمنطقة الا انهم أصيبوا على الفور بحساسية جلدية ناجمة عن تلوث تلك المياه بالمواد الكيميائية، مشيرا الى أن ذلك كان بمثابة الفحص الأول والذي عزز ثقتهم بتلوث المياه جراء إفراغ المخلفات الكيميائية فيها. كما اطلعت اللجنة ايضا على حجم الأضرار التي طالت الأراضي الزراعية المجاورة وما آلت اليه من عدم صلاحيتها للزراعة بعد أن طالها التلوث الناجم عن مخلفات تلك المصانع الـ 3. وقال اللواء القرشي إنه بدا واضحا للعيان تحول تلك الأراضي الزراعية الى مستنقعات لتكاثر البعوض والطفيليات الناقلة للأمراض وهو ما وضعته اللجنة في الاعتبار. وأشار اللواء القرشي الى اندهاش اعضاء اللجنة من تحول أحد الغيول المغذية للوادي بتلك المخلفات والذي كان يشكل مصدرا لمياه الشرب بالنسبة للسكان حيث تسببت تلك المخلفات بعدم صحية استخدامه للشرب كونه قد أصبح ملوثا وغير قابل للاستهلاك الآدمي او حتى لري الاراضي الزراعية نتيجة ما بات يحويه من مخلفات كيميائية ضارة بالإنسان وكذلك بالأراضي الزراعية. ـ د.عبدالله مفرح:أغلب مرضى السرطان والبلهارسيا من تلك المناطق: من جانبه أكد مدير مكتب الصحة في مديرية شرعب الرونة الدكتور عبدالله مفرح على أن عزلتي الزغارير والأجشوب تتصدر قائمة العزل في المديرية من حيث الإصابة بالأمراض المزمنة سيما مرض السرطان والبلهارسيا ، وسوء التغذية بأنواعه المختلفة. وقال الدكتور مفرح إن الحالات المرضية الوافدة إلى المراكز الصحية بالمديرية من تلك العزلتين تضم أيضا حالات الإسهالات المائية الحادة والأمراض التي تصيب الجهاز العصبي للإنسان مشيرا في الوقت نفسه إلى تنامي حالات الإصابة بأمراض الكبد نتيجة ما تعانيه من تلوث بيئي جراء تلك المخلفات الكيميائية. ـ وأضاف :تلوث المياه لعزلتي الزغارير والاجشوب نتيجة لمخلفات المصانع على حياة السكان من اضرار صحية ممثلة في الآتي: 1- زيادة الأمراض السرطانية في تلك العزلتين مقارنة ببقية عزل المديرية نتيجة لمخلفات المصانع التي تحتوي (رصاص- زيبق – فوسفات – ومواد عضوية -ومواد غير عضوية). 2- زيادة المعادن تؤثر على الجهازالعصبي المركزي للاطفال التي بدورها تؤدي إلى اعاقات ذهنية وحركية. 3- زياده أمراض الكبد بنسبة3%. 4- ارتفاع حالات الاصابة بمرض الفشل الكلوي. 5- كثرة حالات الاسهالات المائية وحالات سوء التغذية الناجمة عن تلوث مياه الشرب وكذا مياه الري التي يعتمد عليها المزارعون كمصدر رئيس لري الأراضي الزراعية. 6- وجود المستنقعات الملوثة والتي تعتبر احدى مصادر الأمراض الفيروسية والطفيلية والفطرية وكذا احد المكونات الأساسية للأمراض التي ينقلها البعوض. وختم الدكتور مفرح تصريحه باستخلاص نتيجة هامة تسببت بها تلك المخلفات الكيميائية والمتمثلة في زياده نفقات التكاليف العلاجية على الأسر القاطنة في العزلتين سيما في ظل تردي الوضع الاقتصادي الراهن. ـ ارتياح شعبي: من جانبهم عبر عدد من الأهالي عن ارتياحهم لنزول اللجنة المكلفة بتقييم حجم الأضرار من قبل محافظ المحافظة الاستاذ سليم المغلس ، وتطلعاتهم الى وضع حد لمعاناتهم المستمرة منذ عقود جراء رمي تلك المخلفات الكيماوية هناك.. معربين عن شكرهم وامتنانهم لحرص الجهات المسؤولة ممثلة في محافظ المحافظة وكذلك مدير عام مديرية شرعب الرونة اللذين يبذلان جهودا جبارة في سبيل رفع المعاناة عنهم وما سببته تلك المخلفات من كوارث بيئية وصحية وسياحية. تجدر الإشارة إلى أن محافظة تعز الأستاذ / سليم المغلس كان قد أصدر قرارا بتشكيل لجنة تتولى مهام النزول الميداني للإطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها عدد من المصانع نتيجة قيامها بإفراغ المخلفات الكيميائية على مصب نهر وادي رسيان والذي تضررت منه عدد من العزل وذلك بناء على الشكاوى المقدمة من أهالي المديرية والتي كان آخرها المذكرة المرفوعة من قبل مدير عام المديرية اللواء الشيخ علي القرشي رئيس المجلس المحلي والتي تضمنت حجم الأضرار الصحية والبيئية والزراعية والسياحية الناجمة عن رمي تلك المخلفات وما آلت إليه أوضاع المواطنين من تدهور في الأحوال الصحية والمعيشية إضافة إلى تضرر الأودية التي تعتمد على وادي رسيان كمصدر أساسي في ري الأراضي الزراعية.