الجميع منا يؤمن بأن الموت حق وأن الحياة بإذن الله تعالى وهو وحده جل شأنه المحيي وهو المميت وهو الحي الذي لايموت قال تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) وايضا” قوله تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) صدق الله العظيم..! لكننا في هذا الظرف الإستثنائي وهذا الزمن الصعب ، الذي تتحد فيه المصائب والهموم لمهاجمة ما تبقى في صدر الإنسان من فسحة صغيرة وضيقة للفرح والأمل والتفاؤل .. نجد أن القادم من الأيام في غالب الأحيان يأتي بما لا نرجوه ولا نتمناه من الكوارث والآلام التي تخيم بظلالها الأسود على مساحة الفرح الإنساني وتفقد الحياة معناها وقيمتها . إنها سنة من سنن الحياة ، وحكمة إلهية لصهر قوة الإيمان والإرادة لدى الإنسان ، ومتى ما كان الإيمان قوياً والإرادة صلبة لا تلين ، فإن الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته إذا لم تقضِ عليه فإنها قطعاً تقويه وتجعله أكثر قدرة على المواجهة .. قبل خمس سنوات مضت وفي مثل هذا اليوم رحل عنا عزيزنا وأخينا ووالدنا الوطني الفذ المناضل العميد /محمد حسن الأشموري مدير الإستخبارات العسكرية بمحافظة تعز الذي نتذكر قبل خمسة أعوام كيف تلقينا نبأ رحيله وكيف كان لهذا النبأ وقعه الكارثي علينا، حيث خيمت المأساة على رؤوسنا ونفوسنا وأنستنا همومنا ومعاناتنا التي لم تكن شيئا يذكر أمام هول فاجعة فقدان عزيز بحجم ومكانة الفقيد العميد / محمد حسن الأشموري وما زلنا بعد مرور الخمسة الأعوام على هذا الحدث نشعر بمرارة وحزن عميقين لهذه الخسارة التي حلت بنا سواء على الصعيد الوطني أو الصعيد الشخصي وأمام هذا المصاب الجلل لم يكن أمامنا سوى الامتثال لإرادة المولى عز وجل والتسلح بيقين الإيمان، كون الموت علينا حقا ، وكل نفس ذائقة الموت ولم يكن بوسعنا سوى الابتهال بالدعاء ليتغمده الرحمن بواسع رحمته ويلحقه إلى جواره مع الصديقين.. وأن يلهمنا وأهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان. لقد عرفنا فقيد الوطن العميد الأشموري رجلاً وطنياً ، جاداً ومثابراً ومتفانياً في حياته العملية ، وتأدية واجبه وخدمة وطنه . وعرفناه أخاً عزيزاً ، ودوداً ، ومتطلعاً وطموحاً، يتمتع بقوة الإرادة والعزيمة في التصميم على المضي قدماً ، مهما كانت الصعوبات والعراقيل .. عرفناه قائدآ من الطراز الأول، الذي يدرك معنى القيادة ويجمع ما بين المعرفة والخبرة وكيف كان متفان في أداء مهامه بالقوات المسلحه ، الذي تميز به وكسب ثقة واحترام رؤسائه ومرؤوسيه. فمن خلال تأديته لواجبه الوطني ورصيده النضالي تقلد العديد من المناصب حيث بدأ مشواره النضالي بتحمل مسؤولية قائد كتيبة الرئاسة لواء العروبة الأول عام1982م ثم بعد ذالك مدير مكتب مدير عام الإستطلاع الحربي. أيضا مدير إدارة التحقيقات بقيادة الشرطة العسكرية و الإستطلاع الحربي – صنعاء. وبعدها مدير إدارة الأمن الوقائي بالإستخبارات العسكرية – صنعاء. وعقب قيام الوحده المباركه 1990م عين نائب مدير الإستخبارات العسكرية – بمحافظة تعز حتى صيف 1994م ثم تولى قائم بأعمال مدير الإستخبارات العسكرية محافظة عدن . وفي عام 1995م تولى منصب مدير الاستخبارات العسكرية بمحافظة تعز وأستمر في هذا المنصب حتى عام 2007م عين بعدها مستشارا” لمدير عام دائرة الاستخبارات العسكرية بالجمهورية اليمنية حتى وافته المنية وتوفى بالقاهره عاصمه جمهورية مصر العربية الشقيقه وذلك إثر مرض عضال آلم به عن عمرا” ناهز 58 عاما” يمكن أن نستشف مساحة ذلك الحيز الكبير الذي أصبح يتبوؤه من التقدير والاحترام في قلوب الكثيرين من أبناء تلك المحافظات في صنعاء والجوف وتعز الذين ما إن ينتقل من محافظة إلى أخرى يفتقدونه ، ويشيدون به كل قيادات الدوله الذي عمل معهم بكفاءته وتميز أيضآ بعلاقاته الاجتماعية … وهذا ما سمعناه مراراً وتكراراً ونعتز بسماعه ،ولقد ترك الفقيد ورائه رصيد إنساني حافل بالعلاقات الاجتماعية الطيبة ، وتاريخ عمل مشرف في سلك الخدمة العسكرية بالقوات المسلحه ، فمن صفاته القيادية والإنسانية وسجاياه الشخصية في التعاطي العقلاني والجاد من مختلف القضايا ، والقدرة الفائقة على اتخاذ القرار في اللحظات الحاسمة ، فسوف يخلد ذكراه مرؤوسيه من رجال الجيش الذين عملوا معه وتعلموا على يده وتأثروا به. ألف رحمة ونور على روح فقيد الوطن ، الذي لاشك في أن رحيله قد ترك فراغاً كبير في الحياة العسكريه لاسيما في مثل الوضع الذي يمر به الوطن مثلما ترك فراغاً كبيراً في حياة أسرته وذويه ومحبيه وأصدقائه . رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب الدعاء وإنا لله وإنا إليه راجعون