الأحقاف نيوز / كلمة الأسبوع /
خاص / 30 أكتوبر 2025
ينسحب أكتوبر من الأجندة بكل ثوريته وجموحه وعنفوان الذكريات الميتة فيه ، وبعدُ مازال في الوجع اليماني التليد إمكانيات للألم الخالد أن يتوالد على مساحة الخارطة المجنونة ، فلم ينتهي في الأيّام السوداء سمة الوحشة والكراهية وهي تنبسط على الفساحات وتأكل من سلام النواحي ميادينه التي طالما نما فيها ورعا البهاء على نخيلها وسهولها وفيافيها الشاسعة .. وما ظهر في الأفق بارقة أمل يمكن أن يكبر بها حلمُ السلام في أرض السلام والإيمان و.. الحكمة!.
فتتوارى الأيامُ الثائرة بخجلها وقد خلت نهاراتها من وعد الرخاء الذي ظلت ترسمه على طريق المساكين الواثقين من أن غضبات جماعات التحرير سيفضي بالتأكيد على النعيم ، فهم قد شربوا من الذل والإستعباد كثيراً ليصلبَ له من العود الغضبُ وينتهي بهم الكبرياءُ إلى صنع الفجر الأبيض التي انتظرته الجموعُ بلهفة.
لم تسفر الأيّامُ على الأوطان إلا بالشقاء ، وما وعدت به أضحى وبالاً ، وما النعيمُ فيما ذرته الأيامُ الأكتوبرية غيرُ عذابات ودماء ودمار وخيانات وعربدات وشقاء .. ومازالت جعبات الرصاص والأسلحة مشحونة بالأسباب التي تؤدي دائماً إلى الإنفجار في وجه أحلام الوطن ، و يبقى منها بعد كل [ دورة صراع ] أضغاث كراهية واضحة تكبح التطلعات البيضاء في تلك النهارات [ الآفلة ] قبل أن تشرق.
لم يهتدِ الوطنُ إلى جادة الطريق إلى الحل الصحيح ، ليس لأنه غريب عن معرفة الخارطة نحو السلام ، بل لأنه سلَّم نفسه إلى الشيطان الذي يجيد معرفة خبايا إشكالية الصراع فأجاد توطيد الأزمة في تلافيف الخلاف بين رفقاء المسير ، ليتوه الجميع في معمعة الشيطان ، وظهر خلف كلّ مأزق مآزقٌ ، ووراء كل ورطة ورطات أكثر تمزيقاً وتفريقاً بين إخوان الوطن .. فيتسابق الجميع زرافات إلى الوقوع في الورطة طالما أنها تسقيهم من نعمائها وتضمن لهم من وليمة الخونة لقمةً تُقيم فيهم أودَ الذل والمهانة وتضع على رؤوسهم أكاليل العار من ذهب.
فأين يختبيء الحل ؟ هل في المزيد من جرعات الخيانة ؟ هل في إدرار الولاءات للعدو التاريخي لليمن ؟ هل في الخضوع والإذعان لبرامجه المدمرة للسلام العام في الوطن ؟ هل في تثبيت التغلغل الخارجي داخل روح الوطن ؟ هل في تمكين الأعداء من قدرات البلاد وخيراتها وتوقيع الاتفاقيات المهينة لمستقبل الوطن ؟ هل في تأكيد ثقافات الشللية والمناطقية التي تمسح بالكرامة والسيادة عن الوطنية والإنتماء ؟ هل .. هل .. هل ؟؟!.
هي قائمة من التساؤلات تُطرح على القيادات الوطنية التي تقود المرحلة الراهنة بفوضوية وتساهل وكأنهم يضمنون أن المستقبل سينصف لهم العمالة والولاء للأعداء.
نقلا عن موقع الاحقاف نيوز
