أصدر مستشار المجلس السياسي الأعلى، الشيخ محمد محمد القاز، تصريحاً مؤثراً عميق الدلالة حول استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية، اللواء المجاهد محمد عبدالكريم الغماري، مؤكداً أن رحيله يمثل خسارة جسيمة لليمن والأمة العربية والإسلامية، وفقداً عظيماً لقضية فلسطين المركزية.
وقال الشيخ القاز إن الشهيد الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزاً للوفاء والإخلاص والروح الجهادية اليمنية الأصيلة، الذي كرّس حياته وطاقته في مواجهة تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، مسخراً كل إمكانياته وطاقاته لخدمة الوطن والدفاع عن كرامة الشعب اليمني في أصعب الظروف وأشدها قسوة.
وأضاف القاز أن الغماري كان مثالاً للقائد المؤمن المجاهد الذي يضع الوطن والمبادئ قبل نفسه، فهو الذي سخر روحه ووقته في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، جامعاً بين الشجاعة في ساحات القتال والحكمة في التخطيط العسكري، واضعاً المصلحة العامة في صدارة اهتماماته، متمسكاً بالإيمان العميق وبقيم الشرف والوفاء.
وأشار القاز إلى أن الشهيد الغماري قدّم نموذجاً رائعاً للتضحية الحقيقية حين كان يضع القضية الفلسطينية في قلب أولوياته، داعماً غزة والمقاومة الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، مساهماً في تعزيز الموقف اليمني الثابت في مواجهة الكيان الصهيوني، ومثبتاً للعالم أن اليمن بلد الشرف والمواقف الثابتة، بلد الوفاء للحق والمقاومة.
وأوضح القاز أن الغماري كان يتحلى بمآثر قلّ نظيرها في الأخلاص والإخلاص في أداء المهام الموكلة إليه، وفي القدرة على قيادة الجنود وتحفيزهم في الميادين، وكان قدوة لكل من حمل السلاح دفاعاً عن الوطن، مقدماً روحه في سبيل خدمة الشعب والقضية العادلة، مجسداً أعلى معاني البطولة والفداء والإخلاص.
وأضاف:
“لقد فقدنا اليوم رجلاً عظيماً، لكنه قد ترك وراءه إرثاً من القيم والمواقف النبيلة، وتضحيات جسيمة ستظل نبراساً للأجيال القادمة. دماؤه الطاهرة لن تذهب هدراً، بل ستبقى منارة تهدي كل من يسعى في دروب الحق والجهاد.”
وأكد القاز أن استشهاد الغماري يمثل درساً للأمة جمعاء في معنى الولاء والإخلاص، وفي التضحية في سبيل الدفاع عن الوطن والمبادئ والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تاريخه البطولي ومآثره الخالدة ستظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني وكل أحرار الأمة.
وختم الشيخ القاز تصريحه بتقديم خالص العزاء والمواساة قائلاً:
“قلوبنا اليوم مع قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومع رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي محمد المشاط، ومع القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية، ومع جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم، وكل أحرار الأمة الذين فقدوا في رحيل هذا القائد رمزاً للوفاء والشجاعة والتفاني في سبيل الحق. نسأل الله أن يتقبله في عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يخلّد ذكراه ومآثره في سجل الخالدين، ويجعل تضحياته نبراساً للأجيال القادمة في الدفاع عن الوطن والأمة والقضية الفلسطينية.”
هذا القائد المجاهد، الذي جسّد أعلى درجات التضحية والإخلاص، سيظل في ذاكرة اليمنيين وأحرار الأمة، قائداً ومعلماً، ورمزاً لكل من يؤمن بالحق والمقاومة والشجاعة والفداء، وقد ترك إرثاً لا يمحى من التضحيات والمواقف الوطنية التي ستظل تضيء دروب المجاهدين في اليمن وكل أنحاء الأمة.