★بيروت ـ أحمد موسى
وإن بدت مبكرة ، فالتحالفات غامضة، والقوى المتنازعة تتأهب، والقواعد الشعبية لا تملك سوى ضبابية المرحلة، بهية الحريري ونجلها أحمد تكفلا الإعلان صراحةً: “سنخوض الإنتخابات النيابية بلوائح مستقلة على مستوى كل دوائر لبنان”، ومن المبكر الحديث عن إمكانية التحالفات، لكننا منفتحون، ووفقاً لمصادر من الحلقة الضيقة في المستقبل “التحالف مع القوات غير وارد”، إذاً “المستقبل تنفس الصعداء”، بعد قرار المشاركة والعودة المحتملة لسعد الحريري، أما القوات فيعدّون العدّة للمنازلة الإنتخابات النيابية 2025 القادمة، وعينهم على المقعد “الأرثوذكسي” هذه المرة، ووفقاً لمصادر نقلت معلومات، أن القوات اللبنانية بدأت “التفكير جدياً في ترشيح النائب السابق عماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة البقاع الغربي وراشيّا بدلاً من إعادة ترشيحه في دائرة بيروت الأولى، وذلك من أجل خوض معركة جديّة على المقعد الأرثوذكسي في الدائرة”، في ظل حديث متزايد داخل الأوساط القواتية أن معراب تريد تشكيل لائحة كاملة في البقاع الغربي والعمل على الإستفادة من الصوت السني لتحقيق الخرق.
وفي السياق، تقول معلومات، أن نائب التيار الحر عن الدائرة نفسها شربل مارون أُبلغ رسمياً بعدم الترشح واستبدال المقعد الماروني بالروم الأرثوذكس حيث تبلغ القيادي في التيار طوني الحداد بـ”قرار الترشح”، من دون نفي أو التأكيد حقيقة الأمر من الطرفين، وإلى حينه تبقى الأمور ضمن حرب السياسة وصناعة القرار وغربلة الأسماء. وتقول مصادر مطلعة أن النائب حسن مراد وسط حركة ميدانية لا تهدأ، يتحدث متابعون عزمه تشكيل لائحة مكتملة بغياب مشاركته الثنائي الوطني، “متحرراً منه برغبةٍ إقليمية ملكية، مستفيداً من الإنقسام المسيحي القائم”، حيث الإختيار الأقرب على مرشح القوات الأرثوذكسي على حساب نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي الذي تستهويه “الحركة الاشتراكية” على حساب تحالفاته السابقة، وهنا تستفيد القوات من الفراغ الذي يشكله الثنائي المستقبل وقاعدة الفرزلي معاً، تلك الاستفادة يبدوا في غير مكانها لجهة القوات خاصة في الموقع الأرثوذكسي، إذ يشكل بروز مرشحين شبابيين فجأة تطرق باب الترشح للانتخابات النيابية من الباب العريض “الاستفادة من الفراغ في المقعد الأرثوذكسي الذي تركه غياب الفرزلي وضآلة المزاج لدى الناخب السني لجهة مرشح القوات اللبنانية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً مسجلاً نقطة في ترشح تاري الياس الصابونجي إبن بلدة جب جنين حيث تشكل ثقلاً لدى القاعدة الناخبة سنياً، حيث برز “تاري” إسماً مقبولاً لدى القاعدة الناخبة.
أما مارونياً حتى اللحظة، إذا صدق قرار التيار في الإستغناء عن المقعد الماروني في البقاع الغربي واستبداله بالارثوذكسي في راشيّا، يتحول الصراع بين التيارين “المستقبل” الذي يعتزم ترشيح الياس مارون وبين التيار الحر الذي يتجه نحو ترشيح ناجي غانم على اللائحة الذي يعمل الثنائي الوطني على تشكيلها إذا ثبت الطلاق بينه وبين مراد العازم على تشكيل لائحة بغياب الثنائي الوطني وعدم ترشيح السني الثاني.
المستقبل سيخوض الانتخابات في كل لبنان على قاعدة لوائح مستقلة، وسعد الحريري سيعود إلى لبنان مترئساً المؤتمر العام لتيار المستقبل مشرفاً على الإنطلاقة الجديدة والمحدّثة للمستقبل، وبالتالي إعلان بهية الحريري ونجلها أحمد الترشح بين صيدا وبيروت، ما هي إلا مقدمة لاعلان حالة الطوارئ السياسية الانتخابية، ترشيحاً وتحالفات التي ستبقى ضمن الضوابط الإقليمية والشروط السعودية، والتي ثبّتت دعائمها مشهدية اللقاء الذي جمع محمد بن سلمان وسعد الحريري بمباركة ملك المغرب، هي الصورة المصغرة عن لبنان في البقاع الغربي وراشيّا.
